رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل (65-78)
خفت
تصبح على خير
وانتي من أهله
وأغلق الباب عليها من جديد.. ابتعد من أمام بابها بعدما تأكد إنه أثار غيظها وسار نحو غرفته وهو يتناول من شطيرتها التي لم تستكمل تناولها وأردف متهكما
مش معقول هفوت الړعب اللي عيشتيني فيه النهاردة بسهولة يعني!
أهتم يونس بنفسه ب عيسى وطفله مازن.. حيث قام ب توصيلهم لمنزل عيسى ثم ذهب ل ابتياع كثير من الأشياء التي سيحتاجها المنزل في ظل وجود طفل به الكثير من الأجبان المختلفة والحليب والبيض ورقائق الذرة وبعض الوجبات السريعة التي سيستطيع عيسى إنجازها بمفرده بعد إصابة ذراعه بالكسر.
ترك يونس الخبز على المائدة وسأل الصغير
تحب تاكل حاجه تاني يامازن
ف هز الصغير رأسه بالسلب و
لأ ياعمو شكرا
ف ابتسم يونس في وجهه ومسح على شعره قائلا
بألف هنا ياحبيبي
اقترب عيسى منهم بعدما بدل ثيابه سعيدا بوجود صغيره معه الآن وسيمضي معه بعض الوقت على إنفراد أيضا ليشبع منه تماما.
مش عارف أشكرك إزاي ياباشا
ف رفع يونس عنه عناء الشكر بدوره
متقولش كده ياعيسى المهم تاكل حاجه انت كمان
ف تقلص وجه الأخير وهو يبعد ناظريه عن الطعام و
لأ مش قادر خلينا في المهم.. أنا قبل الحاډثة كنت بكلمك عن زهدي و.....
هو ده وقته!.. أنت فعلا مريض بالشغل زي ما قالت مراتك !
ف تجهم وجه عيسى وعبس فجأة وهو يسأل
هي قالت كده!
مش مهم قالت إيه المهم إنه صح!
زفر يونس وهو يسحب عيسى من ذراعه السليمة وتابع
سيبك من أي حاجه دلوقتي وخلينا فيك
ف رفض عيسى ذلك مصرا على توضيح ما رآه
مينفعش ياباشا لو مش واخد بالك كان في عربية ورانا طول الطريق معرفش راحت فين فجأة لما دخلنا الشارع بتاعي بس أنا حاسس إنها كانت مراقبانا
عارف العربية الچيب
لم يتفاجئ عيسى من ذلك ف هو على علم ب حرص يونس وحذره الزائد حول تلك الأمور بينما تابع يونس قائلا
بس ده برضو مش مهم دلوقتي
وأشار نحو مازن الذي كان يتناول طعامه بنهم
روح أقعد ما مازن وانا ورايا مكالمة هخلصها وآجي
ف الټفت عيسى ينظر ب اتجاه طفله بنظرات تحمل نفس الإشتياق وكأنه لم يحتضنه طوال الطريق.. ثم انتقل جواره.
أيوة يايزيد أدي التليفون لملك خليني أكلمها
اعتدل يزيد في جلسته مصاپا بالتجمد المفاجئ واتسعت عيناه متسائلا
ملك!! أنت مكلمني عشان كده
آه تليفونها فيه حاجه تقريبا وانا مش هقدر أكلم نينة دلوقتي زمانها نايمة
تأفف يزيد بصوت مسموع وصل ل يونس الذي تفهم فورا ماذا أصاب أخيه ف قنط يونس ولم يتحمل صبرا أكثر من ذلك
ف انفعل يزيد انفعالا متخفي و
ما خلاص ياعم هروحلها! خلاص يعني وحشتك أوي
تعمد يونس إشعال غيظه قليلا ف أضاف
أوي يايزيد
ف امتعض يزيد بالفعل وصاح به
ما تكلمني عن قصة حبكم بالمرة!!
غرق يونس في الضحك ف أبعد يزيد الهاتف عن آذانه وهو يتمتم بعصبية انفرطت منه
إيه الهم ده أنا شوية وهبقى وسيط بين عصافير الكناريا!
خرج يزيد من القصر قاصدا مكان الخيل بالتأكيد ستكون هناك گعادتها الأخيرة كأنه مأوها الثاني كلما غاب عنها مأوها الأول يونس.
نظر من بعيد ف لمحها بالفعل تداعب الفرس فرحان ف نفخ مستجمعا ثباته وأقبل عليها محمحما
آحم ملك
التفتت فورا بعد ندائه وتركت الفرشاة من يدها قبل أن تخطو نحوه برشاقة
نعم
فناولها الهاتف بدون أن ينظر إليها وأردف ب
يونس على التليفون وعايزك
ف تلهفت ملك وهي تلتقط الهاتف منه وأجابت متعجلة حيث قالت عبارة كاملة في دفعة واحدة
ألو يونس أنا آسفه تليفوني مش عارفه جراله إيه فجأة الشاشة قفلت وبقت سودا ومش عارفه اتعامل معاه خالص
هدأ يونس قليلا بعدما سمع مبررها وأزال عنها ذلك التوتر الذي تجلى في صوتها
حببتي ولا يهمك لما ارجع هبقى أشوفه أنا كنت عايز أسمع صوتك بس
ف ابتسمت بحبور وهي تبتعد عن يزيد الذي ظل مرابطا أمامها ولم يتركها بمفردها وختختت بصوت ناعم
أنت عامل إيه
ف أجاب ب ارتياح
كويس بعد ما كلمتك بس مفتقد ضحكتك أوي
جلجل صوت ضحكتها ف انبعجت شفتي يونس بسعادة و
أيوة بقى!
قطب يزيد جبينه وهو يرى تلك الحالة من السعادة الشديدة وغمغم ب سخط
هو بيقولها نكت ولا إيه!!
ثم نفخ متابعا
ده عمره ما ضحكني أبدا حياتنا ضاعت في الجد والأكشن!
ورفع بصره للسماء ل يلمح ب طرفه نغم وهي تقف في شرفة الغرفة تمسك ب طبق يحمل حبات الرمان وتتناول منه لوحت له گتعبير عن عدم الإكتراث ب رأيه فيها.. ف ذم يزيد شفتيه وأصرف بصره عنها حك ناصية رأسه وأردف ب
الإتنين عايزين يطلعوني عن شعوري!
والټفت ينظر ب اتجاه ملك التي ابتعدت كثيرا لتحافظ على خصوصيتها.
إينذاك قص يونس عليها تفاصيل ما حدث منذ أن وطأ أرض العاصمة ثم تغزل فيها قليلا لعل الشبع يأخذ مجراه لروحه الجائعة ولكنه أبدا لم يشبع.
فتح يونس زجاج النافذة وأطل منه برأسه ف لفح هواء الفجر صفحة وجهه ليسأل بعدها
مش هتنامي خلاص الفجر قرب يأذن!
كنت مستنية أطمن عليك وآديني اطمنت هنام بعد ما نقفل على طول
رأى نفس السيارة التي تشكك فيها تقف على الصف الآخر أمام بناية عيسى دقق البصر قليلا ليتبين له إنها هي وليست شبيهتها صدق حدسه وحدس عيسى.. إنهم تحت المراقبة وبنسبة كبيرة يميل التخمين ل ذلك الرجل غريب الأطوار الذي لم يكتشف يونس حقيقته بعد رجل ترك خلفه علامة استفهام كبيرة لم يكشفها يونس بعد...
دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني
الفصل السادس والستون
تحلمين والحلم أنت.
جلس في باحة القصر ساقا أعلى الأخرى يهز أصابعه بتوتر وقد تملك التفكير من كل شعوره.
انتهى من سرد ما حدث بالأمس ل شقيقه يزيد ف انشغل الأخير بما حدث وحضر على ذهنه عدة تخمينات لم يأخذ بها في عين الإعتبار.. وبعد قليل من الصمت أردف ب
وبعدين! عرفت توصل لحاجه
طرد يونس زفيرا طويلا محملا ببقايا النيكوتين الذي يعبئ به صدره و
لأ بعد ما فضلت اتمشى في الشوارع ساعة ونص وهو ماشي ورايا تقريبا حس إني قفشته راح سايبني في نص الطريق
دعس يونس سيجارته في المنفضة وتابع
أنا متأكد إن العربية دي كانت ماشية ورايا يايزيد
نهض يزيد عن جلسته واقترح
أنا رأيي منبعدش زهدي عننا بالعكس.. خليه تحت عنينا
طقطق يونس أصابعه مؤيدا تلك