رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الاخيرة
حاضر هخلي بالي المرة الجاية.
استوقفه الطبيب قبل أن يتحرك وشدد على تحذيره
أنا المفروض أحجزك دلوقتي.
ابتسم يونس وهو ينهي هذا الجدل بإصراره الشديد
إنت عارف إني مش هتحجز تاني متشغلش بالك إنت يادكتور أوعدك هخلي بالي المرة الجاية.. بس لازم أمشي دلوقتي عشان ملك مستنياني.
ضم المعطف إلى صدره جيدا ثم خرج بخطوات حذرة منتقلا إلى غرفتها متشوقا لرؤيتها أكثر من أي وقت مضى. فتح الباب بعد طرقه وأطل برأسه ليرى الممرضة تعاونها لكي تنهض عن الفراش ثم أجلستها على المقعد المتحرك لكي يكون تغييرا لها. لمحته فرفعت بصرها فورا نحوه وأشرقت ملامحها وهي تنطق بإسمه
ابتعدت الممرضة عنها بعدما أدت مهمتها وتركتهم منفردين أغلق يونس الباب ودلف حاملا إليها بعض الكتب وضعها على الطاولة مفسرا
جيبتلك حاجه هتسليكي.
دنى منها وأقبل يقبل صدغها ثم اعتدل ليجلس أمامها
مرتاحة
جدا.
ثم نظرت للكتب التي اختارها وتسائلت برغبة
إيه رأيك تقرالي حاجه عشان تفتح نفسي وأكمل.
طبعا.
انتبه لإرتدائها إحدى المنامات الجديدة والتي برز جمالها بعدما أرتدتها ف لاحت إبتسامة تزين محياه قائلا بإعجاب شديد
الترنج حلو جدا عليكي.
عشان إنت اللي اختارته.
وخاطرت بالمحاولة وهي تستند على المقعد لكي تنهض ف هب يونس واقفا وساند ساعدها على الفور ليجتذبها نحو الفراش من جديد قائلا بتخوف
جلست واجتذبته ليجلس جوارها وهي تزيل عن مخاوفه
متخافش أنا كويسة وبقدر أقوم لوحدي.
ووضعت رأسها على كتفه وهي تتابع بتشوق
يلا أحكيلي عايزة أسمعك.
واستغرقت بالتركيز في نبرة صوته المختلفة وهو يقص عليها بأسلوبه المحفز تفاصيل القصة وحوارها أيضا انغمست معه في أجواء مختلفة لا تشبه واقعهم ونسيت للحظة من تكون نسيت إنها ملك.
تمهلت أثناء ارتدائه مستمتعة بملمسه الناعم ثم وقفت أمام المرآة لترى قياسه المنضبط طوقت عنقها بعقد ضخم يلائم ثوبها الخالي من أي تطريزات إضافيه فقط مظهره الذهبي اللامع السادة ثم انشغلت بجمع خصلاتها الجانبية للخلف بمشبك الشعر اللؤلؤي.
أفرطت في نثر عطرها الجديد وهي تنظر لهيئتها المكتملة في المرآة شاعرة برضا شديد عن نفسها. خطت أولى خطواتها خارج غرفتها مجاهدة للتأقلم على حذائها العالي دون أن تتعرج به وهبطت الدرج ببطء متروي حتى وصل صوته المميز لآذانها فلم تهتم بذلك ومشت بإستقامة لتتخطى الردهه فتفاجئت به في منتصف البهو مرتديا حلته الأنيقة كاملة گمن تجهز لحضور مناسبة غاية في الأهمية. إلتفت إليها ليرتكز بأبصاره المتفحصة عليها علق ثوبها الرقيق في تصميمه بعيناه حاول تحاشي النظر المطول إليها لكنه لم يقو السيطرة على نفسه حتى إنه عجل من إنهاء مكالمته الهاتفية حتى ينتبه بكامل تركيزه معها. ألتقيا في نقطة بالمنتصف ف بادرت نغم تسأله
لم يحيد عيناه عن النظر المتعمق إليها وهو يجيب بهدوء ليس من شيمته
نفس المكان اللي انتي ريحاه بالحلاوة دي.
ثم أجفل بصره ممررا إياه على ثوبها
مكنتش أعرف إن زؤك حلو في الفساتين!.
ابتسمت بوداعة وهي تحني بصرها نحو الفستان قائلة برقة
ميرسي.
ثم تجهم وجهها وهي تتابع
إنت مقولتش إنك رايح فرح رضوى !.
دس يمناه في جيب بنطاله وأردف
عادي طقت في دماغي أروح.. في عندك أي إعتراض.
ف هزت كتفها نافية
لأ.
فلم يتخلى عن الرد الحازم گعادته
ولو عندك عادي نسيتي إني قولتلك مش هتروحي حته غير معايا بعد اللي حصل!! أفرضي مكنتش رايح!.
فأفصحت عن خطتها البديلة
كنت هروح مع سيف وهند زمايلي.
عبس وجهه فجأة وذم على شفتيه بإنفعال لم يظهر كاملا
سيف!!.
نفخ محيدا وجهه عنها ثم هتف ب
معلش بقى تبقي تعتذريله عشان هتروحي وترجعي معايا أنا.
ثم أفسح الطريق أمامها و
أتفضلي.
تثنت في مشيتها أمامه ملاحظة ذلك التغيير الجذري الذي اعتراه كأنه بعفوية أثار انتباهها لأمر لم تكن تدركه إنه يغار عليها وبدا ذلك جليا مع تواجد طرف ذكوري آخر بالموضوع. تلك الفكرة جعلتها تبدأ سهرتها بسعادة عارمة متخيلة ما الذي ستؤول إليه الأمور إن استغلت ذلك لصالحها لتليين قلبه القاسې عليها قليلا. سارت حتى باب السيارة وهو من خلفها ظنت إنه سيقوم بصنيعا لبقا ويفتح لها الباب لكنه استدار حول السيارة ليستقر في مقعده خلف المقود وحينما وجدها ساهمة النظر تقف متجمدة بجوار الباب لوح لها بيده وقد قرأ بيسر ما جال بخاطرها
سرحتي في إيه!.. أكيد مش مستنياني أفتح لسمو الأميرة باب العربية وأركبها بنفسي!.
تلوت شفتيها بإستهجان وهمت تصعد للسيارة بنفسها وبحركة متئدة تأثرا بفستانها الضيق. نظرت أمامها بوجوم فأراد أن يلاطفها قليلا حتى لا تبدأ الليلة بأحداث كارثية من ذاك العقل الصغير المتعنت
ما شاء الله صارفة ومكلفة فستان وجزمة وعقد جديد خير في حاجه تانية مجهزة نفسك ليها غير الفرح.
ف ابتغت بردها أن تشعل فتيل غيرته عله ينفجر في وجهه
آه إحتمال أكون معزومة على العشا.
أطبقت أصابعه بغيظ مكتوم على المقود حتى تحول جلده للبياض وزجرها بنظرة محتقنة جعلتها تتراجع عن النظر المتحدي له كي لا يفسد يومها وأردفت متابعة
وإحتمال لأ يعني معرفش.
كظم إنفعاله وهتف بنبرة بدت عالية إلى حد ما
أنا رأيي تسكتي خالص كلامك بيعمل مشاكل.
وشرع في إقتياد السيارة قبيل أن يفكر فعليا في التراجع عن حضور الحفل وإجبارها على العودة من حيث أتت.
كان يراقبها عن كثب متعمدا إظهار عيناه المتربصة بها من حين لآخر لتدرك إنها محط أنظاره. تركت نغم مباركة العروسين ومشاركة المزاح مع رفاقها ثم توجهت نحو الطاولة الدائرية التي يجلس يزيد عليها بمفرده. جلس بالقرب منه ثم أردفت بصوت مرتفع غاب بين الصخب المحيط بهم
ليه مسلمتش عليهم
لم يستطع سماعها ف انحنى نحوها قليلا وأشار لأذنه كي تعيد ما قالته مرة أخرى
بقولك ليه مسلمتش على رضوى وعريسها.
مش بحب أسلم على حد معرفوش.
قالها بعدما رفع بصره نحوها بدون أن يشعر بقرب المسافة بينهما لهذه الدرجة حتى رأى ڼصب عينيه كيف تنظر له وكأنه هدية نزلت من السماء. نظرتها الوالهة جعلت فيضان من المشاعر ينجرف بصدره ليذكره بمشاعر شبيهه عاش تفاصيلها من قبل. تاهت عيناه وهو يتطلع إليها گالذي غرق وبقى