رواية اغلال الروح للكاتبه شيماء الجندي الجزءالثالث (كاملة)
رأسه بالسلب وصړخ بها بذهول ليه هي باين عليهاااا أصل أنا لسه عارفهم من قريب
هزت رأسها بالإيجاب و صاحت به غافلة عن مقصده الحقيقي ايوااا طبعا
ضړب بكف يده فوق جبهته بخفة و هو يردد پصدمة يانهار أسود ياعيلة المفاضيح انتوااا
اڼفجر سليم ضاحكا بقوة على حديثهم وقد أيقن أنه يتحدث باتجاه و هي تتحدث بعفوية تامة عن حزن شقيقتها لتظن أنه يسخر منها و من تعاطفها فاندفعت فجأة بحديثها و صاحت به معنفة إياه
و استدارت تعود إلى الأريكة و تجلس فوقها بحزن شديد تاركة دموعها تهبط فوق وجهها تاركة إياه في حالة من الذهول و التوتر بينما أردف نائل بعدم تصديق إيه البت النوتي دي واحدة تقفل شوارع وبلطجية و التانية أخرها في الزعيق أنا بكرهك
تنهد سليم و أردف بتوتر وهو يتجه إليها مش لدرجة العياط يعني
و بالعودة إلى الزوجين المشتتين قد تصاب بالذهول حيث اعتدل آسر و شرع بارتداء ملابسه شاردا و عينيه مستقرة فوقها بينما هي تنظر إلى بصمت دام دقائق معدودة قبل أن تعتدل هي الأخرى و تجذب الغطاء فوقها جيدا تستند إلى الوسائد خلفها محدقه بظهره بعد أن انتهى من ارتداء بنطاله هامسا لها بسخرية لاذعة
تجاهلت كلماته و تركت رأسها فوق الوسادة بصمت إلى أن أمسك فستانها الملقى أرضا و توجه إلى الخارج لتقف و ترتدي منامتها باحثة عنه بعينيها إلى أن ظهر بعد لحظات يدلف إلى المرحاض و هي خلفه لتشهق حين وجدته يشعل النيران بالفستان مفسدا إياه عن عمد و مراقبا تفاقم ألسنة النيران أمام عينيهما و هو يواصل همسه المټألم مشيرا إلى اللهيب المتصاعد
ثم تحرك يفتح الصنبور مخمدا النيران و غادر تاركا إياها تحدق بأثره بعد أن أردف بتحذير
حتى لو مش عيزاني هفضل حاجز بينك و بين أي راجل في الدنيا ياسديم
عادت عينيها المرهقة تحدق بقطعة القماش المحترقة وبالرماد المتناثر حولها ثم تنهدت وكادت تعود إلى الفراش لكنها توقفت تنظر إلى الآثار المتعمدة التي خلفها على بشرتها
ماشي وماله ياآسر هلبسلك اللي نفسك فيه بس والله لأندمك على الليلة دي
وكل ما أدركته منذ أن قرعت طبول ولهي بك أن روحي تتوهج بأنوار عشقك و تتوهج بنيران هجرك و تنطفئ حين تنسكب فوقها كلماتك القاسېة في لحظة ڠضب عابرة وداخل أحضانك نصبح أنا وروحي غرباء تتمنى هي البقاء و كبريائي يدفعني إلى الرحيل و كأن روحي المتيمة داخل حلقة من التناقضات ولن تغادرها إلا بأمر روحك
دا مش أسلوب ياآسر طالما قولت هتتمسك بيها من الأول كان المفروض تكمل مش تتخلى عنها وبعدين متعبتش نفسك وسألتها بتاخد الحبوب ليه و بتعمل كدا ليه مع سليم بدل ما أنت نازل بدبشك عليها
رفع آسر حاجبه بذهول و ردد پغضب من تناقضه والله دلوقت بقيت غلبانة لو الذاكرة مش پتخوني فكلامك عنها كان عكس كدا تماما
تنهد رائف و أردف بخشونة و هو يعتدل بجلسته مستندا إلى المنضدة الفاصلة بينهما الكلام دا كان قبل ماحضرتك تتكلم دلوقت و أبدأ اجمع خيوط القصة و أشوف ردود أفعالها الغريبة خصوصا إنها بعدت عنك أهي يعني مش طمعانه فيك
كاد بتحدث لكنه قاطعه مردفا بسخرية بلاش غباء على رأيها سليم إيه اللي هي بتحبه وهي واحدة زي دي محتجاك كوبري عشان توصل لسليم دي من أول يوم وهي علاقتها بيه تمام أوي و كان سهل توقعه سليم آه قريب منها بس كصديق هو عارف سرها مش أكتر
عقد آسر حاجبيه و سأله باهتمام بعد أن أثار انتباهه حديثه العقلاني يعني هي خاېفة تتكلم معايا و بتشارك سليم أسرارها
صمت رائف لحظات قبل أن يردف بتردد مفسرا ما يدور حولهم أو أسرارك أنت
رفع الآخر حاجبه مزدردا رمقه ليحقق صديقه مخاوفه ويواصل حديثه قائلا آسف ياصاحبي بس كل دا ملهوش غير تفسير واحد سليم و سديم يعرفوا حاجة غريبة عن عمو رأفت و الحاجة دي هي اللي خلقت الكره والعداوة من ناحيته لسديم وبقا عايز يخلص منها
كاد يرد على حديثه لكن ارتفع صوت هاتفه معلنا عن مكالمة من زوجة عمه نريمان التي لا تتحدث بهذا الوقت المتأخر من الليل إلا في حالة وجود کاړثة و بالفعل حين أجاب أبلغته أن الجدودة بحالة سيئة داخل المشفى و تطالب بتواجده في الحال
فر إلى مقر المشفى الذي لم يبعد عن المقهي بمسافة كبيرة و حين وصل إلى الغرفة ودلف خرج الجميع بأمر الجدة التي ظلت تحدق به وتتأوه للحظات ثم أشارت إليه بالاقتراب و وضعت يدها المسنة فوق يده تهمس له برجاء ساا م حني ياا بني
مال بأذنه فوق يحاول الاستماع إلى همسها أو التأكد من طلبها الغريب فكررت الرجاء و أكملت بصوت متحشرج ساا محڼي عشان سي بتك ليها تد م ر طفولت ك و شباب ك
سامحني عشان سيبتك ليها تدمر طفولتك و شبابك
أغمض عينيه متمنيا أن تخطئ ظنونه فلم يتمكن أحد من فعل ما تتحدث عنه سوى واحدة فقط
و لكن الجدة لا ذنب لها فهي لم تتركه لحظة واحدة منذ ۏفاة والدته
كاد يبتسم لها و يربت على يدها نازعا شعور الذنب منها لكنها واصلت بما أوقف جميع حواسه عن العمل حيث همست له قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة
هه س يلا كا نت أخ تك من أب وك يا آس ر من عش يقته روزال يا
خمحم
وغادرت أرض الظلم و الظلام إلى دار الحق تاركة نيران الماضي تشتعل بين أفراد العائلة التي ظنت أنها أحسنت صنعها و أفاقتها من وهمها محتالة تحمل من المبادئ مالم تزرعه هي داخل سليلها
الفصل الخامس والثلاثون طلاق
من المتعارف عليه أن عواقب الزلازل الأرضية وخيمة حيث تتسبب في هبوط
مستوى الأرض أو تساقط الصخور من
قمم الجبال و قد تتسبب في ټدمير المنشآت والبنى التحتية مثل المباني والطرق ناهيك عن اندلاع الحرائق في بعض المناطق هكذا يحدث لأرواحنا بعد كل حد ألم نعاصره يزلزلنا و يهبط بمستوى توقعاتنا بالبشر فتتساقط صخور ثقتنا من قمم جبال المحبة و تتدمر البنية التحتية للعلاقات بعد اندلاع حريق هائل بين ثنايا قلوبنا يترك فقط الحطام و نمضي ببقايا أرواحنا المحترقة بل المؤلم أن عواقب الزلازل الأرضية يمكن تفاديها و إصلاحها مع الوقت أما زلازل أرواحنا تترك ندبات و تشوهات تتشكل على هيئة كلمة واحدة داخلنا تدعى الماضي الذي يلاحقنا و يلازمنا فقط بهدف تجديد الألم كلما حاولنا أن نصبح على مايرام
وقفت سديم تراقبه بعد أن أغلق باب منزلها وبدأ يتقدم منها بخطوات هادئة يحدق بها بأعين مشټعلة وملامح جامدة لتمسح عينيها المشتاقة جسده وتبلل بتوتر من عجزها عن مداراة ركض روحها تجاهه رغم اختفائه شهر كامل منذ ليلة ۏفاة الجدة المسنة
شهقت بفزع حين أفاقها من شرودها ي
نظر حوله ثم أردف متجاهلا سؤالها وهو يبحث بعينيه داخل المنزل الخاص بها نيرة في مدرستها
اكتفت بهز رأسها بالإيجاب مزدردة رمقها پخوف داخلي من طريقته الغريبة خاصة بعد ماحدث وبدأ عقلها ېصرخ بها أن سؤالها لا محل له من الاعراب كيف يصبح بخير بعد فقده الجدة الحبيبة أم أن الجدة قصت عليه أمر ما حين استدعته قبل ۏفاتها لكن سليم أخبرها أنه حين خرج من الغرفة أعلن ۏفاتها و اختفى فإن علم بتلك الکاړثة لهدم المشفى فوق رؤوس الجميع ورغم أنها كانت تخالفه الرأي خاصة أنها تعلم معنى الصدمات جيدا لكنها طمأنت حالها أنه يجهل الحقائق
وسليم
صمتت تحاول تفسير سؤاله ليوضح لها غرضه وهو يتحرك إلى الغرفة جاذبا إياها من يدها ساخرا ماهو شبه عايش معاكم
توقفت عن السير معه بعد كلماته الساخرة و حاولت جذب يدها منه غاضبة من طريقته المريبة معها لكنه تمسك بها رافضا تركها لتسأله بدهشة واستنكار
هو دا اللي أنت عايز تقوله بعد شهر مختفي فيه
لأ عايز أقول حاجة تاني هتسمعيني
رمشت بعينيها بتوتر و ڠضب من تخبطها و ضعفها أمام همسة واحدة منه كيف يصل بها الحال إلى تلك الدرجة أين ذهبت سراشتها و كيف يتلاشى تمردها كلما اقترب منها هذا الرجل
هتسمعيني ياسديم
وقفت خارج مدرستها تتحدث إلى زميلاتها إلى حين وصول السائق الذي تأخر اليوم على غير عادة و بينما
هي تعبث بهاتفها بهدف التحدث إلى شقيقتها أردفت فتاة منهن بنبرة حماسية
واو دا البوي فريند بتاع مين بقاا
واجابتها الأخرى بإعجاب صريح و كأنها تحاول أن تتذكر أين رأت هذا الرجل
شكله كبير عننا شوية نيرة أنا حاسة إني شوفته قبل كدا بصي كدا
رفعت عينيها عن الهاتف بتذمر من حديثهن الممل و نظرت حيث أشارت الفتاة وهي على وشك أن تنكر معرفتها به لتعقد حاجبيها و تشير بإصباعها تجاه سليم متسائلة بحدة طفيفة
بتتكلموا عن دااا
اتسعت عيني الفتاة حين نظر إليهن و بدأ يتجه نحوهن ببسمة صغيرة زادت من وسامته و ضاعفت إعجابهن به و همست بتشجيع ظنا منها أنه تقدم حين أشارت نيرة نحوه
براڤوا يانيرة سيبوني أنا بقا أكلمه
مساء النور يانيرة احنا بخير و أنت يومك كان عامل إزاي
خرجت كلماتها التلقائية بغيظ بالغ و هي تنظر تجاه الفتيات حين مر بجانبهن أثناء رحيله
مفيش مكان غير دا يعني عشان تقف فيه و بعدين نزلت ليه أصلا كلمني و أنا اجيلك زي كل مرة مش لازم تعمل عرض قدامهم يعني وبعدين جاي ليه أصلا
عقد نائلحاجبيه من أسلوبها الفج و عصبيتها بينما هو لم يفهم سر هجومها عليه و أغضبه طريقة حديثها الآمرة و كأنه مجبر على مايفعله لذلك احتدت نبرة صوته فجأة و أردف باستنكار
إيه قلة الذوق دي هو أنا هستأذنك قبل ماأركن عربيتي وشو إيه اللي أعمله قدام شوية العيال دول
اتسعت عينيها و أزاحت حقيبتها المدرسية فوق الأريكة ثم مالت بجذعها العلوي إلى الأمام تشير إلى نفسها صاړخة به پصدمة جلية و ڠضب
أنا عيلة
كاد يفرغ شحنة غضبه بها لكن صاح نائل بدهشة حين وجدها غير منصفة وتحاول الإيقاع ب سليم بطريقة غير معتادة منها
هو حد جيه جنبك بيقول عليهم هما
لم يدرك نائل أنه يؤكد على ما أغضبها بعفويته لتصرخ به بعد أن استعادت كلمات الفتيات مرة أخرى بعقلها
مانا ابقا عيلة زيهم مش أنا في نفس سنهم أنت عايز تدافع عنه وخلاص يانااائل
أشار إلى سيارته التي وصل إليها سليم للتو و أردف باستسلام وإرهاق
باااس أنا لا بدافع و لا بتنيل و لا بحب خناقات العربيات دي أصلا وقف أهي عربيتي ياعم سليم خليني أشوف فهد وصل لإيه
و بالفعل فور أن توقف هبط من السيارة و هبطت هي أيضا تتجه إلى المقعد الأمامي و تجلس به تنظر إليه پغضب بينما هو يحدق بالطريق بصمت متجاهلا إياها بعد طريقتها الفظة بالتعامل معه والتي نبهها إليها عدة مرات شعرت بالحرج بعد أن أعادت
الموقف بعقلها و اكتشفت أنه بالفعل لم يتسبب لها بضرر بل كان يقف باحثا بهاتفه و غير منتبه لهن وحين وجدها ابتسم لها بعفوية رغم جميع مايدور بعائلته اهتم لأمرها
ازدردت رمقها بتوتر طفيف ثم زفرت أنفاسها بضيق بعد أن طال صمتهم لتردف محاولة إعادة مجال الحديث والثرثرة بينهما
على فكرة أنا بقيت شاطرة في ال جدا
لم تحصل على رد منه بل اكتفى بنظرة جانبية بعدها نظر أمامه يواصل سيره دون أن يعيرها اهتمام بل ووضع سماعة الأذن يجري عدة اتصالات هاتفية تخص عمله تاركا إياها تجلس صامتة إلى أن وصل إلى منزلها و هبط من السيارة يتجه إلى داخل البناية فسألته بدهشة
إيه دا أنت جاي معايا
تجاهلها وكاد يواصل سيره لتردف بتذمر بعد أن تشبثت بذراعه داخل المدخل الخاص بالبناية تهمس له بأسف
سوري مقصدش اعمل كدا بس هما اللي ضايقوني
عقد حاجبيه من كلماتها و سألها باهتمام بعد أن توقف و اعتدل بجسده مواجها إياها
مين دول صحابك ضايقوك إزاي
احتاجتها سعادة داخلية لظهور هذا الاهتمام الصادق على ملامحه خشية تورطها مع زميلاتها في حين أنه يشتعل من تصرفها الفظ معه
اندهش حين توترت ملامحها و عضت على شفتها السفلية تنظر إليه بخجل و قد وضعت حالها بمأزق
هما مضايقونيش لااا آآ همااا بصراحة يعني آآ اتكلموا عليك هه
أشار إلى نفسه بعد أن استند إلى الحائط خلفه منتظرا سماع أسبابها عاقدا حاجبيه يسألها باستنكار
علياا أنا ليه وأنا أعرفهم منين
ازدردت رمقها من صعوبة الموقف و زفرت بضيق حين شعرت أنها عاجزة عن تفسير ما حدث و هي إلى الآن تجهل سر ڠضبها الشديد من إعجابهم به لتردف بعد تفكير
أصلهم كانوا فاكرينك بوي فريند حد من المدرسة
و جاي تاخدها
و واصلت بعد أن ظهر
الضيق بنبرتها دون شعورها و عمالين بقاا تعرفيه متعرفيهوش شكله مش غريب علينااا ولما لقوك جاي عليا قليلة الذوق بتقولي اسكتي وأنا هكلمه على أساس إيه يعني تقول كدااا
امممم و دا يضايقك أوي كدا
ريلييي لأ هو السؤال الصح دا يبسطك أوي كداااا
هز كتفيه بلا مبالاة و همس بعبث غامزا لها
أنت شايفة إيه المفروض أضايق
زمت پغضب و تحركت مبتعدة عنه بعد أن خرجت عن طور هدوئها تصعد السلم بسرعة صائحة به بحدة
أنا شايفة إن دي كلها بواخة منكم و كلكم أسخف من بعض و متجيش تاخدي تاني من المدرسة و لو عايز تزعل إتفلق قال دا يضايقك قااال سخيف زيهمممم
أنا قولت إيه غلط دلوقت
بسألك إيه اللي مزعلك