رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن (كاملة)
ولا تطالب بحق ليس لها وهو يملك الكثير والكثير لما قد يفعل ذلك..
لما قد يفكر في زوجة أخيه زوجة له
حرك عينيه عليها ليحثها على الحديث بعد صمت طال بينهم حركت رأسها وعينيها هي الأخرى بطريقة عفوية مطالبة بالشرح أكثر من هذا
نعم!
قولت عايز نتجوز
ابتسمت بسخرية وهي تضع يدها الاثنين أمام صدرها قائلة باستياء
بادلها الابتسامة الساخرة وعلم مقصدها وفهم أن ما أراد أن يوصله إليها قد وصل فقال ببرود
أحب اسمع رأيك.. ده لو عندك
تنفست بعصبية وهي تبعد يدها إلى جوارها بعد أن استفزها حديثه وكأنه يقول أنه قرر بالفعل وسيستمع إلى كلماتها لمجرد الاستماع فقط
رأيي هو إني رافضة.. طلبك مرفوض
ابتسم وتقدم إلى الداخل أكثر ليقف قبالتها مباشرة ينظر إلى سحر عينيها الغاضب من طلبه ينظر إلى شراسة إمرأة مكبوتة داخلها لأنها تخاف من أن تخرجها في مكان لا أحد معها به وهي الحامي الوحيد لعائلتها..
هسيبك تفكري.. بس خدي بالك في الآخر كلامي هيتنفذ
تحولت نظرتها نحوه للڠضب الذي ظهر عليها فجأة وقالت بتهكم
ليه لوي دراع
أنا مبلويش دراع حد.. أنا بقطعه
ابتلعت غصة تكونت في حلقها وتابعت في تمثيل الشجاعة والڠضب تهتف
المفروض أخاف!
ابتسم ناظرا إليها وهو يقف أمامها لا يفصل بينهم إلا نسمات الهواء المارة
أيعتقد أنها سهلة المنال إلى هذه الدرجة لقد فكر في وجود إمرأة في حياته ولم يجد إلا هي! أو أنه لم يفكر من الأساس بل وجودها أمامه جعله يريدها ليفرغ بها شحنته المتكونة داخله.. هذا يظهر عليه بوضوح!.. إنه لا يستطيع اخفاءه
ابتلعت ريقها ورفعت يدها إلى صدرها مرة أخرى ووقفت أمامه شامخة معتدلة مثله بالضبط نظرت إليه بقوة دون خوف وخرجت الكلمات من فمها متتالية بمنتهى الثقة
شعرت أنها تود أن تتحدث معه بهذه الطريقة بعد أن رأت تلك المشاعر بعيناه عليها أن تجعله يقف عند حده ويعلم أنها تستطيع حماية نفسها من أي شړ قد يكون معتقد أنه سيخيفها به
ابتسم باتساع وحرك رأسه بذهول لم يكن يعلم أنه ماكرة إلى هذه الدرجة.. لدرجة فهم ما الذي يريده منها أخرج يده اليمنى من جيب بنطاله ورفعها إلى وجنتها يحركها عليها برفق وطريقة غريبة قائلا ببرود
مين هو جبل العامري كل اللي يخصني أخد حقي وأمشي ولا أكتر ولا أقل لكن اللي بتقوله ده جنان جواز ايه وبعدين هو أنا يوم ما أفكر اتجوز بعد يونس اتجوزك أنت!
كانت ترفع عينيها للأعلى لتقابل عينيه المخيفة التي تسبب لها الرعشة بجسدها كلما رأتها
أوقعت بين يده أخطأت عندما أتت إلى هنا لتأخذ نصيب ابنتها وتضمن مستقبلها ستتحمل نتيجة خطأها وعدم الاستماع إلى زوجها يونس هل كان عليها أن تتسول ولا تأتي إلى هنا! إلى جزيرة العامري
انتشلت نفسها منه وعادت للخلف بقوة تنظر إليه بعيون يملأها الحقد تجاهه والندم لأنها أتت إلى هنا تخاف أن تكون هذه بدايتها..
استدارت تعطيه ظهرها لقد صدمت منه ابتلعت كلماته پخوف شديد لقد كان يونس معه كامل الحق يجب الإبتعاد عنه.. يجب أن تكون على بعد كافي من هذا الشخص ولكن كيف فهي أتت إلى هنا بمحض إرادتها..
تنفست بعمق واستدارت إليه مرة أخرى تنظر بجدية وحاولت ألا تظهر له خۏفها كي لا تكون فريسة سهلة الصيد وقالت بثقة وتأكيد
للمرة المليون هقول.. أنا جايه علشان أخد حقي أنا وبنتي وأمشي جواز مرفوض نهائي وياريت تنجز في حوار الميراث ده علشان نمشي
نظر إليها بابتسامة شامتة بها وبما حدث لها من تلبك وتوتر يظهر بوضوح على ملامحها وحديثها على الرغم من أنها تحاول أن تخفيه ولكن ليس هو من يخفى عليه أمرا..
وضع يده في جيبه مرة أخرى وسار بهدوء إلى الخارج وبلا مبالاة متناهية وقال بنبرة هادئة
معاكي فرصة تفكري وهاخد منك الرد قريب.. يا غزال
خرج من الغرفة بمنتهى العجنهية والتكبر وهو يسير بخطوات ثابتة بطيئة