رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)
المكالمة وهي محدقة في الفراغ كيف ستفعل ذلك مع رجل مثله لا يقوده سوى عقله!! خاصة وسط حالتة النفسية المستعصية التي واجهتها بالأمس.. الأمر جم صعب تسلل شعور بداخلها إنها لن تنجح في الأمر ولن تستطيع مجابهة شخصيته السيئة التي بزغت بوضوح بعد أزمته الأخيرة ولكنها مجبرة الآن على ذلك إن لم يكن لأجله ف لأجل العمل الذي وكلت به.. لأثبات جدارتها وإنها قادرة على أي تحدي من أي نوع حتى وإن التحدي هو يزيد.
............................................................
دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني
الفصل الثاني والخمسون
وإن انطفأ فيك الضوء نيراني تضئ طريقك من جديد.
__________________________________________
فتحت نغم الباب ببطء شديد وهي تتوقع أن تراه في أي لحظة أحست ب رجفة تتملك من قلبها من ردة الفعل الذي ستواجهها منه ولكنها مجبرة على ذلك.
التفتت ونظرت خلفها لتجد سيف ما زال بالخارج كأنه يأبى الدخول ف قطبت جبينها وهي تهمس مشيرة له
ما تدخل ياسيف هو انا عزماك
ف خطة خطوتين ونظر ب الأرجاء وهو يتحدث بنفس الخفوت
ف ضاقت عيناها بعدنا انتزع نفسه من الأمر وقام بتوريطها وحدها
هعمل إيه!! قصدك هنعمل إيه
ف هز رأسه ب ابتسامة سمجة لاحت على ثغره و
لأ هتعملي لوحدك.. انتي عارفه دخولنا هنا بالشكل ده نتيجته إيه مستر يزيد لو شافني هنا معاكي هيمسحني من الشركة بأستيكة.. إنما انتي وضعك مختلف أنتي متعينة من رئيس مجلس الأدارة بنفسه.. يعني تحطي رجل على رجل وانتي داخله
سيف متسيبنيش لوحدي خصوصا دلوقتي وبعدين إحنا هنا بأوامر من مستر يونس بنفسه
أغلق سيف باب الشقة وعاد يتحدث إليها بعدما نظر لساعة اليد خاصته
نغم مفيش قدامنا غير نص ساعة بس أنجزينا الله يكرمك وادخلي
ثم ربت على كتفها ل يحمسها قائلا
يلا اتوكلي على الله وانا هنا
متهيألي أوضته هتلاقيها آخر الطرقة دي يلا ادخلي
شدت للأمر مئزره وتأهبت للدخول متجاهلة مشاعر القلق التي ملأتها.. خطت بثبات ثم طرقت على الباب أولا انتظرت وكررت الكرة من جديد ولكن لا يوجد رد نهائيا ف تشجعت وفتحت الباب ببطء ودلفت لترى تلك الصورة.
كانت حالته مزرية للغاية.. ليس ذلك ف حسب بل كل مكان من حوله مزريا أيضا وبشكل يصيب النظر بالإحباط والضيق زجاجة المياة الفارغة بدون غطاء والملقاه على الأرضية.. كؤوس الشراب على الطاولة بجانب أطباق بعضها يحمل صبابات الطعام والباقي متسخ وفارغ كم كبير من أعقاب السچائر التي استهلكها وأفسد بها صدره.
أنتي مچنونة!!
فلم تتراجع عن الشجاعة التي تماثلت لها ولملمت مشاعرها التي تنتمي إليه كي تقذف بها بعيدا في هذه اللحظة الفاصلة واقتربت فجأة وانحنت عليه وهي تتحدث بنفس نبرته الصاړخة
سايب أهم اجتماع في حياتك كلها ونايم هنا بكل برود أنت إيه معندكش ډم !
ف هب واقفا متحاملا على نفسه كي لا يسقط متأثرا بهذا الضعف والهذيان الجسدي وأطاح فيها بصوته بعدما أعماه غضبه
وانتي مالك أنتي إيه دخلك في حياتي وبصفتك إيه
ثم نظر حوله وتسائل بفظاظة شديدة
وډخلتي بيتي إزاي أساسا!
ف أشارت نغم ب المفتاح الذي امتلكته مؤخرا وابتسمت ب سماجة وهي تقول
معايا المفتاح ودخلت ها.. إيه كمان
قطب جبينه وقد استطر حاجبيه ب انفعال وهو يقبل عليها بخطوات مندفعة وقبل أن يسترق منها المفاتيح كانت تخفيهم من أمام ناظريه لخلف ظهرها
جيبتي المفاتيح دي منين
ف لم تجد داعي لإخفاء الأمر وأبلغته على الفور لعل أسم يونس يجعله يتراجع عن أي نية معادية
من مستر يونس بنفسه قالي آجي هنا عشان أصحيك وتلحق الإجتماع
ثم جابت أعلاه وأسفله بنظرة واحدة متفحصة و
إزاي وصلت للحالة دي
ف لم ينخفض معدل غضبه أبدا بل إنه تزايد وهو يردف ب
ملكيش فيه
ثم ابتعد عنها وهو يحك رأسه التي تدور پتألم مفرط وأردف ب
أطلعي برا
ف اتسعت عيناها وهي تذكره من جديد بالعمل الذي بذل مجهود مضني كي يتممه والآن يتهاون فيه
الوفد كله زمانه وصل الشركة مين هيستقبله غيرك! وده مشروعك وحلمك اللي بقالك شهور بتخطط له
ف نظر صوبها ب طرفه وهو يعيد كلمته الأخيرة بنبرة أكثر صرامة
قولتلك أطلعي برا
ولكنه أضاف بعد لحظات
عايز أغير هدومي
ف زفرت شهيقا عميقا وهي تستعد للخروج و
مستنياك
وأغلفت الباب من خلفها.
بدأ يزيد يستوعب تحديدا الهيئة التي عليها غرفته نظر حوله مشدوها من هذه الحالة التي لا يتذكر كيف حدثت.. انتقل نحو الخزانة وغمغم بسخط أثناء ذلك
إزاي كنت ناسي موضوع الإجتماع ده!
.............................................................................
كان يونس أمام المرآة مباشرة يمشط شعره الغزير الأملس بفرشاة الشعر بحركات متعجلة كي يغادر المزرعة ويلحق بالشركة حتى وإن لم يلحق ب الإجتماع على الأقل يعلم بالتطورات حينما يتواجد هناك بنفسه.
نثر من عطره قبيل ارتداء سترته السوداء وأخيرا وضع ساعة اليد الفضية وفتح الباب أثناء إغلاقها على معصمه ف صدم برؤية ملك قبالته ممسكة ب كوب من مشروب الشاي بالحليب.. افتر ثغرها ب ابتسامة باهتة شيئا ما ثم قالت وهي تمد له بالكوب
عملتلك شاي بلبن
ف انبعجت شفتيه ب ابتسامة واسعة وهو يتناوله منها ممتنا لتفكيرها بشأنه
تسلم إيدك ياملك مكنش لازم تتعبي نفسك
متقولش كده
ثم أفسحت له الطريق و
تعالي ننزل تحت وانا هوصلك لبرا
ف راقت له فكرتها وهم ليخرج من خلفها هبطا الدرج سويا حينما كانت تسأله
نمت كويس امبارح
ف أومأ برأسه و
نمت كويس أوي هتعملي إيه النهاردة
ف لم تجد برأسها خطة محددة تمضي بها يومها وأعلنت ذلك له
ولا حاجه يوم زي أي يوم
فتح الباب لها كي تعبر أولا ثم خرج من خلفها وما أن وقفت أسفل الشمس حتى ارتجفت جفونها وضاقت قليلا بينما كان يقول هو
بكرة الصبح هبقى آخدك المقاپر زي ماانتي عايزة عشان النهاردة عندي حاجات مهمة في القاهرة مضطر انزل اخلصها الأول
ف أومأت