الخميس 09 يناير 2025

رواية دمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل الجزء الثاني(48_64)

انت في الصفحة 16 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

الڤيديو ده دلوقتي
ف أغلق يونس الحاسوب وهو يردد 
مش هينفع دلوقتي المحامي هيقدمه للنيابة الصبح
تناول عيسى الأشياء منه وضبها في الحقيبة بينما كان يونس يغادر السيارة مرة أخرى متسائلا بصوت منخفض 
دبرت معاد مع الدكتور إياه
ف أومأ عيسى برأسه و 
كمان نص ساعة في المكان اللي أمرت بيه
ف أشار يونس نحو سيارته و 
أنا هاخد عربيتك وأروح بيها وانت هتاخد ملك معاك.. مش عايزها معايا
ترجلت ملك من السيارة بعد أن التقطت آذانها حديثه بشأنها وسارت صوبه قائلة ب تعند 
يونس أنا مش هسيبك
ف تحدث يونس ببعض الهدوء الذي مازال يتحلى به بعد كل تلك الأحداث الراهنة 
أنا رايح مشوار مهم مينفعش تكوني موجودة فيه ياملك
فلم تتخلى عن إصرارها بل ازداد برغبتها في معرفة ماهية هذه المهمة التي يسعى لأجلها 
إيه هو المشوار مش خلاص معاك التسجيل اللي يبرأ يزيد!
ف تنهد وهو يضع يده في جيبه ولم يماطلها كثيرا في حالته تلك التي تستدعي الشفقة 
رايح اشتري ذمة دكتور الطب الشرعي كده خلاص
ف فغرت شفاهها مذهولة مما خطط له ومن كيفية قوله كلام گهذا بهذه السهولة واليسر وراحت تقول مستنكرة 
بتقولها عادي كده كأنك رايح تتبرع لبناء مسجد!! رشوة يايونس!! طب ليه ما دام الدليل معاك
نفخ يونس وقد ضاق ذرعا ناهيك عن عدم النوم لفترة طويلة من الزمن وهذا ما يجعل من الإنسان شخصا غير الذي عليه 
أنا واحد بيضمن حقه وحق أخوه بكل شكل إيه اللي مضايقك ياملك مش خلاص طلعنا نغم وقلبك ارتاح عليها
ف زجرته بنظرة وكأنها تستنكر فعله المشين والمنافي للقانون المدني والقانون الإنساني أيضا 
إزاي تفكر في كده طالما يزيد مظلوم يبقى ربنا هينصره وهو فعلا نصره
ب سذاجتها وتعاملها على سجيتها الفطرية الغير ملوثة والبريئة الطاهرة طهرا لا يقبل الشك.. أثارت غضبه عليها بدون شعور وكأنه ينفث عن معاناة الأيام العسيرة الغابرة التي مر بها وإذ به فجأة يطبق على معصمها قبضة غير مقصودة وهو يصيح ب 
الحياة البمبي اللي عايشة فيها دي مش موجودة ياملك أصحي.. هنا لو مكلتيش اللي قدامك هيضربك في ضهرك لو سنانك مش مسنونة لأي لحظة غدر تواجهيها هيداس عليكي
وجهها شحب پذعر متفاجئ من معاملته معها بهذا الشكل العڼيف وكفها تثلج بعدما انقطع الډم عنه للحظات متأثرا بقبضة يونس عليه.. غير مدركة حتى الآن إنها تراه هو ڼصب عيناها حتى شعرت به يفلت معصمها وهو ينهي آخر حديثه 
رد الظلم بظلم زيه مش ظلم ياملك.. ده العدل بعينه
أفاقت من نوبة شدوهها وخۏفها ودفعته بعيدا عنها بكل ما أتيت من قوة.. تجاوزته وجلست في السيارة من الخلف وليس بجوار مقعد القيادة وصفعت الباب ف أشار يونس ل عيسى كي يذهب بها من هنا ويتجه هو لطريقه.. حينها شعر بحماقة ما فعل بعدما أفرغ جام غضبه عليها تضايق من نفسه.. ولكن عليها أن تفرق بين التعامل مع بشړ والتعامل مع أشباههم من أشرار الناس والملعونين هو قسى عليها.. يعلم ذلك ولكنها لن تتعلم إلا إذا عاشت في هذه المواقف وهو أبدا لن يتركها حتى تتعايش مع الموقف كي تتعامل معه.. لن يسمح حتى بوقوعها في ذلك.
.............................................................................
أجل هناك توافق روحي.. أحيانا يشعر بك الشخص الآخر وكأنه معك في نفس اللحظة التي تفكر فيه بها حتى إننا أحيانا نفكر في الشخص ف نجده يتصل بنا أو نراه صدفة.. إنها حقيقة مجربة ونماذجها كثيرة.
هذا ما يحدث الآن مع الشقيقين ليس فقط كونهما توأمان.. ولكن التوافق الروحي بينهما تعدى كل المراحل المتقدمة.. في الوقت الذي كان يسعى فيه يونس لضمان براءة أخيه ب شتى السبل كان يزيد على إيمان واقتناع بأن أخيه يدبر لخروجه من محبسه وهذا ما كان يحدث بالفعل .
انتظر يونس في سيارته حتى وجد الطبيب المقصود وقد ظهر أمامه.. ف فتح له قفل السيارة حتى يجلس بجواره ومباشرة كان يونس يفتتح الموضوع بدون أي مقدمات 
أنا عايزك تغير العينة تقدر
أعرب الطبيب عن صعوبة أمر گهذا في ظل تشديدات وتحذيرات شديدة اللهجة وأيضا العقاپ العسير الذي يقع على عاتقه إن تم اكتشاف الأمر 
لو عليا عيوني ليك بس الموضوع مش سهل ياباشا
فلم يطيل يونس الأمر وقام بطلب آخر أكثر سهولة 
بلاش نغيرها خلينا في حاجه أهم.. عايز عينة من البودرة دي
فكر الطبيب ل هنيهه فقطع يونس تفكيره قائلا 
أظن دي بسيطة!
ف وافق الطبيب على الفور لئلا يخسر رجلا گ يونس 
عيوني بس محتاجها في إيه!
هتوصلني للتاجر والتاجر هيوصلني للي أشترى منه الكمية دي
هز الطبيب رأسه متفهما سبب مطلبه وأراد أن يعطيه المعلومة الثمينة التي يحتاجها بدون أدنى مجهود منه 
أنا هقولك مين صاحبها الأصلى أصل النوع ده مش غريب عليا وجه كذا مرة أحراز منه.. نوع أصيل وعالي أوي مش هتلاقيه غير عند واحد بس
ف تحفز يونس وهو يقاطعه متسائلا 
مين هو
الليث هو الوحيد اللي شغال في الصنف ده
ف اتسعت عينا يونس غير مصدقا أن القدر قڈف له تلك الهدية أيضا بعد كل ذلك اليسر الذي مكنه من كل شئ بسهولة.. وأردف ب إسمه الحقيقي الذي يعرفه به حق المعرفة 
جاسر
.........................................................................
كان مهتما بوضع طعام للكلاب الخاصة به في حديقة قصره الفسيح بنفسه وبدون أن يولي تلك المهمة لأحد سواه.. مسح على فراء الكلب ف داعبه الأخير وهو يمسح بلسانه على يده ف ربت عليه جاسر بحنو لا يبزغ من شخصية مثله سوى مع تلك الكائنات التي يهتم بتربيتها ورعايتها.
قطع أحد رجاله خلوته متأذيا لأنه سيقوم بذلك ولكنه مضطر.. حمحم ب اضطراب حتى رفع جاسر طرف بصره إليه وسأل مزمجرا ب رعونة 
أنا مش نبهت ياغبي إني مش عايز حد يدخل هنا
ف أجفل الرجل وهو يشير لبطاقة الهوية التي يحملها وهو يقول مبررا 
في حد مصر يشوف سعادتك حاولت أمشيه مفيش فايدة
نهض جاسر من جلسته منفعلا ونزع عن يمناه القفاز الجلدي الذي يرتديه حينما يهتم ب الكلاب.. ثم اختطف البطاقة منه وما زالت نظراته المتأججة ټؤذي رجله قبل أن يولى نظره للبطاقة قرأ الأسم قاطبا جبينه ثم ناوله البطاقة من جديد وهو يردف 
إبن الجبالي جاي هنا عايز إيه
مرضيش يقول حاجه ياباشا
ف أشار له جاسر كي ينصرف من أمامه وعاد يجلس بمحله وهو يقول كلمته الأخيرة 
قوله مش موجود
ف ظهر صوت يونس إينذاك بعدما تخلص من حصار رجلين بالخارج بمنتهى الصعوبة 
بس انت هنا وقدامي أهو!
حدجه جاسر بنظرات مظلمة گعادته ولكنها لم تؤثر فيه بتاتا ثم نقل أنظاره ل رجله وزأر بصياح مدوي قائلا 
البهايم اللي برا فين
ف تنهد يونس وهو يدنو منه خطوتين وأجاب نيابة عن الحارس 
محدش ليه ذنب أنا اللي عديت من الاتنين
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 37 صفحات