الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية وله في ظلامها حياة بقلم دينا احمد (كاملة)

انت في الصفحة 1 من 129 صفحات

موقع أيام نيوز

المقدمة
يجلس أمام شرفته ينظر في الفراغ و يلتهم سيجارته بشراهة ها هو سوف يعود إلى مصر مرة ثانية زم شفتيه بامتعاض هو لا يريد العودة يريد أن يظل هنا طوال حياته ولكنه زفاف شقيقه الصغير ويجب أن يكون بجانبه في مثل هذا اليوم..
اغمض عيناه بقوة وتلك الذكريات تلازمه منذ ذلك الحاډث المشؤوم ذلك الحاډث الذي فرق بينه وبين حبيبته التي لم يكتمل زواجهم وقد توفت بعد عقد قرانهما تلك الفتاة التي اختارها قلبه و أسرته منذ النظرة الأولى.. مر على هذه الحاډثه ما يقارب نحو السبعة سنوات ومنذ فراقه لها وهو بعيد عن موطنه..

تنفس بعمق بعد أن هبط من طائرته عاد من جديد إلي موطنه ولكن سوف يعمل على أن يغادر مرة ثانية في اقرب وقت 
الفصل الاول
بداية جديدة
في منطقة راقية لا يسكنها إلا ذوي الطبقة العالية و تحديدا في قصر عائلة النجدي يجلس كبير العائلة رأفت النجدي ذلك الرجل صاحب الشخصية الصارمة الذي يهابه الجميع يضرب الأرض بالعصا الخاصة به وهو يزمجر پغضب ليهتف بصوته الاجش
البنات اللي فوق دول هيستمروا في اللعب كدا كتير ولا إيه!
ليقول حازم و هو يضع يده على موضع قلبه بطريقة درامية
الله يا بابا خلي قلبك ابيض و سيب حبي تفرح براحتها
لينظر له رأفت عاقدا حاجباه وهو يقول بحنق
انت يالا قاعد هنا ليه من دلوقتي ... عايزك تسلم على مراد و تطير ولا أنت عجباك اصوات البنات
ليكمل قائلا
معرفش كان تفكيري فين لما قررت الاتنين المجانين يتجوزا
تصنع حازم العبس وهو يقول
جرا ايه يا حج انتوا جايبيني عشان تهزقوني ولا إيه! وبعدين انت بتتكلم عن المدام بتاعتي
اقتربت منه فرح لتهمس في أذنه
اشتري كرامتك يا حازم عشان برستيجك أنت و المدام بتاعتك هينزل الأرض دلوقتي
زم حازم شفتيه بامتعاض وهو ينظر لوالده الذي يضرب الأرض پغضب ليقول بصرامة
فاتن ... اطلعي ل بنتك و خليها تتهد شوية هي و البنات اللي معاها مراد زمانه على وصول و اكيد هيكون عايز يرتاح
أومأت له فاتن بتوتر لتذهب سريعا إلى الأعلى لمصدر تلك الضوضاء لتفتح باب الغرفة ثم وضعت يدها في خصرها و هي تهز رأسها في يأس من تلك الفتاة التي ترقص و تتمايل ببراعة بجسدها الممشوق المثير في ذلك الرداء الاسود القصير الذي ترتديه و تجتمع الفتيات الاخري حولها و يرقصون و يغنون بسعادة كبيرة لتقترب فاتن من نورا ثم ضړبتها بخفة على كتفها لتسحبها نورا و ياسمين من يدها لكي ترقص معهم لترفض فاتن بشدة وهي تصيح ب نورا قائلة
يا بنتي تعبتي قلبي ما تتهدي شوية ... عمك معه حق لما قال إنك مچنونة زي حازم بتاعك ده ... تعالي انزلي تحت عشان حبيب القلب بتاعك موجود و مراد هيوصل
لتقول نورا بمرح
يعني زومي تحت لا بقي انا لازم انزل و...
لتقاطعها فاتن وهي تحذرها بسبابتها
اياكي يا نورا تتدلعي عمك متعصب على حازم ولو شاف جو الغراميات بتاعكم ده معرفش ممكن يعمل فيكم ايه.
لټضرب نورا الأرض بقدمها بحنق طفولي و تنهدت فاتن وهي تنظر لأبنتها التي وأخيرا ارتسمت السعادة في حياتها بعد معاناة لتدعوا ربها أن يديم السعاده في قلبها دائما ثم غادرت الغرفة.. أما في الأسفل فجاء إتصال مفاجئ ل حازم فتركهم و دخل إلي المكتب حتي لا يسمعه أحد.
جاءت سيارة فارهة بسائق شاب لأستقبال مراد ليقول السائق بابتسامة ترحاب
حمد لله على السلامه يا مراد بيه.
ليجيبه مراد ببرود
الله يسلمك يا سعد.
دلف إلي حديقة القصر و هو ينظر في جميع الاتجاهات وهو يتذكر تلك الجنية الصغيرة التي دائما تبعث الحياة في كل مكان بمرحها توجه بخطواته إلي الداخل بشموخ و وقار واضعا يده في جيبه و هو يسير بثقة عالية وما أن دلف إليهم في غرفة الجلوس حتي تهللت اسارير الجميع فرحا بما يروه ليبتسم هو نصف ابتسامة لم تلامس عيناه ثم توجه نحو والده الذي كاد أن يبكي فرحا برؤية ابنه بعد مدة كبيرة ليعانقه والده و هو يربت على ظهره بحنو ثم بدأ الجميع في مصافحته بحرارة لينضم إليهم حازم الذي ما أن رآه حتي قفز نحوه كالطفل ليعانقه بقوة كبيرة.
صاح حازم بعد أن أبتعد عنه
ايه يا كبير ملكش أهل تسأل عليهم ولا إيه.
هم مراد للتحدث ولكن صدح صوت اغنية بنت الجيران في أرجاء المكان ليعقد مراد حاجباه في استغراب.
أما رأفت فڠضب أكثر عندما بدأت الفتيات بالغناء بصوت واحد مع الأغنية.
بهوايا انتي قاعدة معايا ... عينيكي ليا مراية ... يا جمال مراية العين ... خليكي لو هتمشي اناديكي انتي ليا انا ليكي احنا الاتنين قاطعين... 
ليقول رأفت بصرامة وهو يقف
انا بقي اللي هطلع للمچنونة دي
ليوقفه حازم قائلا
أهدي يا حج الله يخليك و سيبني انا هطلع اجيبها
السابق
صفحة 1 / 129
التالي

انت في الصفحة 1 من 129 صفحات