رواية لم تكن يوما خطيئتي بقلم سهام صادق (كاملة)4
بعيده كانت مشابها مع كريم عندما طلبت منه تعلم الخياطه في إحدى الدورات قابل يومها فكرتها بسخريه حتى عندما أرادت ان تستكمل دراستها الجامعيه لم يكن على لسانه الا ان المرأه ليس لها إلا بيتها وراحة زوجها وانجاب الأطفال وتربيتهم
يعنى انت موافق بجد
ايوه موافق... انا مش متجوزك عشان اهدم أحلامك ياقدر... وده علم وتطوير من الذات ومن واجبي اشجعك
متقلقيش مش هكلفك حاجه انا معايا فلوس اقدر اصرفها على..
احتدت عينيه فأبتلعت باقي حديثها
اي حاجه تخصك من هنا ورايح فأنا المسئول عنها مش معنى أننا حطين فرصه لجوازنا عشان نتقبل بعض تفتكري انك مش مسئوله مني
اتمنى مسمعش منك الكلام ده تاني
ومن دون حديث اخر انصرف من الغرفه
لتضيق عينيها تخبر حالها بمزيد من صفاته
لطيف وحنون ومتفهم لكنه عصبي وبيقلب بسرعه... كوكتيل غريب
البشمهندسه اخبرتنا.. البشمهندسه طلبت منا ..البشمهندسه أمرتنا هكذا كانت ردود رجاله الذين يتولون شئون الأرض في غيابه
انتفض المزارعين من حولها كما كان حال رجاله الذين هبوا فزعا من رؤيته... الكل ركض نحو عمله يكمله لتقف هي مكانها ترمقه بنظرات جامده تنتظر سماع صوته الفظ
ده وقت الراحه بتاعنا ياعاصم بيه
ومدت يدها بكأس الشاي خاصتها وهتفت ببرود تعلمت ان تتبعه معه
تحب تشرب شاي
استنكر حديثها فمن هي لتقف أمامه تحادثه هكذا... كانت تثير حنقه بشخصيتها مما جعله يرمقها بنظرات ساخره وعيناه لا تحيد عن وجهها
كان وقع كلماته كالصاعقة التي اخترقت صميم قلبها.. ارتجفت شفتيها فأخذت تضغط عليهما بقوه حتى لا تظهر ارتجافهما
مش محتاجه اعرف منك نظرتهم ليا ايه.. ومش كل الناس بتبص على الوشوش
واقتربت منه ترفع سبابتها نحو عقلها ثم قلبها
وابتعدت عن طريقه تقاوم ذرف دموعها... غامت عيناه بالجمود نادما على كلامه ولكن سريعا ما تلاشي شعور الندم داخله
وعاد ظلامه يخرج من جديد وتلك المره كانت عقدته وصلادة عقله من نصيبها
دلكت عنقها بأرهاق بعدما جمعت أوراقها وكتبها.. فقد انصرف للتو معلم الرياضيات ومن قبلها الكيمياء وهي بين ذلك وذلك تحصل معهم كل مافاتها حتى تلحق بباقي المنهج... شعرت بأقتراب خطواته بعدما رافق المعلم لباب الشقه فرفعت عيناها المرهقه نحوه
انا خلاص تعبت... اوعي تقولي أن في مدرس تاني جاي
ضحك مستمتعا بتعبيرات ملامحها ليقترب منها
لا اجمدي كده عايزين مجموع يشرف
التمعت عيناها وهي تطالعه فكلمة شكر أصبحت لا تفي حقه
قومي خدي دش عشان تفوقي اكون انا حضرت العشا
أسرعت تمسك ذراعه تهتف معترضه
لا انا اللي هحضر الاكل مش كفايه انت اللي عمال تضايف في المدرسين وضيعتلك وقتك
عهد احنا قولنا ايه... تروحي زي الشاطره تاخدي دش وانا اللي هحضر العشا يلا بسرعه
ختم كلامه وهو يقرص وجنتها مبتسما لتغمض عيناها متنهده... فماذا سيحتل اكثر من ذلك لقد احتل قلبها وعقلها وعالمها
وهي كالمسلوبه تفقد كل راياتها أمامه رغم علمها انه يفعل ذلك لتعويض ماقصره بحق شقيقته التي ټوفيت وكان بعيدا عنها لقد اخبرها في أول ليله لها بمنزله انها ليست مايرغب ولن ينظر إليها يوما
وقفت أمام المرآة تتحسس خدها وعنقها الي ما اسفله تتذكر حديثه الچارح ودموعها ټحرق خديها.. مجرد حاډث غير كل شئ بحياتها تركها خطيبها اشمئز منها أصدقائه غير مصدقين ان ايمان الجميله أصبحت بخد مشوهه ولم تعد ابنه العز.. زفرة حاره عبرت عن آلامها تقاوم ذرف دموعها تخبر حالها
انتي قويه وستظلي قويه وليست كلمه عاصم الأولي والاخيره التي ستسمعيها
دلفت للفيلا بسعاده بعدما أتت من المعهد الذي تدرس فيها دورة اللغه والكمبيوتر... فوقعت عيناها على السيده فاطمه وهي تقترب من غرفه مكتبه تحمل فنجان قهوته
ابتسمت السيده فاطمه لها تعطيها ما تحمل مما جعل ابتسامتها تتسع فقد فهمت نظراتها لتربت فوق كتفها بعدما حملت حقيبتها
دخليله القهوه اكيد هيتبسط لما يشوفك
واردفت بمكر لا تجيده ولكن من أجلها ستصبح ماكره الي ان تتحسن علاقتهما فهى تدرك أنهما لا يتشاركان الغرفه
سأل عليكي اول ماوصل ومرضاش نحطله الغدا.. اكيد البيه رجع بدري عشان تتغدوا سوا
توردت وجنتيها خجلا رغم انها تعلم انه يفعل ذلك دون نية أخرى
طرقه باب الغرفه بخفوت ودلفت بعدها ليتفاجئ بها امامه
وصلتي امتى... وليه جايبه القهوه بنفسك
اقتربت من مكان جلوسه تضع قهوته مبتسمه
لسا واصله من دقايق
وارتبكت وهي تجيبه على سؤاله الآخر
انا اللي طلبت منها اجبلك