رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)
انت في الصفحة 1 من 37 صفحات
دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني
الفصل 48
وما الماضي إلا حياة أخرى لا يمكنك اجتثاءها.. ستحيا معها مرغما عليها مجبرا على تقبل أوجاعها مهما كانت مؤلمة.
يمر ب لحظات عسيرة للغاية لحظات أحيت بداخل أغواره ذكريات مؤلمة.. لا سيما إنه عاش مثيلتها في السابق وهو الآن يعايش أضعافها ليس فقط شقيقه الراقد على فراش بالمشفى فاقدا لوعيه منذ ثلاثة أيام والذي استسلم ل غيبوبة طويلة.. بل و ۏفاة عمه أيضا والتي كلفته مجهود نفسي وبدني مضاعف.
زفر يونس وهو ينظر ل يزيد الراقد على الفراش وقد توصل جسده بالأجهزة الطبية وهبطت نظراته حتى بقيت على چرح صدره الذي لم يتعافى بعد.. رصاصة كادت تلمس أهم شرايين القلب ولكن حدثت المعجزة ولم تصبه مقارنة بحالة رغدة التي أصيبت ب رصاصة قطعت الشريان الأبهر ومنعت وصول الډم للقلب ف أحدثت فاجعة في التو واللحظة.
ألو تمام يانينة
وتنهد وهو يجيب على سؤالها عن حالة يزيد
لأ لسه مفاقش الدكتور بيقول حالة نفسية هي اللي اتسببت في الغيبوبة دي.. يعني شبه رفض للواقع
حك يونس جبهته وتابع
مش هقدر يانينة ملك من ساعة ما وديتها المزرعة وهي حابسة نفسها في الأوضة حتى مش راضية تخرج منها.. هجيبهالك إزاي!
مش عارف هعمل إيه أنا محتاج أتكلم معاه بس وأفهم اللي حصل
وتقلصت تعابير وجهه ب امتعاض ظل دفين صدره طوال الليالي السابقة وهو يجهل حقيقة ما حدث خاصة وأن موقع الحدث لم يكن فيه ما يدل على أي شئ يوضح كيف وقع الحاډث.
نفض يونس رأسه بعدما انغمس عقله في التفكير مجددا وانتبه لصوت كاريمان أخيرا
أغلق المكالمة حينما كان مساعد الطبيب يقترب منه أحس ب رؤيته المشوشة تزداد لتحجب عنه صحة الرؤية ف اعتصر جفونه وفتحها مرة أخرى قبيل أن يتحدث
أنا حاسس إني مش شايف قدامي مفيش حل
ف عرض عليه الطبيب على الفور
خلينا نعلق لك محاليل ولازم تاكل حاجه
حاضر هبعتلك ال nurse الممرضة حالا
ابتعد يونس عن الغرفة قليلا وجلس على المقاعد الحديدية المخصصة للزوار في الردهة المقابلة لحظات وكان عيسى يلحق به.. ناوله عصير فواكه معلب بنكهة التفاح وهو يقول
أشرب أي حاجه ياباشا بقالك ٣ أيام عايش على القهوة والشاي كده مينفعش
مش عايز لما يقوم يزيد واطمن عليه
ف جلس جواره و
متقلقش عليه يزيد قلبه جامد وهيعدي منها
ف ذم يونس على شفتيه متشككا في ذلك
معتقدش هيعدي بالساهل لما يعرف اللي حصل
حضرت الممرضة على الفور وأشارت له كي يتحرك معها
اتفضل معايا يافندم عشان نعلقلك المصل
ف اضطرب عيسى وهب واقفا وهو يسأل مذعورا
مصل إيه ياباشا
ف أشار له كي يهدأ و
في إيه ياعيسى متقلقش أوي كده ده مجرد ڤيتامينات بس.. خليك هنا جنب يزيد وانا شوية وراجع
واصطحبته الممرضة بالفعل ل إحدى غرف المشفى التي خصصت ل استقباله كي يوضع له بعض المحاليل التي تعوض الإرهاق الشديد الذي يعانيه وما زال مكابرا.
مدد بدنه المجهد على الفراش وعلق بصره على السقفية تاركا ذراعه اليسرى لها.. وشرد ب ذهنه على الفور فيها شعر بوخزة الأبرة وكأنها وخزت قلبه.. أحس بالضيق الشديد يجثم على صدره وهو يراها أمامه مجددا ب مشهدها الضعيف ذاك والذي حفر في ذهنه وحواسه.. ما زال يستشعر بمشاعره كل شئ حدث في تلك الليلة بداية من اتصال الطبيب الذي قطع لحظتهم الرومانسية وحتى هرع معها للمشفى كي يرى إبراهيم للمرة الأخيرة وقبيل إتخاذ إجراءات تغسيل الجسم وتكفينه.
كانت في حالة لا يرثى لها لم تصدق إنه رحل عن دنياها بهذه السهولة وهي التي نشدت وتأملت في حياة جديدة معه خالية من قهره وظلمه لها.. دخلت في حالة ممشوجة من الصړاخ والبكاء الهيستيري راجية رؤيته للمرة الأخيرة ولكنها كانت ستنهار وتدوم حالتها تلك إلى ما لا نهاية لذلك أصر يونس متشددا ب قراره ألا تراه بعدما أنهاه المړض واجتث روحه.
عودة بالوقت للسابق
كانت مڼهارة لأقصى حد يمكن وصفه وجهها الأحمر وعيناها التي فاضت ب كم غزير من الدموع وكأنه فيضان أغرق وجهها وعنقها صوت صړاخها المستغيث يدوي بين جدران المشفى وقد عجزت الممرضات عن كبح حركاتها حتى تمسك بها يونس جيدا ومنعها من الدخول إليه رغم توسلاتها
أشوفه أشوفه بس.. مش معقول يكون سابني لوحدي ومشي
كان متماسكا بصعوبة كي يكون قويا أمامها على نقيض ما يحمله من شق انشق في قلبه.. ورفض رفضا قاطعا
مينفعش ياملك خلاص بيجهزوه عشان يتكفن
ف صړخت في وجهه رافضة تقبل واقعا مأساويا گهذا
لأ عايزة أشوف بابا.. يابابا أنا هنا متسيبنيش يابابا!!
ف أشار يونس للممرضة كي تتدخل في الأمر وهو يصيح فيها
أعملي أي حاجه انتي بتتفرجي عليا!
ومازالت صرخاتها وحركاتها الهوجاء العڼيفة تحاول السيطرة على قبضات يونس التي أحكمت عليها
سيبني اروحله يا بابا!
ف ضمھا لصدره وهو يكتف ذراعيها خلف ظهرها كي يتحكم في حركتها أكثر وأصبحت رأسها ملاصقة ل كتفه وهو يهمس بجوار أذنها
أهدي ياملك أرجوكي أرجوكي
دنت الممرضة منهم وهي تحمل أبرة طبية محملة بمواد مهدئة كي ترخيها وتخمد ثورتها الثائرة ف أشار لها يونس برأسه وما زال يتحدث ل ملك كي تلتهي عما يحدث
أهدي وانا هخليكي تدخلي عنده
ف تعالت شهقاتها وهي تنادي عليه گالضائعة التي فقدت حتى هويتها
بابا متعملش فيا كده متخلنيش أعيش بالذنب ده أرجوك.. يابابا
انتزعت الممرضة سن الأبرة من ذراعها بعدما ضخت كل محتواها بينما لم يهدأ بكاء ملك وصړاخها على الفور استغرق الأمر منها لحظات طويلة حتى أحست ب طاقتها قد بدأت تضمجل وتضمحل حتى تراخت نهائيا.. تركت بدنها الذي صمد طويلا ليرخو بين ذراعيه اللاتي لم تتركنها بل إنه ضمھا لصدره الدافئ أكثر بعدما اندفن وجهها فيه وهنا ترك العبرة التي منعها لوقت طويل تسقط من بين جفونه لتقع تماما على شعرها الذي انغرست فيه دمعته الحزينة.
عودة للوقت الحالي
خرج يونس من أوج تركيزه على استعادة ما حدث في ذهنه على صوت عيسى الذي أتى له بالبشرى
باشا يزيد فاق والدكتور عنده
ف انتفض يونس من نومته وسرعان ما