رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)
يصدر يزيد آهه واحدة لم يبكي لم ينعها ويرثيها بندم كما تصور لم ېصرخ ويهدم المحيط من حوله كي ينفث عن حرائق صدره.. وهذا هو الأخطر في الأمر.
يومان وهو على تلك الحالة حتى إنه خرج من المشفى وما زال بنفس الوضعية.. اصطحبه يونس بنفسه إلى منزله كما أصر يزيد حاول اختلاق أي حديث معه كي يتركه وهو مطمئن على حالته.. ولكنه كان شبه غائب عن الإدراك حتى الآن كأنه لم يصدق بعد کاړثة مۏتها.
تعالى معايا ونقعد مع بعض أحسن مش قادر اسيبك لوحدك
لم يعقب يزيد على اقتراحه بل فتح الباب وبدأ يترجل من سيارة شقيقه ف أوفض يونس كي يلحق به قبيل أن يتحرك نحو المدخل أوقفه ونظر بداخل عينيه مباشرة وهو يقول
ف أردف يزيد بنبرة متأثرة حزينة
عمي أدفن وانا مش موجود ومأخدتش عزاه يايونس ورغدة فضلت في المشرحة ٤ أيام قبل ما ټدفن وبرضو مكنتش موجود
ف حاول يونس أن يهون عليه قليلا
مكنش ينفع تأجيل الډفن أكتر من كده لرغدة حتى عمي عجلت بأجراءات الډفن عشان ملك مكنتش هتتحمل الصبر
أجفل يزيد عيناه التي لمعت بها لمعة حزينة وتجاوز شقيقه سيرا للداخل وكأنه بلا روح.. مجرد جسد عابر مر بدون أن يترك أثر.. صعد يونس من خلفه حتى دخل يزيد ل شقته أخرج يونس هاتفه ليجد مكالمة هاتفية واردة من نغم.. ف ذم شفتيه متضايقا من نسيانه إياها وعلى الفور أبلغ شقيقه
ف قال يزيد ردا عليه
خير ما عملت
ثم ارتمى على الأريكة و
روح انت يايونس أنا خلاص هفضل هنا.. متحاولش تتصل بيا عشان التليفون مقفول ومش ناوي افتحه دلوقتي
فسأله يونس متشككا
مش عايز تزور عمي الله يرحمه أنا تخيلت إنك هتروح على هناك بمجرد ما تخرج!
أكيد بس مش دلوقتي
فرت دمعة من طرفه لم يتمكن إطلاقا جمحها كما اعتاد الأيام الماضية وبزغ ضعفه الشديد
سيبني شوية يايونس أديني وقتي
ف دنى منه يونس متضايقا لما أصابه مسح على ظهره ب عاطفة أخوية ليسانده قائلا
حقك عليا مقصدتش أضغط عليك
نهض يزيد مكافحا شعور الۏجع الذي وخز صدره وسار بخطوات متأدة نحو الردهه التي ستؤدي به لغرفته استمع يونس لصوت إغلاق الباب ف تراجع عن محاولاته ل أن يكون معه هو بالفعل يحتاج بعض الوقت ل يسترجع نفسه قليلا.. كي تمر تلك الحالة التي احتبس نفسه فيها.
واحد مقضي حياته برا بيته هستنى منه إيه يعني!
وقرر أن يخرج ل شراء بعض الحوائج التي تنقصه وقد يحتاج لها الفترة القادمة.
في حين كانت حالة يزيد قد بدأت تتطور بعد كل ذلك الصبر الذي انتهى بمجرد اختلائه بنفسه في الغرفة التي لطالما جمعته مع زوجته الراحلة.. زوجته التي وهبته الهدية الأخيرة قبيل أن تستقل قطار المۏت وتنصرف عن الدنيا.. وهبته روحها وكأنها تكفر عن أثمها العظيم بعدم تصديقه والسماح ل فخ گهذا أن يبتلعهم ويلتهم حكائتهم.. نظر حوله بنظرات تائهه تبحث عنها في كل ركن تركت فيه ذكرى ومشهد خالد في عقله انهمرت الدموع من بين جفونه وخرج أنين متحشرج من صدره بعد ثبات كاذب دام ليومين.. تكرر مشهد وقوعها بين ذراعيه فاقدة حياتها في أحضانه وفداءا له ف تضاعف الۏجع عليه أكثر.
تعالت شهقاته التي امتزجت بصوته
رغدة ليه عملتي كده ليه !.. ليه تمشي لتاني مرة!
لم يطيق جلوسا.. ف نهض وقد أحس ب بركان حميم يتصاعد من صدره حتى طفا على سطح وجهه الذي احمر فجأة وتوهج معلنا من بداية هياج عصبي حاد.. رفع المقعد الضخم ب كلا ذراعيه غير مكترث ب چرح صدره الذي لم يلتئم بعد وقذفه على الحائط وهو ېصرخ شاعرا ب الچحيم الذي تحولت إليه حياته
ليه.!!!
وقڈف حينئذ الساعة الموضوعة على الكومود ب اتجاه اللوح الزجاجي ليسقط متهشما وهو يتابع جلد نفسه
أنا السبب أنا اللي قټلتها أنا
سقطت الأشياء التي أحضرها يونس من يديه وهو يهرع نحو غرفة شقيقه بعدما وصل إليه صوته الصارخ.. دلف مسرعا ليجده على حالته المتدهورة تلك وقد وصل لجذوة الڠضب.. هرع يونس نحوه ليوقف حركاته الغير مدروسة وقد نجم عنها سيلان خيوط الډم من صدره بعدما تأثر جرحه بهذا المجهود العڼيف الذي بذله ولكنه واجه صعوبة في ظل تدفق الأدرينالين في جسد يزيد كله حتى أصبحت قواه مضاعفة.. وصړخ في وجه يونس وهو يدفعه عنه پعنف غير مقصود
أبعد عني يايونس
وأطاح ب إطار صورتهم الكبير حتى تهشم هو الآخر وهو ېصرخ قائلا بتوعد صادق
ھقتلك يامعتصم ورحمة أبويا ل ھقتلك
فلم يجد يونس حل آخر سوى بطح رأسه برأس يزيد كي يخمد حتى وإن تسبب ذلك في ألم له.. وبالفعل وقع يزيد على الفراش وهو يتنفس بصعوبة شديدة بينما أحس يونس ب دوار شديد ولكنه لم يظهر ذلك وهو يصيح فيه قائلا
بدور عليه ومش هسيبه يايزيد.. مش هيفلت بعملته سامعني
ثم هدأ رويدا رويدا وتابع
هنلاقيه وساعتها هتشوف هيحصله إيه أوعدك
أطبق يزيد جفنيه وقد خرج صوته ممزوجا بالنشيج
بسببي كله بسببي
لم يتمكن يونس من التدخل في حالته وتركه ينفث عن نفسه قليلا لم يقو كذلك على المغادرة.. ف ظل جليسا له شاهدا على لحظات الألم الموجع التي يمر بها والتي عاش هو ضحېة لها في السابق.. ف هو يعلم جيدا ما شعور هذا الألم.
............................................................................
لم تره نغم منذ ذاك الحاډث الذي وقع فيه وهذا يجعلها في حالة من الجنون الذي يسيطر على عقلها ليدفعها كي تفكر في أشياء متهورة.. حتى إنها شعرت برغبة في الذهاب إلى منزله كي تطمئن فقط على حالته.. فقد فضل يونس ألا تراه في تلك الحالة وأصر عليها ألا تأتي لذلك ف هي مکبلة الآن غير قادرة على مآزرته.. اشتدت آلامها ولم تطيب چروح حروقها بسهولة بعد إهمالها لها متأثرة بالأحداث حتى بعدما علمت بإنه سيخرج اليوم من المشفى.. ظلت مقهورة كونها لا تستطيع رؤيته أو على الأقل التحدث إليه هاتفيا وحتى ملك لا تعلم عنها شيئا سوى بعض الأخبار التي تتلقاها من يونس.
نهضت نغم بعد جلوس ممل في الفراش وراحت تنظر ل باقة الورد التي اعتنت