رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل (65-78)
أنا متفائل
وانقطع عنه التفكير والتركيز وكل ما يتعلق بالعمليات العقلية فور رؤيتها تهبط على الدرج مرتدية ثوب محتشم بالكاد أظهر مرفقيها.. كنزة وردية وبنطال أبيض بجانب حذاء وردي رقيق ذا كعب عال زينت عنقها ب عقد من الفصوص اللؤلؤية البيضاء وتركت شعرها يداعب أكتافها.
وقفت أمامه في لحظة لم يدرك حتى إنها أصبحت قبالته مباشرة بعدما غاب عن الوعي كليا حتى اصطبغت وجنتيها ب حمرة ظاهرة للعيان وأسبلت جفونها متحرجة خاصة حينما ضحكت كاريمان بحبور وهي ترى علاقتهم التي تأخذ منحنى جديدا كل يوم.
يونس !
ف أجفل بصره عنها بصعوبة بالغة وأفتر ثغره ب ابتسامة مرتخية قائلا
حاضر
ورفع عيناه نحو كاريمان
يلا يانينة لو خلصتي أنا جاهز
Bekleyin انتظر
وغابت عنهم ف تسائلت ملك بفضول شديد
لسه مش عايز تقولي رايحين فين
ف غمز لها بنصف عين وهو يرفض للمرة الثالثة أن يعطيها أي معلومة حول سبب سفرهم المفاجئ للقاهرة
گالحلم بدا لها.. يخطف الأنفاس يجعلك تلهث وكأنك تركض لأشواط طويلة لا تنقطع.. خفقان قلبها اضطربت له كل أعصابها الحسية المفاجأة لم يكن وقعها هينا عليها واحتاجت لبعض الوقت كي تصدق إنه يفعل كل هذا لأجلها.
وقفت ملك بين مئات التصميمات والأشكال من الذهب وبعض آخر من الماس في واحد من أشهر متاجر المصوغات وأرقاها في القاهرة بأكملها.. تحاول استجماع شتات تفكيرها لكي تستطيع انتقاء خاتم الزواج دبلة ولكن ذهبت مجهوداتها سدى.. شبكت أصابع يديها المرتجفتين محاولة السيطرة عليهما ثم نظرت إليه ب عينان امتلأتا بالدموع وقالت بصوت غالبه شعور السعادة
ف احتضن كفيها المتشابكين ساعيا لأن يعيد إليها هدوءها وقال مبتسما
أنتي متوترة ليه دلوقتي أهدي الأول وهنختار سوا
ف ضحكت وهي تبعد عيناها المستحيتين عنه وبررت حالتها تلك ب
لو كنت قولتلي قبل ما نيجي كنت جهزت نفسي على الأقل
كنت هحرق المفاجأة وقتها
أحضر الصائغ تشكيلة أخرى من خواتم الزواج ووضعها أمامها وهو يقول
ألقت كاريمان نظرة على الأشكال الجديدة والتقطت عيناها على الفور أحدهم و
بصي ياملك أول واحد على اليمين شكله مميز جدا
انتشلتها كاريمان من أوج خجلها لترتكز حواسها معها وبتدقيق نظرت للخاتم الذي أشارت إليه كاريمان.. أبهرها من نظرة واحدة ف أخرجته وراحت تتأكد من قياسه عليها كان واسعا على أصابعها الصغيرة.. ف سألت
ذم الصائغ شفتيه بأسف و
للأسف كل التشكيلة دي one piece قطعة واحدة
ف اختار يونس تصميم آخر وبناظريه استطاع معرفة أن قياسه سيكون مضبوط عليها.. مد يده لها لتضع كفها على راحته.. ف ألبسها إياه ونظر ب حبور لشكل أصابعها التي تفتحت ب خاتمه وسألها
إيه رأيك
انبعجت شفتاها متزينة ب ابتسامة سعيدة و
ثم نظرت ل كاريمان و
إيه رأيك يانينة
çok güzel جميل جدا
ف أبدى الصائغ رأيه المؤيد ل اختيارهم
هو جميل على إيدك ما شاء الله ألف ألف مبروك
ف أجاب يونس نيابة عنها
الله يبارك فيك شوفلنا الأطقم بقا
ثم نظر ل ملك وسألها
عايزاه دهب ولا ماس
نزعت الخاتم من أصبعها و
مش عايزة أنا نفسي في توينز مع الدبلة بس
ف رفض قناعتها الزائدة تلك وتمسك برأيه
تؤ مينفعش
ثم نظر ل الصائغ و
خلينا نشوف الماس الأول وتكون حاجات رقيقة simpel كده تليق بيها
ف أومأ الصائغ برأسه وابتعد قليلا ل تتاح الفرصة إلى كاريمان كي تقول بتحمس شديد
هنخلص هنا ونطلع على الأتيلية عشان نشوف الفستان بالمرة
اتسعت حدقتي ملك وهي توزع أنظارها بينهما و
فستان
ف أكد يونس على تمسكه ب رغبته في ارتدائها لفستان زفاف أبيض
طبعا قولتي مش عايزة فرح وانا معترضتش لكن الفستان مفيش اعتراض عليه
ف هزت رأسها وهي تردف
مش هعترض لأ بالعكس أنا نفسي ألبس فستان أبيض بجد مش زي المرة اللي فاتت
عبس قليلا لتذكرها وذكرها هذا الأمر لأكثر من مرة ف تداركت الأمر على الفور وسحبت كلامها المؤرق بالنسبة له
قصدي نفسي ألبس فستان آسفه
ف ابتسم في وجهها وهو يخرج هاتفه من جيب سترته ونظر ل أسم يزيد لحظات ثم أجاب عليه
أيوة يايزيد فين.. في المكتب.. طيب حاول تعطله شوية أنا هخلص مشوار وآجي على طول حاضر
أغلق المكالمة في اللحظة التي عاد فيها الصائغ إليهم من جديد وبرفقته أرقى التشكيلات الماسية لتنتقي منها ملك.. ترك يونس هاتفه جانبا وصب جام تركيزه معها لينتقيا سويا
يلا شوفي إيه اللي عاجبك
انقسم عقله ل نصفين نصف انشغل معها ونصف تركه مع يزيد الذي بقى بمفرده في مواجهة زهدي.. أما قلبه بالكامل معها متقنا التركيز في أصغر تفاصيلها مسرورا من حالة السعادة العارمة التي وصل بها إليها بعد كثير من المعاناة التي حطمت أنوثتها في عمر مبكر بدلا من بداية مشرقة وجدت حالها في مستنقع من العڈاب الذي دام لفترة لم تنتهي بسهولة.
ليته كان يعلم بشأنها ليته كان طوق نجاتها بدلا من أن تعيش العڈاب أولا ولكنه وصل في نهاية الرحلة كي يلجم زمام الأمر ويعيد كل شئ ل نصابه حتى إنه س يعيدها للحياة.
كان هادئا بشكل يثير الإرتياب متعجرفا للحد الذي يفقد الأعصاب.. حتى الآن لا يدرك يزيد كيف تحمل ذلك الأرعن بدون أن يفقد صوابه أمامه ويبطح رأسه بطحة تدميه.
ترك يزيد فنجان قهوته الباردة التي فقدت مذاقها وضغط على فكيه قبيل أن يستطرد مبررا موقف شقيقه
أنا قولتلك إنه ميعرفش انت مين ياأستاذ زهدي لولا كده المعاملة كانت اختلفت تماما إحنا ناس هيكون بينا استثمارات بالملايين أكيد مش هنمسك لبعض على الواحدة صح!
زفر زهدي دخان سيجارته من بين شفتيه ببطء مستفز ثم قال بهدوء
أسمحلي ياأستاذ يزيد دفاعك عن أخوك مش منصف أبدا .. حتى لو كنت مجرد واحد موجود جوه شركتكم المعاملة لازم تكون غير كده..
انفتح الباب في هذه اللحظة ودخل يونس ف تنفس يزيد الصعداء ووقف عن جلسته وهو يقول مستنجدا به
أهو يونس جه هو بنفسه هيوضحلك سوء التفاهم ده
مساء الخير
وقف قبالة زهدي الذي لم يقف حتى عن جلسته وهو يجيب بفتور شديد
مساء النور بقالي كتير مستني
ف نظر يونس بساعة اليد متحفظا على سلوكه الغير مهذب
هي نص ساعة بس ياأستاذ زهدي وبعدين اللي بييجي من غير مواعيد لازم يستنى ولا إيه
تجاهل زهدي تلك العبارة التي لم تمثل له شيئا وانتقل مباشرة للموضوع الأساسي الذي أتى من أجله قائلا ب شئ من اللامبالاة
أنا ماليش في العتاب أنا جيت عشان موضوع تاني خالص
ف تماسك يونس ولم يفكر بالجلوس أمامه وسأل