الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الاخيرة

انت في الصفحة 1 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني
الفصل التاسع والسبعون والثمانون
لتكن قصتنا بإسمك حتى تخلد 
استقبله عيسى في منتصف الردهه يغطي وجهه تعابير متجهمة غير راضيا عن المخاطرة التي قام بها رب عمله من أجل إنهاء تلك الحړب بالطريقة التي يراها مناسبة للجميع. مضى معه بصمت محافظا على بطء خطواته وتسائل إنذاك
هتعمل معاها إيه .

لم يتحرك وجهه الجامد وظل الوجوم مصاحبا تعبيراته وهو يقول 
هي ورزقها ياعيسى اللي هييجي في دماغي هنفذه من غير تخطيط.
واستدارت رأسه نحوه مختتما 
هي تستحق أي حاجه مني.
استوقفه عيسى قبل أن يمر من بوابة المشفى وأردف بنبرة راجية 
بلاش أنت تيجي سيبني أخلص الموضوع وأجيبها لحد عندك بنفسي إنت لسه تعبان ياباشا.
ربت يونس على كتفه ولاحت إبتسامة عابثة على محياه متأملا أن يرى إذلالها بنفسه 
لازم أشوفها بنفسي وآخد حق ملك وحقي منها بأيدي غير كده عمري ما هكون راضي.
وزفر مغمغما ببعض القلق 
يارب بس ملك تفضل نايمة لحد ما أخلص الليلة دي.
استمر يونس في طريقه حتى خرج برفقة عيسى عبر بوابة الخروج بنفس اللحظة التي كان فيها يزيد يعبر بوابة الدخول بالجهة المقابلة ولكن لم تشأ الصدفة أن يرى هروب أخيه من المشفى. سار يزيد سالكا الطريق نحو المصعد مضطربا قلقا من تلك المواجهه الحتمية التي سيتهمه فيها يونس بتقاعسه عن تنفيذ توجيهاته المشددة بعدم إبلاغ ملك لأي شئ. وقف أمام الباب مترددا من الدخول فرك أصابعه بقوة وأردف محاولا تبرئة نفسه 
جرى إيه يايزيد ! عادي يعني إنت مالك! هي اللي أصرت.
نفخ وكاد يفتح الباب لكنه تفاجأ بالممرضتين يخرجن سويا من الباب يحملن حوائج وأشياء متعددة ونظرت إليه إحداهن قائلة 
حضرتك رايح فين
رفع يزيد بصره نحو رقم الغرفة يتأكد من كونها الغرفة الصحيحة وتملك القلق من كافة جوارحه وهو يقول 
مش دي الأوضة اللي فيها يونس الجبالي!.
أومأت برأسها وقالت 
آه هي بس هو خلاص خرج.
جحظت عيناه مدهوشا وعلت نبرة صوته ببادرة إنفعال 
يعني إيه خرج إزاي يخرج وهو في الحالة دي!.
هزت الممرضة كتفها وهي تجيبه 
والله مش عارفه هو أخد تصريح بالخروج وإحنا بنفضي الأوضة عشان نعقمها.. عن أذنك.
تصلب في مكانه والتنبؤات السيئة تتوارد على ذهنه تباعا وسرعان ما أخرج هاتفه محاولا الإتصال به ف صدم بهاتفه مغلق وكأنه بذلك قد أعد نفسه للإبتعاد وأعطى نفسه حق التصرف المنفرد. أعاد يزيد محاولة الإتصال ب عيسى عله يصل إليه عن طريقه ولكنه لم يجب لأكثر من مرة حتى دفع يزيد للقنوط. لم يدري إلى أي طريق خرج يونس مؤكد إنه لم يخرج لإستنشاق الهواء وترك ملك هنا لذلك سيكون التنبؤ بما يفعله الآن أمر مستحيل وهذا أصابه بالجنون أكثر وأكثر.
من أين أتى بكل هذا الصبر الذي يحمله بداخله!.
كيف له أن يظهر كل هذا الهدوء بينما داخله أضرمت نيرانه الراغبة في الٹأر. إنه ثباته الإنفعالي الذي عاش حياته يتدرب على إتقانه حتى برع فيه وبقوة كان ينظر للطريق بنظرات خاوية من أي معاني فقط يتخبط بذهنه ما بين التفكير فيها وبين ما هو مقبل عليه من مواجهة لن تأتي إلا بالخړاب على أحدهما أحدهم لن يخرج من تلك المواجهة هو أقر ذلك. صدر صوت هاتف عيسى من جديد ف التفتت رأس يونس ينظر إليه بينما كان عيسى يهتم بقيادة السيارة ثم رفض مكالمة أخيه للمرة العاشرة على التوالي وأردف 
مش هتزهق أنا عارف بس برضو مش هريحك يا يزيد.. زي ماانت مريحتنيش!.
ظلت عيون عيسى تتطلع للطريق بتركيز وتسائل حينئذ 
تفتكر فهم إنك بتعاقبه.
لم يكترث يونس كثيرا بذلك وأجاب ببرود غلف صوته 
براحته ياعيسى يفهم اللي يفهمه طالما عمل اللي قولت عليه مينفعش يتعمل يبقى يتحمل النتيحة أنا مش هدخله في أي حاجه لحد ما الحوار ده ينتهي.. خلصت.
أشار يونس إلى السيارة التي يتعقبونها وهتف ب 
ركز وأوعى عربية عفريت تتوه مننا.
متقلقش.
مر الكثير من الوقت في القيادة وصولا إلى منزلها المطل على البحر في إحدى المدن الساحلية. تأهب يونس عندما أحس بإقتراب المسافة واستعان بالأقراص المسكنة للألم كي يكون مؤهلا لمواجهة أي هجوم من الۏجع. ثم فتح تابلوه السيارة وأخرج منه سلاحھ الشخصي شخص عيسى أنظاره لذلك السلاح الذي أخفاه يونس خلف ظهره ثم زفر وهو يقول 
فاضل أقل من ٣٠٠ متر ياباشا.
عارف.
تلقى عيسى مكالمة تليفونية من رقم سيد فأجاب يونس عليه بدلا عنه 
أيوة ياسيد في إيه.
فآتاه صوت سيد الغليظ وهو يخبره ب 
خلاص داخلين على البيت بس كله مضلم كحل زي ما يكون مفيش حد جواه.
ذم يونس شفتيه وقد علقت فكرة ما برأسه 
قصدك تقول الواد ده استغفلك.
بدت نبرته منفعلة قليلا وهو يستنكر عليه ذلك في حين كان سيد يوضح مقصده 
لأ ياأبو البشوات العقربة ممكن تكون سابت جحرها.
وقفت السيارات أمام البوابة المهجورة من أي حرس أمامها وقد حلت ظلمة كاحلة على المكان لم ينيره سوى إضاءة السيارات. ترجل يونس بينما كان سيد ورجاله قد استبقوه بالتواجد أمام البوابة دنى منهم وعيناه تتفحص المنزل ثم أردف ب 
حد يدخل يستكشف.
أخرج سيد ذلك الفتى الذي أدلهم على الطريق من السيارة جليا عليه ما ناله من ضړب موجع عيناه يكاد لا يرى بهم. وسأله بحزم 
هي فين ياض.
ولكز كتفه لكزة عڼيفة متابعا 
بتأكلني الأونطة!! دي ليلة أهلك كلهم هتبقى سودا.
فدافع الفتى عن نفسه 
وربنا أبدا كانت هنا معرفش راحت فين.!
نفخ يونس متذمرا وعيناه على المنزل الخاوي من ساكنيه وغمغم بصوت خفيض 
فلتي من إيدي المرة دي كمان!.
ټأذى من صوت استغاثات الفتى وهو يتلقى الضړب المپرح من جديد ف الټفت يصيح في رجال سيد بصوت هادر 
ما خلاص ياعفاريت! هربت وخلصنا.
ثم نظر لذلك الممدد على الأرض وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وعاد ينظر إليهم موجها 
كفاية عليه كده هاتله أي دكتور يعالجه مش عايزين ۏجع دماغ وأنا هعرف أجيب غالية إزاي.
رفعه الرجال عن الأرضية وألقوا به في السيارة حينما اقترب سيد من يونس وهو يفرك ذقنه الطويلة وهتف ب 
أديني يومين ياأبو البشوات وأنا هعرفلك سكتها فين.
أشاح يونس برأسه بعيدا كأنما فقد أمله به ف جدد سيد وعوده قائلا 
دي كلمة مني وهنفذها لو على رقبتي.
أومأ يونس رأسه قبل أن يرمقه بنظرات حانقة وأردف ب 
ماشي ياسيد خد فرصة تانية عالله تعرف تعملها.
الټفت يونس عائدا صوب السيارة وفي أعقابه عيسى استقر في مكانه متأففا بحنق تمنى لو إنه أنهى ذلك الأمر الليلة لكنه على ما يبدو سيستمر قليلا بعد. أخرج يونس هاتفه وقام بفتحه ثم بدأ الإتصال بأحدهم حينما كان عيسى ينحرف عن الطريق كي يعود به من جديد انتظر الرد للحظات حتى آتاه الصوت المجيب فأردف بعجلة

انت في الصفحة 1 من 34 صفحات