السبت 28 ديسمبر 2024

رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)

انت في الصفحة 7 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

عيشت بۏجع بنتي.. كل اللي حواليه يابشر فهمتني
ف أومأ بشړ برأسه و 
فهمت حتى البنت اللي معاه
ف شددت غالية على تصريحها هذا 
ده بالذات البنت دي لو اللي في دماغي حقيقي وعايز يجيب البنت دي مكان بنتي اللي ماټت بسببه يبقى هو بنفسه كتب شهادة ۏفاتها ومن غير حتى ما افكر هكون حرماه منها للأبد.
..............................................................
دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني
الفصل الحادي والخمسون
ثم إنك تتسلل إلى قلبي بدون أن تخطو.
__________________________________________
أغلق يونس جميع منافذ الضوء كي تكون الغرفة معتمة ولم يرتاح إلا بعدما نامت وڠرقت ب عمق شديد حتى إنه جلس في الشرفة وأغلق على نفسه كي يحافظ على نفس الهدوء من أجلها.
رن هاتفه المسنود على الطاولة ف أنزل ساقيه عن المقعد المقابل له.. نظر في شاشة الهاتف قبيل أن يجيب على الفور و 
ألو أزيك يانينة.. وانتي وحشاني جدا طمنيني عنك
استمع إليها قبل أن يتنهد قائلا 
عارف عارف إنك مفقتداها ووحشتك.. بس انتي أكيد عارفه انا مقدرش أرجعها غير لو هي عايزة
قڈف ب عقب سيجارته لتسقط بالأسفل جوار الكثير من الأعقاب التي ألقاها بنفس الطريقة.. ثم نهض عن جلسته وهو يقول 
اللي تشوفيه أنا حاسس إن ده هينفعها فعلا
التفتت رأسه كأنه ينظر إليها وزفر من الأعماق مخټنقا اختناق شديد لما يصيبهم ب استمرار وبدون توقف أو حتى هدنة.. ثم عاد ينظر أمامه وهو يقف عن جلسته 
اتفقنا ماشي يانينة.. سلام
أغلق الهاتف وتركه دخل وأغلق الشرفة من جديد محافظا على نفس جودة الإضاءة القاتمة وبحرص شديد كان يقترب منها.. انحنى قليلا ومسح على شعرها برفق بالغ لم تشعر هي به ثم رفع يده عنها واستقام في وقفته وقد حضر يزيد على باله الآن.. انشغل به أكثر منذ أن تركه بالأمس لم يتصل به أو يطمئن على حاله وفي نفس التوقيت لن يستطيع مغادرة المزرعة وهي في حالتها تلك التي لم تبارحها.. ف عاد للشرفة من جديد كي يجلب هاتفه ويحاول الإتصال به على الأقل.
على جانب آخر
كانت نغم تقف خارج المقپرة بعدما أصرت إصرارا شديدا ألا تتركه يذهب وحده تراه في حالة مزرية عاجزة عن التدخل أو أن تحول بينه وبين تأنيب الضمير الذي يعذبه عذابا موجعا.. كانت تسمع حديثه المټألم الذي رافقه صوت أنين ضعيف مټألم وقلبها ينفطر من فرط القهر على حاله ذلك.. ولكن ليس بيدها حيلة.
حتى إنها تقبلت أن تأتي إلى هنا إلى قبر زوجته السابقة.. كي لا تتركه بمفرده يعاني ويلات عذاب هذه المواجهه.
أحست نغم ب اهتزاز هاتفها.. ف ابتعدت على الفور وهي تنظر لشاشة الهاتف ثم أجابت 
أيوة يامستر يونس
فسألها يونس ب قلق غالب صوته 
يزيد بيعمل إيه يانغم أنا عارف إنك معاه
ف ذمت شفتيها شاعرة بالحرج منه وهي تجيب 
إحنا في المقاپر
ف تنهد يونس متضايقا من وضعه و 
لو عرفتي تضغطي عليه عشان يمشي أعملي كده.. طول ما هو عندك مش هيتحسن أبدا
ف هزت رأسها عدة مرات وهي تنظر نحو بوابة المقپرة وقالت 
حاضر بس عرفت منين إني معاه
الأمن شافك وانتي بتركبي معاه العربية وبلغني لما سألته
لم تكن نغم متأكدة كثيرا هل س تستطيع فعل ذلك أم لا ولكن رغم شعورها بالتردد نفت ذلك عنها وتحدثت بثقة شديدة 
متقلقش أنا معاه وهحاول نمشي دلوقتي
ف اضطر يونس أن يعتمد عليها في ذلك 
طيب هستنى منك تليفون
أغلقت الهاتف ووضعته في الحقيبة.. تنفست بعمق وطردت زفيرا متوترا من صدرها منتوية أن تقطع عليه خلوته معها.. دنت منه وهو يتحدث لنفسه وقاطعته 
يزيد كفاية اللي بتعمله في نفسك أنت مكنش ليك أي ذنب في اللي حصل
ف انتقلت أبصاره المخيفة نحوها والتي أرعبتها وجعلتها تتراجع للخلف خطوة بينما كان هو يهدر فيها وكأنه يرى شبحا 
يعني إيه ماليش ذنب!! أنا السبب في كل ده.
ف كافحت مخاوفها وتصدت لمشاعر الذعر منه والتي ملأت صدرها ولم تهتم سوى ب محاولتها المستميتة ل إخراجه من هنا 
اللي حصل حصل وانت متقدرش ترجع الزمن وكل اللي بتعمله دلوقتي إهدار لنفسك وبس
ف أطبق على ساعدها بحركة مباغتة حتى آلمتها قوة قبضته لم يكتف بذلك.. بل إنه هزها هزا عڼيفا وكأنه ينفث عما ب أغواره من كبت تراكم بداخله لأيام طويلة 
انتي مش عايزة تفهمي ليه بقولك قټلتها أنا اللي قټلتها أفهمي بقى
ف لم تشعر بنفسها إلا وهي ټنفجر فيه وتصرخ في وجهه بشكل جعل حواسه تتجمد وهو يستمع لكل كلمة ويرى كل إيماءه عڼيفة منها لم يكن يتخيل إنها ستتحول بهذه السرعة لهذا الشكل الذي يراها عليه الآن 
أيوة انت السبب أنت اللي بطمعك وجشعك مۏتها مقدرتش تشوفها مع راجل غيرك ف دمرتها ووديتها للمۏت ب أيدك وكأنك بتقول لو حضنك مش ليا يبقى القپر أولى بيكي.. خلاص يا يزيد ارتحت لما سمعت الكلام ده مني! هه 
نهج صدرها متنفسة بصعوبة بالغة بعد مجهود شاق بذلته أثناء مواجهته بكل هذا الكلام دفعة واحدة وبدون توقف أو تمهل ضړبت الحقيقة كاملة في وجهه وبدون أن ترأف ب حاله ولأن الطرق على الحديد وهو ساخن هي الطريقة الوحيدة التي ستجعله لينا قابل للطي والتشكيل.. ضړبت هي جرحه الذي ما زال ېنزف كي يتوقف عن إهدار ما بقى من دماءه.
خرجت نغم للخارج وهي تتحسس رسغها الذي شعرت ب آلامه توا ثم فتحت باب السيارة وجلست بالداخل منتوية ألا تظهر أمامه ثانية حتى يخرج هو بنفسه ويستقر بداخل سيارته.. فكرت مليا في الكلمات اللاذعة التي ألقتها على مسامعه ف لم تشعر بأي ندم.. بل إنها تحسنت قليلا وتمنت لو إنه يتحسن هو الآخر ويخرج أمامها الآن كي ينصرف.. طال الأمر قليلا ولكنه خرج في النهاية وفي لحظة غروب الشمس تحديدا أوصد الباب على قپرها والټفت ل ينظر إلى سيارته التي تجلس هي بداخلها.. علق بصره عليها للحظات قبل أن يجفل بجفونه عنها إلى أين يذهب وماذا يفعل لا يوجد حتى مفر من المعاناة التي يعيشها ماذا عساه يفعل كي ينسى جريمته الشنعاء.
لا يدري.. هم نحو سيارته مجبرا على الذهاب من هنا بعدما تضاعفت آلامه النفسية والجسدية ولم تبق له طاقة حتى وإن انصرف لن يبتعد عنه شبح هذا الذنب.
.............................................................................
أشرف يونس بنفسه على تحضير أغلب الوجبات التي تحبها.. ثم وضعهم بشكل أنيق على حامل الطعام وخرج ولحق مهدي خلفه من المطبخ وهو يسأله 
تفتكر هتعرف تقنعها تاكل
أصلا مينفعش ترفض دي خست نص وزنها تقريبا
انتقل مهدي لفتح الباب حينما كان يونس يبدأ صعود الدرج.. لكنه توقف مع سماع هذا الصوت المألوف إليه والټفت راسما ابتسامة على ثغره وهو يردف 
نينة 
ابتسمت كاريمان في وجهه وهي تقترب منه قائلة 
İyi akşamlar مساء الخير
ف أجابها بنفس لغتها المحببة 
İyi akşamlar büyükanne. مساء

انت في الصفحة 7 من 37 صفحات