رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن (كاملة)
من عينيه السوداء وأنفه الحاد يتسع ويضيق بسبب تنفسه الغير منتظم الذي ينم عن
التعليمات دي مش عليا.. أنا مش هسيبه يحكم البلد وياكل الجو
ضړب على زجاج باب الشرفة وهو يسير بعصبية والڠضب يتملكه
أجاب بعد الاستماع للكلمات بعصبية شديدة
وأنا مش موافق.. أنا أحق من جبل أنا بسحب منهم كتير بيتوزع ولا لأ ميخصش حد المهم إني بسحب
جبل لولا أهل الجزيرة مكنش وصل للي هو فيه ده.. ومسيرهم يقلبوا عليه ويعرفوا الخطړ اللي هو محاوطهم بيه
تنفس بعمق وأغمض عيناه يضغط على الهاتف بيده
يعني ده آخر كلام عندك
مرة أخرى أردف بنفاذ صبر وضيق شديد
وأنا مش موافق والبلد مش هتشيلنا إحنا الاتنين.. هتشيلني لوحدي
ثم أغلق الخط بوجهه وألقى الهاتف على الأريكة جواره صمد قليلا ثم ضړب الطاولة بقدمه بعصبية شديدة وقهر من جبل العامري وما يفعله صارخا باسمه پعنف وصوت عالي
وقف على قدميه ينظر إلى الفراغ قائلا بتوعد وكره
مش هسيبك يا جبل.. مش هسيبك
في المساء
احتجزت وجيدة الفتاة الصغيرة وعد معها منذ تناول العشاء وهي جليسة المكان الذي تكون به لأ تريد الإبتعاد عنها نهائيا بل بقيت تنظر إليها كما أنها لو ترى ابنها الراحل هو الذي أمامها وتنتقل
اردفت بسعادة وهي ترفعها على قدميها
تعالي هنا بقى.. أنا مش هسيبك خالص
أنا حبيتك أوي يا تيته ومش عايزة اسيبك
اتسعت ابتسامة وجيدة وأصبحت من الأذن إلى الأخرى ورفرف قلبها فرحا بحديث حفيدتها
جلست على قدميها معتدلة ونظرت إليها وتفوهت بالكلمات من بين شفتيها بحماس
بجد
أومات الأخرى إليها سريعا تؤكد محركة رأسها من الاعلى إلى الأسفل
طبعا مش هسيبك تمشي خلاص
طب والمدرسة يا تيته
اتسعت عينيها وهي تحل مشكلتها الكبيرة قائلة بحماس وحب كبير يظهر في كل لمسة وكلمة تخرج منها إلى الطفلة
هنحول لمدرسة هنا في الجزيرة
سألتها وعد بتركيز
فيها pool وملعب كبير علشان الرياضة اللي بتعلمها
حركت رأسها بعدم فهم وضيقت عينيها متسائلة بجدية ناظرة إليها
أجابتها بهدوء ورقة وهي تبتسم بطفولية
يعني حمام سباحة..
أكملت حديثها إلى جدتها وهي تشير بيدها الاثنين تشرح إليها أكثر
حوض كبير أوي كده يا تيته بيبقى فيه مايه كتير أوي نقدر ننزل نسبح فيه ونتعلم السباحة..
رفعت رأسها للأعلى وقالت ببساطة
آه زي اللي قدامنا كده.. شوفتيه
حركت رأسها نافية
لأ
قالت جدتها بحنان وحب
وأكملت الجلسة معها بكثير من الحب والحنان الذي يفيضان منها إلى ابنة ولدها وفلذة كبدها الراحل التي لن تتركها ترحل مهما حدث..
في الخارج سارت إسراء في الحديقة الخاصة بالقصر والذي كانت كبيرة للغاية إذا سار بها أحد لا يعرف معالمها يضيع داخلها إلا إذا أنقذه أحد..
ظلت سير في الحديقة وتتأمل كل شيء بها بتلك العيون الزرقاء الرائعة وهناك نسمة باردة تأتي عليها تحرك خصلات شعرها الذهبية الحريرية لتبقى سابحة في الهواء..
عيناها تنظر إلى النجوم مرة وإلى الطبيعة المحيطة بها مرة أخرى والهواء يأتي من النيل ورائحة المياة تفوح في المكان على الرغم من أنها تبتعد عن هنا بكثير.. ولكن ربما هي المياة التي بالخارج..
انخفضت لتعبر من أسفل تلك الأسلاك الموضوعة لا تعلم أهي حماية أم لتدخل في لحم جسدهم..
وقفت وقلبها يدق پعنف وخوف كبير وداخله يقرع من الفزع الذي تعرض إليه عندما استمعت إلى صوت غريب صعق أذنها
اقفي عندك
استدارت تنظر إلى الشخص الذي ارعبها فوقع قلبها بين قدميها ليس فقط اړتعب واتسعت
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الثاني
ندا_حسن
وقفت ثابتة لا تحرك ساكنا.. كل ما يتحرك بها عينيها الزرقاء المتسعة تنظر إليه پذعر ورهبة كبيرة احتلت معالمها وجعلت قلبها يدق أسرع وأسرع في كل ثانية تمر عليه شاعرة أنه سوف يخرج من مكانه بسبب كثرة الطبول به..
حركت عينيها عليه دون حديث تنظر إلى وجهه الغاضب وعينيه السوداء التي تنظر نحوها
ذلك الطول الذي كاد يبتلع جسدها ويخفي عليها الضوء وهو يقف أمامها مع نظراته وذلك
خرج صوته بخشونة يتسائل ناظرا إليها بعمق
ډخلتي هنا إزاي
من.. من.. هناك البوابة
حرك يده بالسلاح وسألها مرة أخرى بنفس نبرته
ډخلتي من البوابة إزاي وبتعملي ايه هنا
عادت خطوة للخلف بقدمها لا تعلم كيف استطاعت فعلها وأجابته بړعب شديد
هما فتحوا البوابة ودخلت
تحرك أكثر من خطوة نحوها غير الذي ابتعدتهم ېصرخ عليها بغلظة وقسۏة
أنتي هتنقطيني بالكلام.. انطقي يابت بتعملي ايه هنا
أنا هنا مع أختي.. دخلنا سوا
أنتي هتستهبليني يا بت أنتي.. أختك مين دي اللي دخلت هنا.. تعالي دا أنتي يوم أهلك أسود
يجذبها خلفه وهي معه لا ترى من الأساس يسير هو أمامها بجسد ضخم طويل للغاية إن نظرت إليه ترفع وجهها إلى الأعلى وكأنها تنظر للسماء وعريض المنكبين يغطي