رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن (كاملة)
في الأنحاء وكم بدى التغير واضح.. لم تكن أيام بل هي سنوات مرت على رحيلها من هنا.. مؤكد سيكون هناك تغير وبالأخص في الحرس الكثير والمبالغ بهم..
القصر حوله زراعة خضراء أشجار فاكهه وغيرها ومساحة شاسعة للحديقة في الخارج تليق بهم على عكس الأرض الرملية في الخارج على عامه الشعب في هذه الجزيرة.. تهكمت وهي تلوي شفتيها وتحدث ذاتها فأنهم هنا في دولة منفصلة عن الدولة الأصلية هنا عامة الشعب على الجزيرة والحكام داخل هذا القصر الضخم.. الذي مؤكد سيكون داخله تكييف على عكسهم وعلى عكس ما رأته سابقا..
وقفت أمام البوابة الداخلية الضخمة للغاية ولا تقل عن الأولى في الخارج وقام أحد الحرس الذين يحملون حقائهم بدفع الباب بعد أن فتحت الخادمة لهم..
ذكية! ذكية مش كده
قدمت الأخرى يدها إليها وابتسمت شاعرة أن الحياة ستبدأ معها من جديد بالسعادة التي افتقدتها
ازيك عامله ايه
سلمت الأخرى عليها بحفاوة وسعادة وأجابتها
الحمدلله يا ست زينة.. الحمدلله يا هانم
دي وعد بنتي.. بنت يونس الله يرحمه ودي إسراء أختي
اقتربت من الفتاة الصغيرة صاحبة العيون العسلية والوجه الملائكي البريء ذات الخصلات السوداء الطويلة كوالدتها بالضبط وأردفت بحب وحنان
بسم الله الله أكبر قمر.. ازيك يا وعد هانم
اردفت الطفلة بهدوء ورقة لا يخلو منها الإرهاق
اتسعت ابتسامتها بعد سماع صوت تلك الرقيقة وأشارت لهم بالدخول إلى القصر
اتفضلوا.. معلش يا ست هانم فرحتي بيكم نستني ادخلكم
تساءلت إسراء عن الحقائب
هما الشنط ودوها فين
الحرس دخلوهم اوضة الضيوف يا هانم
مرة أخرى تساءلت إسراء
هو ليه كل الحرس دول
حمحمت الأخرى بحدة وسارت بهم وهتفت مبتعدة عن هذا السؤال
اتفضلوا من هنا.. الست الكبيرة هتتبسط أوي يا هانم
وقفت على أعتاب الغرفة بعد أن استأذنت ذكية منها لتقوم بالدخول نظرت إلى الداخل بعينين تتفقد المكان ومن به وجدت والدته شقيقه الأكبر وشقيقته الصغيرة.. عائلة العامري
قلق وخوف البداية أنساها سعادة الوصول..
وقفت وجيدة على قدميها تنظر إليها بتلك العينان السوداء الحادة لقد تفاجأت كثيرا من رؤيتها تقف أمامها الآن دون سابق إنذار دون أي شيء.. زوجة ابنها الراحل هنا ومعها ابنتها هذه!!.
تقدمت منها بخطوات ثابتة دون أي تعابير على وجهها فشعرت الأخرى بالتوتر أكثر من
زينة.. مرات الغالي وحشاني وحشاني يا زينة
وأنتي كمان يا طنط وحشاني والله أوي
وعد! يا روح ستك بقيتي عروسة وجميلة يا ما شاء الله ايه الحلاوة
دي
رفعت رأسها تنظر إلى والدتها التي تقف جوارها لا تستطيع تفسير ما يحدث معها الآن محاولة فهم الأمر من والدتها والذي كان جديد عليها كليا ف اومات لها الأخرى برأسها وتحدثت
دي تيته وجيدة يا وعد.. مامت بباكي يونس
نظرت إليها الفتاة الصغيرة ثانية وأردفت باحترام ورقة
ازيك يا تيته
ابتسمت الأخرى وخرجت الدموع من عينيها وهي لا تصدق ذلك لقد تمنت كثيرا أن تكون طفلة ابنها هنا بين عائلتها وتعوضهم عن فقدانه.. الآن الأمر يتحقق
يا روح تيته أنتي
كل هذا وأكثر كان تحت أنظاره جبل العامري المسمى على اسم الجبل الموجود في الجزيرة بعد أن نال اسم العامري من العائلة ينظر إليها بعينان حادة ثابتة عليها هي فقط يحاول فهم تعابير وجهها وجهها!.. هذا الوجه الذي يأخذ الشكل الطولي حاجبيها المعقودان لونهما أسود ك لون عينيها السوداء الحالكة وأهدابها الكثيفة التي يحيطها كحل أسود يجعل جمالها الباهت رائع أنفها ذو الأرنبة المستديرة وشفتيها الوردية مكتنزة كل هذا على بشړة بيضاء جذابة وخصلات سوداء للغاية كمعظم ملامحها تغطي ظهرها.. أيضا ملابسها سوداء! أهي في حالة حداد على أحدهم! حفر وجهها داخله.
رفعت عينيها عليه وجدته يجلس ولم يرف له جفن ينظر إليها بغموض وغلظة يتابع كل حركة
ازيك يا جبل بيه
لحظات! والأخرى وعينيه عليها تحقق تحاول الوصول إلى الأعمق بعد ملابسها وداخلها ثم أجابها وأخرج صوته الخشن
كويس يا مدام زينة
لم تستطع أبعاد عينها عنه لقد كان مروع للغاية وهي التي لم تخاف