الأربعاء 01 يناير 2025

رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)

انت في الصفحة 10 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

رأسها بتفهم حينئذ رفع يده وظلل على رأسها وأصبح ظهره في مواجهة الشمس كي يمنع تسلل آشعتها عليها .. وبالتحديد أعلى عيناها كي يحجب عنها ضوء الشمس الذي يضايقها ف استطاعت أن تفتح عيناها بسهولة وتنظر إليه بنظرات اشتاقت للتمعن في وجهه وتفاصيله الوسيمة وسط ما مرت به الأيام السابقة حتى إنه ازداد وسامة بعدما ترك لحيته لأيام حتى بزغت بخفة.
أجفلت ملك جفونها شاعرة ب استحياء وقد خطړ على بالها شيئا لتقوله ولكنها ترددت.. في الأخير أفاضت ب 
دقنك حلوة كده بلاش تحلقها
ف ضحك وقد تذكر يزيد في الحال و 
أنتي كده مش هتعرفي تميزيني أنا ويزيد
ف نفت ذلك على الفور و 
أنا هعرف أميزك لو بين ١٠٠ واحد شبهك
اقشعر قشعريرة لطيفة وكأن نسمة ربيعية مرت ملامسة بدنه وارتكزت عيناه عليها وما زالت يداه تظلل فوق رأسها.. ف مدت يدها وسحبتها من أعلاها وأمسكت بأصابعه وهي تقول 
يلا عشان متتأخرش
ف ضم أصابعه على يدها التي اكتشف كم هي صغيرة بداخل قبضته التي تضاعفها حجما وابتسم بلطافة وهو يقول بنبرة تحبها 
استنيني على العشا بقالنا كتير مكلناش مع بعض
ف أومات بموافقة و 
حاضر
ثم أشار لها لآخر الرواق وهو يطلب 
أمشي معايا لحد العربية
ف سارت بجواره بالرواق بينما كان ېختلس هو النظر إليها من أطراف جفونه حتى سألته أثناء النظر لكوب الشاي الذي يحمله 
أنت مشربتش الشاي ليه
ف أدعى النسيان وبدأ يستعد ل ارتشافه 
نسيت خالص
وبالفعل تجرع منه وهو يفكر في أمر ما أحس إنها اللحظة المناسبة التي يتحدث فيها عن الأمر ويبلغها به.. فلم يتردد وأردف على الفور 
الراجل اللي ماسك المحل بتاع عمي الله يرحمه كلمني عايز يقابلك في أقرب وقت
ف تنهدت وهي تنظر للبعيد وقد أصيبت بشعور التوهان من جديد 
أكيد عايز يتكلم عن المحل وهنعمل إيه فيه اتكلم معاه انت يايونس أنا معنديش طاقة أكلم مع حد
توقف كلاهما أمام السيارة التي كانت جاهزة كي يستقلها يونس وبرر عدم استطاعته القيام بذلك 
مينفعش الراجل قالي دي أمانة ولازم أسلمها حسب وصية عمي الله يرحمه
ف تنغض جبينها ببعض الإستغراب و 
يعني بابا سايب معاه وصية!.. طب ليه هيحتاج يعمل كده إذا كان مفيش ورثة أصلا غيري!
ف أعرب يونس عن جهله بهذا الأمر و 
الحقيقة مش عارف متهيألي لازم تستعدي عشان تقابليه.. الراجل مستعجل وحال المحل واقف
ف أسبلت جفونها ورضخت ل فكرته التي لم يكن لها أي بدائل 
خلاص اللي تشوفه
مد كفه نحو وجهها ومسح مسحة ناعمة على وجنتها البيضاء ثم قال بصوت رخيم 
لا إله إلا الله
ف ابتسمت وهي ترد ب 
محمد رسول الله
ناولها كوب الشاي الذي بقى منتصفه وراح يركب سيارته حينما كان مهدي ينضم إليها ويشير له ملوحا قبل أن ينصرف ثم سألها وهو ينظر للكوب 
هو يونس شرب من المج ده
ف نظرت ملك للكوب و 
آه
ف تنغض جبينه مندهشا و 
تعرفي إن يونس عمره ما شرب شاي باللبن!
ف اتسعت عيناها بذهول وعادت تنظر للكوب مرة أخرى و 
يعني شرب عشان ميحرجنيش!
ف ضحك مهدي و 
آه شكله بيعزك أوي
ف لاحت ابتسامة واسعة على محياها وبدأت تشرب من نفس الكوب كي تنهيه بعدما تركه هو لها.. حينئذ كانت تعود للقصر على قدميها تفكر في الحوار القصير الذي دار بينهما لتقرر ماذا عليها أن تفعل بهذا الشأن.
إينذاك كان يونس قد غادر القصر تماما منشغلا بالمكالمة التليفونية الهامة التي كان يجريها حيث كان يتوجب عليه حل هذا الأمر واجتثاء جذوره تنفيذا لوصية إبراهيم.. وخطته بدأ تنفيذها فعليا منذ أيام ليكون كل شئ على ما يرام 
ماشي يامحي اليوم اللي هنيجي فيه هعرفك قبلها وتعمل اللي اتفقنا عليه بالنص.. انت معاك كل الورق جميل.. استنى مني تليفون
أغلق المكالمة وترك الهاتف على المقعد المجاور وهو يتحدث لنفسه مقنعا إياها إنه يفعل من أجلها الصواب 
معلش بقى ياملك مكنش في حل تاني عشان الموضوع ده ېموت بالنسبالك
........................................................................
قضاء الأيام هنا أهون بكثير من قضائها بين جدران السجن وظلمته ولكنه في حكم السجين هنا أيضا.. وهذا ما جعله يشعر بالأرق في أغلب الأوقات وخاصة إنه لا يخرج من غرفته.
أغلق معتصم التلفاز بعدما سئم من وجود شئ يملأ هذا الفراغ الممېت الذي يشعر به ثم نهض وتوجه نحو النافذة الصغيرة التي تطل على البحر وتنفس قليلا.. استمع لصوت مفتاح ينغرز في الباب ف تأهب كي يتحدث إلى بشړ لكي يستطيع الخروج من هنا قليلا.. ولكنه تفاجأ بها هي أمامه ولأول مرة تكشف عن نفسها له.. اعترته الصدمة وظل محدقا فيها غير مصدق إنها هي التي اختطفته وجلبته إلى هنا ثم قال مشدوها 
مدام غالية
دخلت غالية وجلست على أقرب مقعد وقالت 
عارفه إنها مفاجأة بس متخليهاش تأثر عليك عشان نقدر نتكلم
أنتي جيباني هنا ليه وإيه مصلحتك من كل ده
ف ابتسمت بمكر داهي لم تخفيه و 
مصلحتنا مشتركة يامعتصم وعشان نوصل للمصالح دي لازم نتكاتف مع بعض
ف جلس قبالتها وقد تقلصت تعابير وجهه ولم يفهم أيا مما قالته 
مصالحنا مشتركة إزاي
ف يسرت عليه الأمر بقولها 
أنت عايز يزيد وأنا عايزة يونس
ف تأفف منزعجا وأشاح بوجهه عنها وهي يردف 
أنتي دماغك مبقاش فيها غير يونس!!.. أنا ميخصنيش يونس في حاجه
ف لمحت له بصيغة أكثر احترافية كي يصدق على كلامها 
بس اللي اعرفه إن يزيد مسنود بأخوه! عمرك ما هتقدر تاخد اللي عايزه من غير ما تزيح يونس من طريقك
ف تذكر ما حدث بتلك الليلة وأعلن عن سخطه على تصرفها 
أنا كان بيني وبين اللي عايزه رصاصة واحدة وانتي ضربتيها بدالي
ثم ضحك مستهزئا بها و 
وياريتها صابت
أسمع يامعتصم إحنا هنساعد بعض.. أنا هساعدك ټنتقم من يزيد عشان أحرق قلب يونس عليه في المقابل آ....
وقبل أن تستكمل حديثها كان قد كشف هو مخططها الخبيث مقاطعا إياها 
في المقابل هكون أنا كبش الفدا اللي هتضحي بيه عشان جريمتك تكون كاملة وتلاقي اللي يلبسها صح
ف نفت صحة ما تفوه به رغم إنها كانت الخطة المثالية التي أعدت لها جيدا 
لأ مش صح أنا الوحيدة اللي هقدر أحميك.. حتى لو عايز تسيب مصر كلها هخليك تسيبها بس لما نوصل للي عايزينه
فكر قليلا وهو يطيل النظر إليها لم يصدق أيا مما قالته ولكنه وافق مبدأيا على السير معها واستخدامها وقوتها في الٹأر من يزيد الذي ما زال قيد الحياة بعد كل ذلك.. حتى بعدما خسر زوجته بيده.
قطعت غالية تفكيره المطول محاولة التأثير أكثر عليه كي يرضخ لها 
يزيد لسه عايش زي ماانت عارف وبدل ما تكون انت واقف على قبر مراتك هو اللي هناك دلوقتي.. لو كنت انا
10  11 

انت في الصفحة 10 من 37 صفحات