الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الاخيرة

انت في الصفحة 4 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

أحضر لها العالم ليكون بين يديها. لاحظ تلك النظرات من حوله من النساء الذين امتلأ المتجر بهن بينما كان هو الرجل الوحيد بالمكان بالإضافة لعامل المحاسبة عدا ذلك غطى على المكان التواجد الأنثوى بالأكثر لكن هذا لم يعينه بمثقال ذرة ودقق بكامل تركيزه على ما ينقصها حتى يتمم مهمته على الوجه الأكمل.
أوقف السيارة أمام بوابة الشركة والتفتت رأسه تنظر صوبها ليجدها بالفعل غاصت في نوم عميق ببراءة شديدة وكأنها لم تفعل شيئا منذ قليل. تلوت شفتيه مستنكرا وتمتم بخفوت لم يصل لمسامعها 
ياتنام ياتاكل ياتنام ياتاكل مش فاهم إيه اللي مصبرني كل ده عليها!.
طرق بأصابعه على كتفها وأردف بصوت مرتفع 
قومي يانغم إحنا مش في رحلة.
فتحت عيناها الناعسة تنظر نحوه ثم أطبقتهم من جديد وهي تردد 
سيبني شوية والنبي.
تجهم وجهه قائلا 
أسيبك إيه إحنا وصلنا قدام الشركة!
استجمعت تركيزها وهي تنظر نحو الشركة حتى تأكدت من صدقه ثم اعتدلت في جلستها وهي تقول 
وإيه اللي جابنا هنا مش كنت هتوصلني عند نينة!.
في أوراق محتاجة توقيعي هخلصها وننزل.. يلا انزلي.
ترجل هو أولا في حين كانت هي تترجل ببطء يناسب حالة ساقها المتعرجة. وقف أمامها منتظرا حتى أصبحت قبالته فأغلق السيارة وناول أحد أفراد الأمن مفاتيحها 
وصلها للجراچ لحد ماأخلص.
حاضر يافندم.
سار أمامها بدون أن يعبأ بخطواتها البطيئة وحينما نظر جواره لم يجدها فنظر خلفه ليراها تبعد عنه بضعة أمتار. زفر متوقفا عن السير حتى أصبحت قبالته ف ابتسم بسماجة يقول 
لو قلتي مش قادرة أمشي كنت سيبتك في العربية.
ف سخرت منه وهي تذكره قائلة 
عشان ترجع المرة دي تلاقيني مقتولة بجد!.
احتقن وجهه مع كل مرة تذكره فيها بذنبه بينما هو برئ مثلها. أشار لها كي تستبقه ف مدت يدها تتأبط ذراعه قائلة 
كده أفضل على الأقل متحسش بالملل وانت مستنيني!!.
حدقت عيناه الناظرة ليدها المتمسكة بذراعه ثم رفع بصره المستهجن إليها هاتفا بنزق 
يعني عشان مستناش معاليكي أدخل بيكي الشركة بالمنظر ده!!!.. الموظفين يقولوا إيه لما سيادتك داخله وشابكة إيدك في دراعي!.
سارت وهي تجتذبه برفق وأردفت بفتور 
مش مهم الموظفين المهم أنا دلوقتي.
نظرت في ساعة يدها وتابعت 
ده معاد القهوة بتاعتك عقبال ما تخلص توقيعك هكون أنا عملت فنجانين قهوة.
ثم ابتسمت وهي ترنو إليه بوداعة مستطردة 
أعتبرها قهوة صلح عشان اللي صدر مني ڠصب عني في المستشفى.
ارتفع حاجبيه بغير تصديق إنها اعترفت بخطأها وأرادت تلافيه أيضا. ومضى في طريقه معها منشغلا بتفكيره في مبادرتها 
غريبة!.
لاحظت نغم نظرات الجميع الفضولية التي كانت تتبعهم بذهول وتعجب ف لاحت ابتسامة عريضة على ثغرها شاعرة ب اقتراب تحقيق مبتغاها إن شعر بها فقط ستغدو كل الأشياء جميلة وستعيش ما حلمت به ليال طويلة. لم تتوقف عن محادثته لئلا يشعر بما يدور من حوله من همسات متابعة حوارها الرقيق 
مفيش حاجه غريبة إنت اللي مش عايز تشوف الإنسانة التانية اللي جوايا.
وصل بها أمام مكتبه ف سحب ذراعه مبتسما بلطافة ليست معتادة عليها وأردف ب 
أوعي تكوني فاكرة إنك أذكى مني يانغم أنا سيبتك تتباهي قدام الموظفين اللي هيعملوا مننا حكاية تسمع في الشركة بمزاجي بس.
وداعب وجنتها بأصبعيه متابعا 
متعمليش كده تاني ياسكر..ماشي!.
تجاوزها ودخل مكتبه تاركا إياها باهتة الوجه مذهولة من مسايرته المتعمدة لها ثم نفخت بتذمر وهي تغمغم ب 
مفيش حاجه بتتعدل أبدا أوف.
تضرج وجهها بحمرة مستحية حينما رأت حمالات الصدر التي توارت بداخل الحقائب وسرعان ما أغلقت الحقيبة وهي تبعد عيناها عنه متسائلة 
إنت اللي أختارت الحاجات دي!.
فأوفض يجيبها 
لأ مش أنا أنا أختارت الأسود بس والباقي خليت واحدة من ال store تختار هي.
كتمت ضحكة بداخلها وتجولت عيناها بين الحقائب بسعادة وهي تردف 
تعبت نفسك ليه يايونس.. دي حاجات كتير جدا.
جمع الحقائب من حولها أثناء حديثه 
لبسك كله في المزرعة وأنا مش هعرف أجيبه دلوقتي هتحتاجي تستخدميهم الفترة الجاية.
تبين في حديثه التلميح لإستمرارية وجودها هنا لفترة فتسائلت بتوجس 
هو أنا هفضل هنا كتير.
فصارحها كي تكون الأمور متيسرة بالفترة القادمة 
لسه شوية عشان تخرجي من هنا.. إنتي مش عارفه أد إيه وضعك كان خطېر ياملك جسمك فقد كليتين وأتزرعله كلية جديدة كليا أكيد هتحتاجي تفضلي تحت الرعاية فترة كويسة.
إنهدم أملها بالعودة للمنزل خلال أيام فعبست وهي تردد قائلة 
كنت عايزة أكمل علاج في البيت!
مينفعش كده أحسن وهنكون مطمنين أكتر.
وضع الحقائب في الخزانة الخشبية الصغيرة ثم عاد إليها 
هي نغم فين يايونس كلمتها مردتش.
أكيد يزيد روحها البيت.
طرقات على الباب أعقبها فتح يونس له ليجد عيسى أمامه 
إيه
فأجاب عيسى 
في حاجه كده وصلنا ليها.
أومأ يونس برأسه متفهما ف ابتعد عيسى من أمام الباب والټفت يونس إليها يستأذنها ببعض الدقائق 
ثواني ياحببتي وراجع.
تسلل القلق إليها فأردفت بتلقائية 
أنا بقلق لما بشوف عيسى كده في إيه !.
ف ابتسم في وجهها وهو يدنو منها مسح على شعرها وهو يطمئنها قائلا 
متقلقيش على الفاضي مفيش أي حاجه.. هرجعلك على طول.
وهم بالخروج وقف قبالة عيسى فناوله الأخير ورقة مطوية وهو يقول 
غالية في الساحل أرقام العربية بتاعتها عدت من الكارتة بقالها أكتر من ٢٠ يوم يعني قبل الحاډثة.
ضغط يونس على ذاكرته قليلا ليستعيد في ذهنه الأماكن التي تملكها هناك ولكنه لم يتوصل لأي شئ. حضر في عقله توا أمر زهدي الذي كان مثيرا لشكوكه دائما فأقترح عليه 
طب ما تشوفلنا زهدي كده ياعيسى يمكن يوصلنا لحاجه!!.
ثم نفخ متذمرا وهو يسترسل في حديثه
أنا عايز أخلص بقا من الموضوع ده عايز أفوق لملك وللبيت الجديد.
وأفصح عن الرغبة التي تلوذ لها جوارحه 
عايز أتجوز ياعيسى.. هو النحس راكب الموضوع ليه
منع عيسى تسرب ضحكة منه وحاول بث الأمل في عيون رب عمله 
كل حاجه هتتصلح ياباشا بس أصبر شوية.
تنفس بقنوط وتجاوز عن ألمه الذي بدأ يظهر فور انتهاء فعالية مسكن الألم 
أديني صابر.
إلتهى بالأحداث بدون أن يتذكر حكائة عيسى التي فتحت حديثا فراح يسأله بحرج منه 
حقك عليا نسيتك وسط كل اللي كنا فيه سهر ومازن فين
تلوت شفتي عيسى حين ذكرهم وأردف ب 
في البيت كل يوم بروح أطمن عليهم وأكفي احتياجاتهم وأقفل الباب وأمشي.. مش مطمنلها وحاسس إنها هتغدر تاني.
معتقدش سهر ندمت فعلا وأنا حسيت ده منها لما شوفتها في المستشفى.
ثم اقترح عليه 
أديها فرصة تانية ياعيسى.
تجهم وجه عيسى فجأة وأظلمت عيناه متذكرا كل تلك الآلام التي عانى منها وهو يبحث عن طفله طوال ثلاثة أعوام ماضية 
أبدا ياباشا أبدا.
فتراجع يونس عن فكرته ما أن رأى تلك التعابير طفت على ملامحه فجأة 
خلاص أهدا اللي تشوفه .
أظهر عيسى عدائا واضحا وهو يتوعد

انت في الصفحة 4 من 34 صفحات