السبت 28 ديسمبر 2024

رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)

انت في الصفحة 8 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

الخير يا جدتي
نظرت كاريمان للطعام الذي يحمله وتسائلت 
الأكل ده عشان ملك
ف تنهد وهو يجيبها ناظرا للطعام 
آه
ف أشارت كاريمان ل خديجة التي رافقتها إلى هنا 
ديچا ممكن تاخدي منه الأكل وتسبقيني على فوق
حاضر ياهانم
ناولها يونس الطعام وهو يسأل ب ارتياب 
أنتي هتطلعي ليها دلوقتي 
ف أومأت كاريمان بالإيجاب 
أه
بسطت كاريمان يدها ومسحت على وجهه حيث ترك ذقنه بدون حلاقة لعدة أيام حتى تشبه أكثر ب يزيد.. ثم سألته بقلق عليه 
أنت كويس يايونس شكلك تعبان
ف أطبق يونس جفونه مستسلما لشعور الراحة الذي تسلل إليه وأردف 
شوية لو قدرتي تسيطري على ملك هرتاح أوي يانينة
ف فتحت كاريمان ذراعها له لتعانقه قليلا عله يهدأ وكأنها گالبلسم الذي خدر شعوره بالأرق.. ربتت على ظهره وقالت بصوت خفيض 
كله هيكون كويس Sadece kısa bir süre. فقط بعض الوقت
تجاوزته ثم طفقت تصعد الدرج بخطوات بطيئة وهي تستند على عصاها حتى وصلت أمام غرفتها التي كانت في الأصل غرفة يونس.. تنحنحت وطرقت على الباب أولا ثم دلفت لتجدها جالسة على الأريكة يعتري ملامحها الضيق.. ما أن رأتها ملك حتى نهضت على الفور وراحت تستأنس ب أحضانها ف ابتسمت كاريمان قائلة 
Özledim seni. اشتقت إليك
ثم عاتبتها ل إصرارها على التواجد في المزرعة بمفردها 
أديني جيت لحد عندك مش كنتي فضلتي معايا أحسن!
ف أجفلت ملك جفونها ب استحياء منها و 
مقدرتش
ف مسدت كاريمان ب كلتا يديها على وجهها و 
خلاص متفكريش في اللي حصل لو كان الحزن بيرجع اللي راحوا كنت عيشت عمري كله حزينة على بنتي.. اسمعي ياملك الحياة دي اختبار وكلنا هنعديه مهما كانت الطريقة
ثم ربتت على ذراعيها قبل أن تنظر من طرفها قائلة 
تعالي ياديچا هاتي الغدا عشان ملك تاكل
ف رفضت بالبداية و 
لأ مش عايزة آكل ماليش نفس
ف قطبت كاريمان جبينها وهي تقول 
بس انا معاد العلاج بتاعي قرب ولو مكلتيش أنا كمان مش هاكل
نينة أرجوكي آ.....
فقاطعتها كاريمان متعنتة برأيها 
مفيش كلام تاني لو كلتي هاكل.. مكلتيش أنا كمان هفوت معاد الدوا وانتي المسؤولة
ف لم تتحمل ملك شيئا گهذا وعدلت عن قرارها فورا من أجلها 
خلاص هاكل حاجات صغيرة عشانك بس
ف انبعجت شفتي كاريمان وهي تسحبها نحو الأريكة و 
تعالي بعد الأكل نبقى نتكلم براحتنا
وضعت خديجة الطعام على الطاولة وبدأت كاريمان تهتم بها بنفسها حينما كان يونس ېختلس النظر إليهن كي لا يشعرها بوجوده ويشتتها أكثر.. انشرح صدره وهو يراها تستجيب ل كاريمان بسهولة على عكس الجميع وما أن اطمئن على الوضع حتى انسحب من أمام الغرفة وسار نحو غرفته هو.. دلف ومدد جسده على الفراش ثم نظر لساعة اليد وهو يهمس ل نفسه 
ياربي أكتر من ٣٥ ساعة صاحي
وأطبق جفونه وقد بدأت حواسه تستسلم للنوم بالفعل 
أنام ساعتين بس ساعتين
لم يستغرق الأمر سوى لحظات وكان يغوض في نوم عميق غير شاعر بأي شئ آخر من حوله فقط بعض الراحة التي يحتاجها وإلا سقط فاقدا لوعيه كما رجح الطبيب الذي أوصاه بالإهتمام بنفسه قليلا خاصة بعد إهماله ممارسة الرياضة منذ مدة لا يعلم قدرها.
حتى إنه بقى على نفس الوضعية التي مدد عليها جسده لم يتحرك أو يتزحزح من فرط انغماسه بعمق في النوم.
..............................................................................
لقد طال الغياب عن هذا المكان اللعېن الذي تردد عليه في السابق ل فترة من الزمن عادت ذكريات غابرة تداهم ذاكرته بتوحش شديد الشراسة.. حينما كانت رغدة تعقد قرانها على رجل غيره وقضى هو ليلته هنا وسط روائح المسكرات وتمايل الماجنات ورقصهن.. ها هو يعود من جديد لنفس المكان الذي قرر أن يهجره ليلتفت إلى حياته.
ترجل يزيد عن سيارته ونظر للواجهه المٹيرة الأنظار والتي تستقطب رواد المكان.. خطى أولى خطواته للدخول كي يلقي همومه وأحزانه بداخل كأس خمر دخل ل يتفاجأ فرد الأمن به وهو يرحب بتواجده هنا 
باشا! نورت المكان
ف أومأ برأسه وهو يعبر للداخل اصطدم ب إحداهن فلم يهتم كثيرا وعبر للداخل.. أحس وكأن المكان يطبق على أنفاسه ولا يطيق مكوثا فيه على غير السابق يرى الجميع گالدمى الراقصة من حوله.. ف أصيب بشعور التهب له صدره لينسحب من المكان على الفور بعدها.
قرر أن يعود لمنزله ليعيش وحدته من جديد ولكنه اتخذ الخمر أنيسا له طوال الليل بعثر الوسط من حوله بالأطعمة الجاهزة وزجاجات وكؤوس الخمر هذى كثيرا وتحدث بكلام مبهم غير شاعر بأي من تصرفاته.. حتى إنه كسر لوح الزجاج الخاص بالطاولة بدون أن يشعر بعد أن قڈف عليه زجاجة الخمر نهض بصعوبة وثقل شديدين.. بالكاد وصل للفراش الذي سقط أعلاه بعد أن تمكن الخمر منه تمكن كلي ف بات في عالم آخر.. وغاب في نوم طويل بدون أن يعبأ بأي شئ.
..............................................................................
الساعة الواحدة ظهرا.
هذا التوقيت في فصل الصيف يكون ذروة الحرارة المرتفعة خاصة في الأماكن النائية من السكان إلا إذا حاوطها مساحة خضراء شاسعة.. لكنه لم يشعر بكل ذلك حيث كان مكيف الهواء الحائطي قد قام بمهمته وحافظ على درجة برودة المكان.
لم يحس يونس ب هاتفه الذي رن عدة مرات متتالية وبدون توقف ولكنه انتفض فجأة وقد استشعرت آذانه الصوت أخيرا.. نظر حوله بتشتت قبل أن يعمل عقله بكفاءة ثم تناول الهاتف بعدما أدرك وجود شئ ما غير طبيعي وأجابه على الفور بصوت ناعس 
ألو
كانت نغم مضطربة كثيرا ومتوترة جراء عدم استطاعتها التوصل ل يزيد في هذا الوقت.. ف اضطرت أن تلجأ ل يونس وسط الجلبة التي حدثت في محيط الشركة نتيجة غيابه ل تطلعه على الأمر 
أيوة يامستر يونس العضو المنتدب اللي تبع الوفد الألماني وصل من شوية وقال إن في اجتماع بعد ساعة وهو جه يطمن على الأوضاع قبل وصول الوفد.. يزيد مش موجود وتليفونه مقفول ومحدش عارف يوصله أعمل إيه
كان يونس قد استجمع شتات رأسه في غصون لحظات وجيزة واستعاب جيدا ما قالته.. ف نفخ ب انزعاج وهو ينهض من فراشه قائلا 
أنا جاي حالا
أغلق المكالمة معها على هذا الأساس ونظر على ساعة الحائط وهو يقول مشدوها 
نمت ١٦ ساعة! معقول!!
نفض شعره وأوفض نحو دورة المياة كي يغسل وجهه ويفيق على الأقل.. ولكنه توقف هنيهه وقبض على جفونه بقوة كأنه تذكر أمرا كان ناسيه وغمغم ساخطا 
غبي!
خرج مسرعا كي يستخدم هاتفه مرة أخرى متابعا 
طبعا مش هلحق
وضع الهاتف على أذنه وتحدث فيه 
أيوة يانغم أنا في المزرعة مش هلحق آجي.. على الأقل ساعتين عقبال ما أوصل.. أسمعيني كويس خلي سيف يفتحلك مكتبي هتلاقي سلسلة مفاتيح في تاني درج ضمنهم نسخة من مفتاح شقة يزيد.. خلي سيف ييجي معاكي لهناك ومتنزلوش من غيره بالزوء بالعافية تخلوه يروح على الشركة فهمتي
فهمت
وبلغيني عملتي إيه.. سلام
أغلقت نغم

انت في الصفحة 8 من 37 صفحات