رواية لم تكن يوما خطيئتي بقلم سهام صادق (كاملة)4
القهوه.. انت اتضايقت
وتفتكري ده منظر حد مضايق
هتف عبارته مقتربا منها بعدما ازال نظارته الطبيه عن عينيه
عملتي ايه النهارده
انشقت شفتيها بأبتسامة واسعه
الحمدلله كان يوم كويس... بس انت ممكن تضايق من المواعيد انا حاولت اغيرها لكن منفعش
توترت من قربه لتتقدم بخطواتها للأمام قليلا تلقي بعينها فوق فنجان قهوته تسأله
القهوه هتبرد
ابتسم لمراوغتها وابتعادها عنه كلما اقترب منها
هبقي اشربها في المكتب لاني راجع الشركه تاني..
انا مسافر بليل لبنان
انبت نفسها وهي تنظر لهاتفها للمره العاشره على التوالي منذ أن سافر من يومين
أنتي فاكره عشان مجرد كلام مابينكم يبقى في مشاعر... فوقي ياقدر مش معقول تكوني لسا هابله ومصدقتي تلاقي حد يقولك كلمه حلوه ..
انتي نسيتي اللي عمله فيكي كريم... نسيتي المرار اللي عشتيه مع أمه وجلدهم ليكي بالكلام وفي الاخر رجع لحبيبته القديمه
لتظهر أمامها صورة امرأة فاتنه لم تكن الا شيرين تغمض عيناها پقهر تتذكر كلماتها الجارحه حينا قابلتها امس في المول التجاري عندما ذهبت مع عهد لشراء بعض الثياب لها
مازالت كلماتها تخترق اذنيها وكأن كان ينقصها
ليه ياخالي فضلت مصمم اني اتجوز من تاني.. ليه حسستني اني لو متجوزتش هفضل طول عمري وحيده وسيرتي على لسان الناس
هو وعدني انه مش هيظلمني
خاطبت حالها حتى تتناسي ذلك الاحساس الذي سعت شيرين لاصاله لها
توقفت الكلمات في حلقه وهو لا يعرف كيف يخبرها... انتبهت عليه لتنظر اليه
ابتلع لعابه يجلي حنجرته بأسي عليها
قومي غيري هدومك عشان مسافرين البلد
انتابها الخۏف تخشي ان يعيدها لمنزل عائلتها وينكس وعده
ليه هو انا عملت حاجه تزعلك
هتفت مذعوره فتعلقت عيناه بها يزفر أنفاسه مرتبا كلماته
الحج ابراهيم
وقبل ان يكمل باقي عبارته كانت دموعها تتساقط فملامحه لا تدل الا على شيئا واحدا لقد رحل والدها
منذ أن حطت قدميها داخل المنزل تقدم واجب العزاء واعين النساء تطالعها بفضول.. الكل يفحصها بتقيم يتسألون عن المرأة التي اقترن بها ابن العزيزي بعد ابنة الوزير... لوت بعض النسوة شفتيهم مستنكرين تلك المقارنه... تمنت ان تنقضي الساعات لترحل من هنا.
تعلقت عيناها بعهد الجالسه جوارها تبكي بصمت على رحيل والدها
انتبهت على وقوف زوجات أشقاء عهد يسرعون نحو تلك السيده التي دلفت للمنزل تزيل عن عينيها نظارتها السوداء
الترحيب بها كان بحفاوة مما جعل عينيها عالقه بالمكان حتى تتبين لها ملامح من جذبت الأعين لها...
اتسعت عيناها ذهولا فالمرأة لم تكن الا شيرين التي اقتربت من مجلس النسوه بخطوات واثقه والاعين تحيطها
بدأت الهمسات تتعالا والكل لا يصدق وجودها... تحولت نظراتهم من عليها لتصبح نحو شيرين التي جلست بأعتزاز
مصمصت احداهن شفتيها وهي تخبر من تجاورها
بيقولوا انها دخلتله صوان الرجاله تعزيه
لتهتف الأخرى بعدما خبأت فمها بطرحتها
بنت الوزير وتربيه بلاد بره... انتي مش فاكره ياختي لما كانت بتيجي البلد زمان كانت ولا السياح
تعلقت نظرات شيرين بها وكأنها تخبرها ان المقارنه بها لن تخرجها الا خاسره فستظل هي المرأة الوحيده المقترنه بأسم شهاب العزيزي وماهي الا وسيلة لجرحها ثم سيعود لأحضانها
تحاشت قدر نظراتها نحوها تلهي حالها بمواساة عهد تذكر حالها انها هنا تفعل الواجب
تجنبت لطيفة بسلاطتها وبغضها لها الذي لا تعرف سببه ولكن لطيفة لم تكن لتترك فرصتها
بعد انصراف المعزين وذهاب كل من زوجات اخوت حامد لغرفهم... كانت تشعر بالغربه تبحث بعينيها عن أدهم الذي أصبح يشكل لها مصدرا أمانا
رمقتها لطيفة پحقد وهي تراها كيف أصبحت لقد اكتسبت وژنا وبرق وجهها وكأن الزواج زادها جمالا
ياخوفي يرميكي بعد مۏت ابوكي
ارتجف جسد عهد فهى تخشي يوما كهذا... ف والدها رحل واخوتها لا يعترفون بوجودها لا يرونها الا ابنه المرأه التي قهرت والدتهم
ياريت بعد العزا ما يخلص منشوفكيش هنا تاني... الحج ابراهيم خلاص ماټ
وكأن والدها كان يعلم ما ستتلقاه على ايديهم بعد ۏفاته.. أيقنت ان العيش مع أدهم حتى لو تزوج عليها يوما أكرم لها من حياتها هنا
طالعتها لطيفة بشماته وهي تغادر الردهة الواسعه بعدما اعلمتها وضعها وان وجودها لم يعد مرحبا به فقد ماټ من كان مصرا على ربطها بهم ... لتتقدم رسمية تلك السيده الطيبه منها تحتصنها بحنان
حافظي على بيتك وجوزك يابنتي
تتبعها بعينيه وهي تصعد لأعلى متعجبا من شرودها وصمتها الذي اتخذته طيلة الطريق...اختلي بغرفة مكتبه يمسح فوق وجهه فمجئ شيرين لعزاء ابن عمه الحج ابراهيم اليوم قد جعل الجميع يتحدث... فيبدو انه كان مخطئ حينا قرر ان بزواجه