رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الاخيرة
لها
هديها درس عمرها ما هتنساه في حياتها وبعدها أفكر هي تستحق فرصة تانية ولا لأ.
لم يستغرق الأمر منه وقت طويل أشرف سيف على تجهيز كل ما يحتاج لتوقيعه ثم وقف على رأسه كي يبلغه بكافة التطورات
وللأسف معرفناش نوصل لحاجه المباحث بتدور عليهم وأول ما يكون في خبر هيبلغونا.
ترك يزيد القلم ورفع بصره نحو سيف قائلا بإمتعاض
وضع سيف أمامه ملف آخر
فعلا اللي دبر اللعبة كان دارس كويس أوي.
دلفت نغم وهي تحمل فنجان القهوة خاصته ف أقبل عليها سيف وتناوله منها بحركة لطيفة قائلا
ف ابتسمت نغم بمجاملة وهي تتركه له قائلة
الله يسلمك ياسيف تسلم يارب.
إرتاحي أنتي الباشا لو عايز حاجه أنا هعملها.
كان يزيد يتطلع إليهم مترقبا ما يدور ولم يتحمل لأكثر من ذلك ما يراه من ملاطفة بينة وتدخل قائلا
آه وبعدين يعني!!.
عاد سيف إليه ووضع القهوة أمامه بدون أن ينبث كلمة واحدة بينما خرجت نغم على الفور وتركت لهم مساحة من الخصوصية. تناول يزيد قهوته كاد يتذوق مرارتها اللذيذة إلا أن عبارة سيف استوقفته
رفع يزيد بصره المتهكم نحوه وسأل ساخرا
خير ياسيف بتدور على عروسة.
ف ضحك سيف بعدما أجفل بصره وقال
يعني مش بالظبط.. هي بس إنسانة تلفت نظر أي حد.
ذم يزيد على شفتيه خافيا امتعاض كاد يبزغ على تعابيره
والله!!.. مخدتش بالي الحقيقة.
إنت مش بتركز في الحاجات دي ياباشا إنما أنا بحب التفاصيل.
هممم وإيه كمان ياسيف كمل يابابا وقول كل اللي في نفسك.
تحرج سيف من الإفصاح عن أفكاره ف فضل إبقاء الأمر طي الكتمان حتى يرى بشائره بنفسه
ولا حاجه ربنا يعمل اللي فيه الصالح للكل.
ثم فتح ملفا آخر وهو يردف
إحنا محتاجين توقيعك وتوقيع يونس باشا على التفويض ده.
سيادتك هتحضر فرح رضوى.
لم يكن يزيد في حالة تركيز كافية فتنغض جبينه متسائلا
رضوى مين
رضوى السكرتيرة السابقة ياباشا فرحها بعد بكرة!.
لم يكترث يزيد بأمر حضور الزفاف كثيرا وأفصح عن ذلك بقوله
وانتبه أخيرا بإحتمالية حضور نغم لذلك الزفاف ف أعاد النظر نحو سيف متسائلا
إنت هتحضر!.
ف انبعجت شفتيه بإبتسامة طفيفة
آه هي مشددة علينا كلنا لازم نروح.
فأخفض يزيد أنظاره وطرق بأصابعه على سطح المكتب وهو يتمتم بخفوت
وهي رايحة طبعا عظيم.
نهض يزيد عن جلسته وسحب هاتفه وهو يقول
إبقى أبعت التفويض اللي محتاج توقيع يونس على البيت.. أنا ماشي دلوقتي.
فسأل سيف بإستغراب
دلوقتي .
لم يجبه يزيد وأوفض بالخروج من هنا قبيل أن تطبق عليه أنفاسه أكثر وأكثر بعد تلك المحادثة السخيفة التي عاشها منذ قليل والتي لعبت في إعدادت إنضباط أعصابه بشكل ملموس ومرئي....
دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني
الفصل الحادي والثمانون
الحب فطرة نبتت بذرته داخلي لأجلك.
توقف عن القيادة فجأة بعدما أحس بمشاعر غير طبيعية تهاجمه. أحس بأنفاسه تضطرب ورؤيته تتشوش فأسرع يضع القرص العلاجي الذي يتناوله عند الحاجه في فمه وأرخى رأسه للخلف قليلا لكي يستعيد وعيه. وضع يونس يده موضع جرحه الذي لم يلتئم تماما وصر على أسنانه يكتم الألم بداخله حتى هاتفه الذي يرن بجواره عجز عن مد ذراعه ليتناوله. الۏجع سيطر على كافة عضلاته التي تيبست بتأثر إنذاك بشكل لم يتحمله كثيرا وغمغم بصوت مكتوم
يارب إنت وحدك اللي عارف إني مينفعش أقع.. قويني ورجعني تاني عشانها يارب.
التفتت رأسه تلقائيا وهو يميل بها نحو المقود ليلمح تلك المكتبة العتيقة تجلى القدم على معالمها وكأنها قطعة من تاريخ قديم. أحس وكأنما تسلل عبق الأوراق لأنفه ف استثاره نحو شراء المزيد من الكتب لإضافتها إلى مكتبته الخاصة. تنفس بصوت مسموع وشرع يترجل من سيارته كي يدلف إليها. خطى خطوة واحدة ليرى ذلك الكهل الذي شارف على السبعون من العمر يجلس على الطاولة مرتديا نظارته القديمة ويتصفح الجريدة بعناية وإهتمام. حمحم قبل أن يقترب وصاح ب
صباح الخير.
رفع الرجل أنظاره نحو الزائر وابتسم ببشاشة في وجهه
صباح النور أتفضل.
ونهض لإستقبالهحينما كانت عينا يونس تتجول بين الأرفف المكتظة بالكتب والروايات العربية والأجنبية
بتدور على حاجه معينة
فنظر يونس نحوه مجيبا
لأ بس بقالي كتير مقرتش وعايز شوية حاجات مختلفة هختار بنفسي متتعبش نفسك.
وبدأ ينتقي بدقة شديدة بعض العناوين التي جذبت إنتباهه وبعض الروايات التي قرأها مسبقا ولكنه حبذ إنتقائها مجددا لكي يهديها إلى حبيبته التي ستحب القراءة مثله. ملأ ذراعه بالكثير من الكتب ثم تركهم جانبا وعاود النظر في الجهة المقابلة. رفع ذراعه بحرص لكي يتناول ذلك الكتاب الضخم ف انتبه العجوز لتلوث قميصه ببقعة من الډماء توارت أسفل معطفه الداكن. ف قطب جبينه مصاپا بالفزع ولفت إنتباهه
إنت متعور يابني!.
انتقلت نظرات يونس نحو موضع إصابته تلقائيا ليتفاجأ بالډماء التي لوثت قميصه وضع يده بعفوية عليه وضغط قليلا ارتبك خشية من وقوع الأسوأ وتدهور حالته فجأة ف اكتفى بما وقع عليه اختياره من الكتب وأخرج حافظة نقوده وهو يقول
حاجه بسيطة ياحج متشغلش بالك.
أخرج بضع ورقات نقدية وناوله إياها وأشار للكتب
أنا أخدت دول.
نظر الرجل إلى المبلغ الوفير الذي أعطاه إياه واتسعت عيناه بعض الشئ وهو يردف بذهول
ده كتير أوي أستنى طيب أحسبلك الكتب بكام و...
فقاطعه يونس وهو يحمل كتبه بعجل
معلش ياحج معنديش وقت أديك شايف بنفسك.
وقبل أن يخرج كان صوت الرجل يلحق به
طب أصبر أديك شنطة.
مش لازم.
وضع الكتب في المقعد المجاور وأوفض نحو مقعده كي يستطيع اللحاق بنفسه قبيل أن يتفاقم نزيفه المفاجئ. برد جسده وأحس بلفحات الهواء ټضرب بدنه ببرودتها اضطربت أنفاسه وقد جثم الضيق على صدره وأثناء قيادته بدأ يتصل بالطبيب حتى يتجهز لإستقباله بالمشفى.
أغلق الطبيب على جرحه جيدا وتعابير وجهه المتجهمة مقروءة بوضوح. تجاهل يونس ذلك وعيناه مسلطة على خاتم خطبته حتى في أوج ألمه تأتي بمخيلته گنسمة لطفت أجواء شديدة الحرارة. ابتعد الطبيب قليلا نزع قفازاته الطبية وأردف قائلا
ده اللي حذرتك منه لازم طبعا چرحك يعمل كده لأنه ملحقش يلتئم.
استقام يونس من نومته وأغلق أزار قميصه وهو يردد
أنا كويس دي حاجه طبيعية يعني.
مش طبيعية أبدا يايونس إنت مهمل.
نهض يونس كي يضع قميصه بداخل البنطال بدون أن ينبث بكلمة ثم تناول معطفه ليرتديه