الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)

انت في الصفحة 4 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

بها جيدا رغم إنها ذبلت قليلا إلا إنها تحس ب ابتهاج منطفئ قليلا لم تلبث أن تفرح بهذا التغيير اللحظي الذي اعتراه وإذ به يرتطم بواقع مأساوي سيغير كل الموازين.. تحسست الأوراق الملساء ثم انحنت قليلا ل ټشتم رائحتها التي لم تعد نفاذة گالسابق ثم تنهدت وهي تبتعد عنها وبحثت عن هاتفها كي تحاول من جديد الوصول إليه.. علها تنجح هذه المرة.
...........................................................................
خرجت ملك من غرفتها التي ظلت حبيسة فيها لأيام متشحة بالسواد والثياب الكاحلة التي أضفت على ملامحها الباهتة انطفاءا أكبر.. أوفضت ملتهمة الدرج التهاما كي تصل لباب القصر بالمزرعة وتخرج من هنا حتى نجحت في ذلك.. وسارت بخطى لا تعرف مصيرها وإلى أين تقودها تائهة بين ضيعات حزنها وحالة اكتئابها الذي لم ينتهي بعد.
مشت بسرعة كي تنهي الرواق الطويل وأسفل آشعة شمس وقت العصر الحاړقة.. لمحها عيسى من مسافة بعيدة إلى حد ما وهو يتحدث مع حرس البوابة الرئيسية ف قطب جبينه مندهشا لرؤيتها الآن وفي هذه الحالة وهو لا يملك أمرا يسمح بخروجها أو ما شابه.. ف مشى نحوها كي يقتصر الطريق وقطع طريقها بتهذيب قائلا 
أؤمري ياملك هانم محتاجة حاجه معينة 
ف كانت جامدة گالجدار الذي لا حياة فيه ولا روح وهي تجيب 
مش عايزة حاجه أنا خارجة
ف حافظ على لطافته وهو يمنعها من التفكير في أمر گهذا 
للأسف مينفعش الباشا مبلغنيش ب حاجه زي دي
ف امتعض وجهها وهي تكتف ذراعيها أمام صدرها و 
ماليش دعوة بالكلام ده لو سألته دلوقتي مش هيقولك لأ
ف أخرج عيسى هاتفه على الفور كي يتصل ب يونس حتى أجابه الأخير 
أيوة ياباشا ملك هانم عايزة تخرج
وما أن تلقى الرد حتى أردف وهو يوجه حديثه ل ملك 
الباشا جاي النهاردة وهيوديكي بنفسه مكان ما تحبي
ف صاحت ملك بصوت مرتفع بالكاد استمعه يونس و بوضوح 
أنا مش هستنى هنا هروح لبابا حالا دلوقتي
وتحركت كي تتجاوز عيسى ولكنه قطع طريقها من جديد 
آسف تعليمات الباشا واضحة وصريحة.. ممنوع خروجك من هنا لوحدك من غيره
ف صړخت في وجهه ب انفعال طغى على سلوكها 
وانت مالك انت وبأي حق تمنعني
دس عيسى هاتفه بعد انتهاء المكالمة في جيب سترته الرسمية القاتمة وأجاب 
دي أوامر وبنفذها
دنى منهم مهدى بعدما خرج من القصر على أثر صوتها المرتفع.. ابتهج ما أن رآها قد غادرت مخدعها ولكنه تعجب لما تقوم به من تصرفات منفعلة غاضبة وحاول التدخل 
في إيه بس يابنتي اللي معصبك كده
ف أفصحت ملك على الفور وهي تشير صوب عيسى 
قوله يوسع من سكتي ياعم مهدي أنا لازم أخرج
ف نظر مهدي نحو عيسى الذي برر له رفضه على الفور 
الأوامر ياعم مهدي مش بأيدي
ف حاول مهدي تهدئة الوضع بينهما ريثما يحضر يونس على الأقل 
طب معلش استني شويتين يكون يونس جه أنتي عارفه هو هيوديكي مكان ما تحبي إن شالله المريخ
ف فرت دمعة من طرفها بضعف اجتاح نفسها الموجوعة من آلام الفراق البشعة وقالت بصوت انكتم في صدرها 
مش هينفع أنا مروحتش لبابا ولا مرة وسيباه لوحده بقالي أسبوع يامهدي بابا محتاجني ولازم يشوفني
ربت مهدي على كتفها محاولا استدراجها للداخل و 
عارف وحاسس بيكي رينا يصبرك يارب.. بس انتي عارفه يونس بېخاف عليكي و.....
ف قاطعته ب اندفاع وإصرار شديد 
أنا مش صغيرة عشان حد يتحكم فيا أنا حرة وأقدر أعمل اللي عايزاه
وركضت لتتجاوز كلاهما في حركة مفاجأة منها باغتتهم بها.. ف أوفض عيسى نحوها وقد استبق خطاها بالتأكيد وهو ينادي 
ملك هانم أرجوكي
وقف أمامها من جديد ف دفعته بكلتا يديها الضعيفتين وصاحت 
وسع من قدامي محدش هيقدر يمنعني
ياهانم مينفعش كده
راحت تتحرك يمينا ويسارا كي تتجاوزه ولكنه كان يحيطها بشكل أعجزها عن الفرار 
أصبري شوية بس والباشا هييجي
أشار مهدي ل حرس البوابات كي يغلقون البوابة جيدا ومشى نحوها وهو يتحدث بهدوء 
يابنتي مش هينفع تخرجي لو يونس دري بس هيخرب بيتنا
ف حذرها عيسى للمرة الأخيرة 
من فضلك ياهانم متحطنيش في موقف صعب وتضطريني لمنعك بشكل تاني
أنت بتهددني!
قالتها ومازالت محاولاتها مستمرة بدون سأم أو ملل غير مستمعة إلا لصوت عقلها ف أضطر عيسى للإقبال على فعل ما جال بخاطره من أجل إيقافها 
آسف أنتي اللي اضطرتيني ل ده
وبكلتا يداه كان يضغط بقوة على رقبتها من الناحيتين اليمنى واليسرى على العصب العاشر تحديدا والذي يسمى Vagus مطبقا تكنيك vegal stimulation.
كي يجعلها تفقد وعيها خلال لحظات.. كافحت ملك في البداية وهي تحاول خدش يداه ولكنه كان قويا للحد الذي جعلها تفقد وعيها خلال لحظات.. شهق مهدي وهو يرى ما فعله وعنفه قائلا 
إيه اللي هببته ده ياعيسى!! ده الباشا هيسود عيشتك
وقبل أن تقع كان يحملها بين ذراعيه ويسير بها للداخل وهو يقول 
الباشا أمر متخرجش مهما حصل لو على رقبتي ياعم مهدي
ف سار مهدي من خلفه وهو ينظر لوجهها الشاحب و 
يارب استرها هي هتفضل كده كتير
مش هتصحى غير لو حد أثار وعيها.. يعني هتفضل كده لحد ما الباشا ييجي
دلف وصعد بها لغرفتها مطبقا أوامر يونس التي أكددت عليه عدم السماح بخروجها وهي في تلك الحالة.. ولكن ماذا سيحدث ل عيسى جراء الأسلوب الذي اتبعه ل إيقافها! لا يعلم.. حتى إنه لم يتخيل رد فعل رب عمله حينما يعلم بما حدث هل ستكون لصالحه أن ضده.
.............................................................................
نهض يونس عن جلسته وقد أنهى الحوار بشكل مؤقت مع شقيقه كي يلحق ب ملك التي استمع لصوتها المنفعل ب آذانه ف اعتراه القلق عليها.. مؤكد سيواجه الفترة المقبلة عدم اتزان نفسي منها في ظل الظروف المحيطة بها وعليه أن يكون مستعدا ليحتويها ويمتص أحزانها.
نظر يونس ل يزيد نظرة أخيرة وقال 
هجيلك الصبح عايز أي حاجه
لم يجبه وشرد مجددا في عالم آخر غير شاعر بما حوله.. ف تنهد يونس وهو يعيد سؤاله 
يزيد مش محتاج مني حاجه
هذه المرة أيضا لم يرد وعيناه عالقة بالفراغ.. ف خطى يونس نحو باب الشقة وهو يغمغم 
لا حول ولا قوة إلا بالله
حتى بعد انصراف يونس لم يعود ل إدراكه ووعيه الكامل عقله متوقف لدى الحديث القصير الذي تحدث به منذ قليل مع يونس والذي استحوذ على تفكيره بالكامل...
منذ قليل
تنغض جبين يزيد بعدما تلقى تلك المعلومة الخطېرة من أخيه وسأل ب ارتياب لاحق شعوره 
يعني إيه حد تاني!! مكنش في غيري أنا وهو
وأجفل جفونه وهو يقول إسمها بصعوبة 
ورغدة
ف أوضح يونس مفصلا له الأمر أكثر 
اللي ضړبك پالنار كان بعيد عنك بمسافة ١٢ متر أما الړصاصة اللي ضړبت رغدة كانت على بعد ٧ متر بالظبط.. أفتكر كويس يايزيد ممكن يكون مين
فلم يسعفه عقله نهائيا ل يخمن شخص آخر

انت في الصفحة 4 من 37 صفحات