رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن (كاملة)
الدرج قابلتها ذكية التي تحدثت قائلة بعد أن أبصرتها
كنت طالعة ليكي يا ست هانم.. جبل بيه مستنيكي في الصالون
دققت النظر بها ورأسها به ألف وألف سؤال عن ما الذي يريده منها! أومأت إليها وهبطت بهدوء متجهة إليه
ولجت إلى الغرفة وهو جالس كما رأته أول مرة تقدمت وعينيها لا تستطيع الإبتعاد عن خاصتيه المخيفة الثابتة وكأنه يجبرها على النظر إليه لتعرف إلى أين أتت..
نعم يا جبل بيه
تقدم للأمام في جلسته اتكأ بيده الاثنين على قدميه ورفع عينيه إليها بجمود وحدة يرسل إليها قال بصوت حاد جامد خرج بخشونة من فمه
وصلتي الجزيرة إزاي
أجابته ببساطة وهي تشير بيدها بعفوية
بصراحة الوصول كان صعب أوي يعني مش هكدب عليك.. المرة اللي جيت فيها هنا كانت بالطيارة
وصلتي الجزيرة إزاي
ابتلعت ما بجوفها وهي تنظر إلى عينيه المخيفة بذلك اللون الأخضر الغريب فقالت سريعا
ده واحد صاحب يونس الله يرحمه هو اللي دلني على الطريق بعد ما كنت تعبت ومش عارفه أوصل
اسمه ايه
أردفت باستغراب جلي ما السبب وراء كل هذه الأسئلة الغريبة
عماد ابراهيم
أومأ إليها بعد أن علم هويته نظر إلى الأرضية ثم مرة أخرى إليها بجمود أكثر وحدة ترهبها أكثر من السابق تسائل بجدية وبرود
جيتك هنا غريبة.. جاية ليه
ما كانت إلا تتحدث ودخلت والدته وجيدة والإبتسامة على وجهها بالرغم من أن ملامح وجهها حادة للغاية ومخيفة بعض الشيء جلست وهي تقول بجدية وهدوء
متعرفيش أنا
فرحانه قد ايه أنكم معانا هنا يا زينة
ابتسمت إليها محاولة أن تخفف من حدة توترها بسبب ذلك المتخلف عقليا الذي تجلس معه وأجابتها بإحترام وهدوء
وجدت صوته الحاد يخترق أذنها كالرياح الهادفة التي تأتي بصفير حاد في الأذن يكرر عليها
مجاوبتيش عليا
أبعدت نظرها إليه ثم إليها مرة أخرى وعادوت فعلها ضغطت على يدها بالآخرى وتفوهت بالكلمات بجدية
بصراحة أنا جاية أخد حقي أنا ووعد بنتي في يونس
وجدت الاثنان ينظرون إليها دون حديث هو ملامحه جامدة لا تستطيع أن تفهم منها شيء وعيونه الخضراء ترعبها ربما كل هذا لأنها اقتربت منه بعض الشيء فهي ليست بهذا الجبن والأخرى تحولت ابتسامتها إلى بؤس وأظهرت ملامحها المخيفة لتبقى جالسة بين فردين ترهبهم..
العيشة في دبي صعبة وعد ليها مدرسة وعندنا مصاريف وأنا عليا مسؤولية.. أنا حاولت ألاقي شغل بس مقدرتش لأني معايش شهادة تشغلني هناك.. حتى الشركة اللي كان فيها يونس مأخدناش منها حاجه.. أنا مش طمعانه غير في حقنا وبس
وجدتهم صامتين هم الاثنين بعد كل هذا الحديث الذي قالته لتأخذ حقها هي وابنتها منهم من المفترض أن لا تتحدث من الأساس فقط تطالب بما لها.. تابعتهم باستغراب ولم تعد تعرف ما الذي من المفترض قوله بعد الآن..
هو كان داخل رأسه حساب آخر لكل ما تقوله أيعقل هي هنا فقط لتأخذ مالها!
ابتسمت إليها وقد انزاح عن قلبها هم كبير كانت تواجهه كل ليلة بمفردها خوفا من عدم قبول طلبها بعد الوصول إلى هنا وتعود مرة أخرى إلى الفقر والدين من الأشخاص هناك..
بينما الأخرى كان داخل رأسها شيء آخر تماما غير الذي هتفت به إليها عاجلا وغير أجلا ستتعرف عليه وتقوم بالموافقة به.. سوى كان بالڠصب أو بالرضا..
وقفت وجيدة ومازالت مبتسمة أشارت إليها قائلة
قومي هاتي وعد وأختك علشان نتعشى.. يلا
أومأت إليها ثم وقفت على قدميها وسارت خارجة من الغرفة تحمد ربها أن الأمر تم بسلام وستأخذ مالها وتعود من حيث أتت إلى حياتها هي وابنتها.. إلى الآن لا تعلم ما الذي يخفيه القدر داخل جزيرة تسمى بجزيرة العامري.. وهي داخل هذه العائلة..
قابلت في طريقها فرح شقيقة زوجها فوقفت قائلة إليها بابتسامة ساخرة
لسه زي ما أنتي يا فرح.. أنتي حتى شوفتيني لما جيت مسلمتيش عليا
سخرت الأخرى مبتسمة مثلها وأجابت
هسلم على الملكة كليوباترا يعني يا زينة
ربتت زينة على ذراعها فهي تبدو كما هي فتاة غريبة متكبرة وترى نفسها فوق الجميع
على رأيك
مرت من جانبها وتركتها تقف في الطريق تستدير لتنظر إليها وهي تصعد على الدرج بنظرة ساخرة متهكمة عليها.. ولكن الأخرى لم تبالي هي الآن في قمة سعادتها.. المؤقتة
محاولة الوصول إلى كل شيء.. إما أن تكون فاشلة إما أن تكون ناجحة ولكن عليك توخي الحذر من العدو قد تكون تسبقه بخطوات وهو في الخلف يغير خطته
كان يجلس على مقعد مكتبه والهاتف على أذنه يستمع إلى الكلمات التي تلقى عليه والشرر يخرج