السبت 28 ديسمبر 2024

رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الاخيرة

انت في الصفحة 7 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

وضعهم المستثير للأنظار هكذا حتى التفتت بعض الأعين إليهم.
راقبتهم تلك الفتاة بنظرات مختلسة ثم تحدثت لرفيقتها بلهجة واثقة 
أحلفلك بأيه عشان تصدقي والله أنا متأكدة إن في حاجه بينهم مش شايفة بعينك!! ومن يومين كانوا داخلين زي الحبيبة في الشركة!.
تنهدت الأخرى وقد تعاظم الحقد بداخلها وأردفت بنبرة أشعت فيها الغيرة 
رسمتها صح مكملتش كام شهر شغل ولطشت يزيد بنفسه!.. صحيح قادرة.
ضحكت رفيقتها وتابعت بتسلية 
هي كانت تطول واحد زيه!! مش بعيد بكرة يتجوزها.. ساعتها يبقى أمها دعت لها.
بدأ السكون يعم المكان حينما زحف الجميع بشكل متناسق نحو البوفية لتناول وجبة العشاء حتى العروسين قد غادروا منصتهم أيضا بقيت نغم على طاولتها بمفردها بتوجيه من يزيد والبعض لم يغادروا أماكنهم. نظرت نغم حولها تبحث عنه ثم تأففت بضجر وهي تفكر بصوت مرتفع 
ياترى أتأخر ليه.
دقيقة فصلت بينها وبين عودته جاء خالي الوفاض بدون أن يجلب لها أي شئ تتناوله حدقت به وهو يقترب منها وحينما جلس بمكانه سألته مشدوهة 
إيه ده إنت آ.....
وضع النادل طبق كبير مكون من أشكال مختلفة من الأطعمة أمامها وأردف 
بالهنا والشفا يافندم.
فأومأ يزيد برأسه شاكرا 
شكرا.
انصرف النادل فبرر يزيد عودته منفردا 
أكيد مش هجيب الطبق وأمشي بيه في القاعة!.
ثم أشار للطعام وتابع 
جبتلك أكل يومين قدام أهو عشان متجيبش سيرة عشا برا دي وتعصبيني على الفاضي.
ضحكت وهي تنظر للطبق ثم سألته 
مش هتاكل حاجه 
لأ شبعان.
وقبل أن تبدأ بتناوله كان يسألها بإقتضاب 
أمال سيف مجاش ليه خير يعني!.
فأجابت قبل أن تضع الطعام في فمها 
مامته تعبت وقعد معاها.
ارتفع حاجبيه بشدوه وأنتبه للقسم الأهم فيما قالت 
وإنتي عرفتي منين.
لاثت الطعام بيت فكيها ثم أردفت بعد ابتلاعه 
كلمني وقالي.
عض يزيد على شفته السفلى ثم غمغم ب 
ده الموضوع فيه تليفونات كمان!.
انسجمت آذانها الصاغية لتلك النغمات الهادئة التي تم تشغيلها گفاصل إعلاني لحين استئناف الحفل وتابعت تناول طعامها بهدوء بدون أن تفسد زينتها. رغبت كثيرا في الإلتفات ومشاهدة تعابيره الممتعضة الآن لكنها أثرت ألا تفعل حتى لا تكشف له علمها بما يستشعره هو. كبحت مشاعرها داخلها واكتفت بعيش شعور السعادة وحدها من هذا التطور الذي أحرزته علاقتهم التي على شفا حفرة من بدايتها.
مكثت أغلب الوقت على المقعد المتحرك أمام الشرفة المطلة على أحد الشوارع الرئيسية والتي تتخذ موقعا استراتيچيا رائعا. حيث القرب من نهر النيل مما سهل على الهواء مهمة حمل رذاذ النيل ورائحته للأنفاس. أغلقت ملك الكتاب الذي تقرأه وقد فقدت شغفها لإستكماله بعدما بدأت وخزات مؤلمة توخز جانبيها الأيمن والأيسر على حد السواء. ازدردت ريقها بتوجس خيفة أن يتطور الأمر معها مثلما حدث منذ يومين. حاولت أن تدفع المقعد نحو الفراش كي تتصل وتطلب المساعدة من ممرضي الطابق لكن قوتها الواهية فشلت حتى في ذلك فبدأت الآلام تهاجم سائر بدنها لا سيما جانبيها بشراسة أكبر. اضطربت أنفاسها وهي تستند على المقعد لتنهض بنفسها وضغطت على ساقيها ببطء لئلا تتأذى مواضع إصابتها خطت خطوة واحدة ف اشتد الألم لتنفلت منها صړخة متآوهه وإذ بها تنطرح على الأرضية فجأة غير قادرة على مواجهة كل هذا الألم الممېت في قوته وتعالت صرخاتها المستغيثة بتوالي وقد دب الذعر في أوصالها.
نظر في ساعته وضغط على شفتيه قائلا 
مش هينفع يانغم دلوقتي.. الساعة داخله على ١ بعد نص الليل.
كانت الظلمة الكاحلة والهدوء الشديد يعمان الأجواء في تلك الساعة المتأخرة خاصة إنه ذروة الشتاء. رغم ذلك لم تعدل نغم عن رغبتها وتشددت فيها مبررة ذلك 
معلش لازم أروح أنا مأخدتش كل حاجتي المهمة ومحتاجة حاجات من هناك.
زفر يزيد بصوت مسموع ووزع نظراته المكفهرة بينها وبين الطريق الذي يسير فيه بسيارته 
مش فاهم حاجات إيه اللي ضروري تجيبيها من بيتك دلوقتي!! ما تشتري بدالها وخلاص.
مش هينفع.
طرق يزيد على المقود قبيل أن يدعس على أبواق السيارة لتبتعد عنه السيارة التي تسبقه وتتيح له الطريق ظلت عيناها عليه تنتظر جوابه لكنه لم يحرك ساكنا فقط انتبهت إنه استبدل مساره الرئيسي بآخر حتى يذهب بها إلى منطقتها السكنية لتجلب من هناك كل ما تحتاجه. ارتاح داخلها قليلا وأثرت الصمت بين هذه الأجواء المشحونة بينهما. اقترب كثيرا من الشارع الرئيسي المؤدي لمنزلها ف أشارت له كي يتوقف جانبا 
ممكن أنزل هنا.
لم يتوقف عن قيادته لكنه تسائل بفضول 
ليه إن شاء الله!.
تأففت نغم بإنزعاج وهي تكتف ساعديها أمام صدرها 
مش معقول كل شوية نيجي هنا بعربيتك والناس تشوفنا!.. إحنا في منطقة شعبية وكلام الناس مبيرحمش.
لاحت إبتسامة مستخفة على محياه وهو يذكرها بفعلتها الجريئة منذ يومان 
مين اللي بيكلم! نغم.. أمال اللي حصل في الشركة من يومين مين اللي عمله!.
انفعلت غير قادرة على كبح جماح ڠضبها المتفاقم منه وصاحت بدون إكتراث 
دي حاجه ودي حاجه.. إنت كده مش بتردهالي إنت بتأذيني.
توقفت السيارة فجأة نظرت فإذا بها أمام البناية العتيقة التي تقطن بها. خمد جسدها على المقعد بإستسلام بعد أن نفذ هو رغبته گالعادة. التفتت رأسه نحوها بعد أن أوقف المحرك وقال بجدية واجبة 
أنا عمري ما هأذيكي واللي يتكلم عنك كلمة هقطع لسانه.
وأشار لها لتترجل 
يلا عشان نلحق نرجع زمان نينة مستنيانا.
عبارته بثت فيها بعض الطمأنينة لكن قلقها لم يزل بعد. ترجلت اضطراريا فترجل هو الآخر نظرت نحوه بإستجداء و 
خليك هنا على الأقل.
فأكد على ذلك 
متقلقيش مستني هنا بس متتأخريش.
حط عليهم صوت جهوري خشن من الخلف جعل كلاهما يتصلب في مكانه من حدة وقعه عليهم وبالأخص نغم 
يعني كل اللي اتقال صح يا بنت أخويا!.
سرعان ما التفتت بإتجاه الصوت وقد سرت إرتجافة عڼيفة في كيانها الذي تزعزع توا وبهت وجهها المتجمد فجأة وشفتاها المرتعشتين تتلفظا ب 
ع.. مي!!.
دنى منها بخطوات متهجمة وكأنه سينقض عليها إنقضاضا متوحشا 
سايبة أهلك وعيشتك حدانا عندنا وقاعدة هنا تتمسخري على كيفك...
شهقت بفزع وهي ترى إندفاعه الۏحشي نحوها وغطت وجهها بكلتا يديها بفطرة دفاعية كي لا ترى ما قد يحل بها حينما كان يزيد يتدخل في الأمر بدوره ويقف حائلا أمامها يمنعه من هجومه عليها 
إنت بتعمل إيه ياجدع إنت!! .
فقبض بهجت على ياقته بعصبية جلية وهو يحاول دفعه من أمامه صائحا في وجهه 
بعد عني يا إنت لسالي شغل معاك بعد ما أغسل عاري وعار أخويا الله يرحمه.
تدخلت نغم في الحوار وقد غلب البكاء على نبرتها المذعورة 
عمي إنت مش فاهم والله مفيش حاجه من اللي بتقولها دي صح!.
كافح بهجت ليطالها بذراعه رغما عن يزيد لكن الأخير كان قويا عفيا وهو يصد آذاه عنها 
هو إيه اللي فهمته غلط!! حطيتي راسنا في الأرض وتقوليلي مش فاهم.. أنا اللي غلطت

انت في الصفحة 7 من 34 صفحات