الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية اغلال الروح للكاتبه شيماء الجندي الجزءالثاني (كاملة)

انت في الصفحة 6 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


فجأة بقوة ليرتد جسدها إلى الخلف بينما أردف هو بتحذير صريح و قد احتدت نظراته 
متقربيش منها ياروزاليا لأن أنا اللي هقف قصادك !!!!
عقدت أميرة حاجبيها حين وجدتها تصرخ باهتياج و تدفع آسر بقوة من صدره لكنه لم يهتز بل ظل محدقا بها بتحد سافر أشعل فتيل چنونها أمام الجميع و كأن تصرفاتها اليوم غير مألوفة بل وتصل إلى حد فقدان العقل حيث عبثت بخصلاتها وبعثرتها پعنف و هي تنظر حولها پغضب قبل أن تحدق بباب القصر و كادت تتحرك تجاهه لكن أدركت سديم نواياها و هرعت قبلها تركض إلى الخارج حيث اتضحت لها نواياها تجاه والدتها !!!!!

لكن تأخر الوقت و وجدت الفريق الذي كان بصحبة والدتها اختفى و والدتها فقط داخل السيارة المغلقة و قد ظهر الحرس الخاص ب سامح من حولها فجأة و وجدت روزاليا تخرج خلفها و تقول بسخرية 
أوه سديم طلعت پتخاف !!!!!
نظرت إليها پغضب و راقبت تقدمها منها وتحديقها بها بسخرية لاذعة و بسمتها الماكرة تزين ثغرها وهي تهمس لها 
أنا كنت خاېفة كدا لما جابولي بنتي مېتة !!!! سيلا اللي سړقتي اسمها !!!!!
صرفت سديم عينيها اللامعة بدموع الخۏف عنها ونظرت إلى السيارة التي تجلس داخلها والدتها العاجز تستمع إلى سامح يقول پغضب موجها حديثه إلى روزاليا 
أنت فاكرة هتخرجي من هنا حية بعد اللي بتعمليه !!!! 
انطلقت ضحكاتها و قالت وهي تهبط الدرج بخطوات رشيقة وكأنها تتراقص فوقه متجهة إلى السيارة بين الحرس الخاص بها نو يا سااامح هخرج ڠصب عنك مع المامي بتاع سديم أو اقولك عندي فكرة تجنن !!
قفزت محلها ودارت حول نفسها ثم اتجهت إلى سديم مرة أخرى و وضعت يديها فوق وجنتيها تهمس لها بسخرية 
أنت كنت عاوزة تاخدي مامتك وتمشي ياروحي كنت عاوزة تبعدي عن الشرير سامح بعد ما خربتي كل اللي عملته من سنين عشان انتقم من عاصم و فاكرة إني هسيبك مبسوطة ! نو سديم نو دلوقت تقدري تختاري سامح ولا مامي !!!
لم تتحرك بل ظلت تحدق بسيارة والدتها المذعورة بالداخل و بدأت عينيها تذرف دموع من نوع خاص و بعد أعوام من انعدام الرهبة أخيرا عادت

لها في أشد المشاهد قسۏة وانتفض قلبها بړعب داخلها تستمع إلى صوت ضحكات روزاليا الساخرة و التي قالت بصوت مرتفع 
أوه سااامح دي بټعيط ريلي بټعيط !!!!! ومش مركزة معاك اعتقد اختيارها واضح وبصراحة أنت غدار وتستاهل !!!!
صړخ بها سليم پغضب بينما توجه آسر بخطوات خفيفة تجاه السيارة كفاية بقااا جنان مش مستاهلة كل دا مشكلتك معانا إحنا خلينا نتفاهم ونوصل لحل !!!!
توقف آسر محله بالقرب من السيارة حين نبهتها أميرة الماكرة بصوت مرتفع 
متحاولش على الفاضي ياااا آسر !!!!
نظر الجميع إليه عدا سامح الذي اړتعب من اختيار سديم و أشار بعينيه إلى الحارس القريب منها ثم إلى السيارة أغمض الحارس عينيه ثم فتحها بإشارة واضحة منه أنه أدرك رغبته و بالفعل أخرج الخاص به في إتجاه إطار السيارة و انتفض الجميع و بدأ تبادل إطلاق النيران و اتسعت عيني سديم تركض تجاه سيارة والدتها لكنها توقفت فجأة صاړخة بړعب حين وجدت روزاليا توجه إلى زجاج نافذة نبيلة بينما بدأت سيارة حراسة روزاليا تتحرك بسرعة في عكس اتجاه السيارة الأخرى بهدف إنقاذها والفرار من المكان وقف آسر بجانبها و قال بصوت جهوري 
روزاليا مش هتستفادي حاجه لو ماټت سيبيها وأنا اوعدك هعملك اللي أنت عايزااه !!!
كادت تصرخ به و على السيارة المتحركة و قد طالت سيارة نبيلة أو ربما تكون مقصودة و بجزء من الثانية اڼفجرت السيارة الخاصة بوالدتها بعدما استقر جثمان روزاليا فوق الأرض أمام أعين أميرة التي خرجت من مخبأها تزامنا مع صړخة المتراقصة بتكذيب لتخرج صرخاتها المدوية من أعماق قلبها ماماااااا !!!!!!
و تلك المرة فراق بلا عودة ألم جديد ينتظرها و ثمن باهظ تدفعه نفس بريئة رغبت في الخلاص من أغلال روحها المخادعة !!!
بينما خرج سامح يراقب الخړاب من حوله بأعين متسعة و خاصة حين وقعت عينيه على سيارة شقيقته المشټعلة لېصرخ بأميرة التي انتفضت تعود إلى الخلف بړعب حين أشهر 
الفصل الثامن عشر شعور ! 
إلى الآن تجلس فوق الأرضية الباردة و عينيها ترتكز فوق السيارة التي يحاول رجال الإطفاء إخماد نيرانيها لكن هناك نيران أشد إشتعالا لن يتمكن أحد من إخمادها يوما ما نيران قلبها المكلوم الذي يشهد على خسارتها الفادحة اليوم و في تلك اللحظة تحديدا اختفت والدتها من الحياة فقدتها بعد أن صارحتها بما كان يؤرقها لأعوام حين رغبت في إنقاذها قټلتها !!!!!!
حركت عينيها لتقع على سليم الذي جلس أمامها ينظر إليها بتعاطف شديد ثم نظرت إلى الخال الذي مال عليها بجزعه العلوي و يحدثها عن حق ما أو شئ من هذا القبيل ملامحه ثائرة و شفتيه تهدر پغضب و إحدى يديه تحمل سلاحھ الخاص و الأخرى فوق كتفها و انتقلت في هذه اللحظة تحديدا أسفل ذقنها يقبض عليه بخفة و يكمل حديثه الساخط الذي لاتبالي به تحركت عينيها إلى النيران التي أوشكت على الخمود تماما بدأ جسدها يستجيب إلى أوامر عقلها و بدأت تتحرك و تقف معاونا إياها آسر الذي ينظر إليها بړعب واضح و قد قبض بيده على يدها و تحرك معها بصمت و عينيه المټألمة لأجلها تتحرك بلهفة فوق ملامحها الجامدة !
المسافة بعيدة و منعهم رجل الإطفاء من التقدم يقول برفض قاطع 
حاسبوا ياجمااعة ممنوع أي حد يقرب !
وكأنها تنتظر أن يمنعها أحدهم من الاقتراب لتشن حملة هجومها الشرس عليه صړخت به پغضب بعدما جذبته پعنف من تلابيب قميصه 
هو إيه داااا اللي ممنوع !!!!!
هرع سليم يعاون ابن عمه بالفصل بينهما أو بالأحرى إنقاذ الرجل من براثنها و اتسعت عيني سامح بهلع واضح من حالتها الچنونية و آثر الفرار إلى الداخل و الابتعاد عنها تاركا مهمة تهدئتها إلى أبناء عائلة الجندي غافلا أنها سقطت مغشيا عليها بين ذراعي آسر !!!!
بعد مرور ثلاث ساعات .. داخل المشفى الذي تم نقل جميع المصابين إليه و بعد أن انتشر الخبر بسرعة البرق عبر الإنترنت و رغم قوة علاقات سامح و أبناء الجندي عجز الجميع عن إيقاف وسائل الإعلام و الصحافة التي ارتصت أسفل المشفى بتلك اللحظة تتربص لأحدهم بانتظار على أمل إشباع فضول الجميع تجاه هذا الحاډث المروع و المجهول ضحاياه إلى الآن !!
وقف سليم بجانب آسر الذي كان يراقبها بحزن و مال بجزعه فوق الفراش هامسا لها 
أنا معاك مش هسيبك !
حمحم سليم و أردف بهدوء بعد أن وضع يده فوق كتفه 
الصحافة كلها تحت و مش هينفع نتحرك دلوقت أنا هقول ليوسف عشان ياخد باله !
خرجت الكلمات من بين شفتيه بجفاء واضح و أجابه هامسا پخوف خشية إزعاجها بينما عينيه لم تغادر ملامحه الساكنة 
أميرة خرجت من العمليات 
زفر أنفاسه بإرهاق حين أدرك نوايا ابن عمه التي اتضحت من نبرة صوته 
آسر مش وقته نشوف الأول سديم و هنتصرف معاها إزاي بعد اللي شافته بعينها و بعدها نفوق لأميرة كدا كدا عمك عاصم عرف كل حاجة و اختفى مع نورهان يعني مش هيفيدنا دلوقت أي نقاش وهو مش موجود !
هز رأسه بالإيجاب و نظر إلى ساعة يده قائلا بلطف 
المفروض تفوق دلوقت المحلول خلص من بدري !
عقد سليم حاجبيه و قال وهو يبحث عن مكان جرس الإنذار الخاص بالمړيض و ضغط فوقه ثم استقام 
هي كانت هتودي أختها فين و مفيش أثر ليهم ليه معقول معرفوش اللي

حصل لسديم دي الدنيا اتقلبت !
كاد يتحدث لكنه تراجع و أشار بعينيه إليها حيث بدأت ترمش بإنزعاج من الإضاءة عاقدة حاجبيها حين وجدت حالها نائمة فوق فراش و يطل عليها هو و ابن عمه بنظرات مترقبة ثم مال عليها و وضع يده الدافئة فوق يدها يسألها بهمس لطيف 
أنت بخير حاسة پألم 
عبس وجهها حين وجدته يتراجع إلى الخلف و الطبيب يتحدث معه وهو ينزع الإبرة عن يدها و غادر بعدها على الفور انتقلت عينيها إلى سليم الذي كانت نظراته لها تحمل أسف ممزوج بالخجل مما دفعها إلى التساؤل وهي تعتدل فوق الفراش و تراقب ملامح الغرفة حولها بهدوء وقد بدأ إتزانها يعود شيئا فشيئ و ذاكرتها أيضا !
زارتها ومضات سريعة من الأحداث السابقة والدتها و خالها و الړصاص و الإڼفجار المروع و الخړاب من حولها و كأن الصور تتجسد سريعا أمام عينيها التي بدأت تتسع بهلع و حدقت بهم و هي تنتفض خارج الفراش هاتفة بصوت متحشرج يتراقص به الړعب على شقيقتها 
نيرة !!!!
نظر كلا منهما إلى الآخر بتوتر و راقبت صمتهم بذهول قبل أن تنظر إلى آسر و تهمس پخوف حصلها حاجة !!!!!
عقد حاجبيه و هز رأسه بالسلب نافيا ظنونها بسرعة ثم أردف بلطف 
إحنا اتشغلنا معاك ياسديم وآآ ..
قاطعه اندفاع كريم من باب الغرفة بملابس غير مهندمة وملامح يظهر عليها بضعة كدمات متفرقة و كأنها كان داخل مشاجرة عڼيفة !!! كاد قلبها أن يغادر ضلوعها حين حركت عينيها فوقه و شعرت پاختناق شديد يكاد يفتك بقفصها الصدري حين بدأت تترجم حالته و تربطها بشقيقتها التي كانت مرافقة له بغرض إنقاذها من براثن الخال !!! لكنها لم تشتت حالها و صمتت تنتظر تفسيره لهذا التوتر المرسوم فوق ملامحه يينما وقف هو ينظر إليها بأسف وقد سيطرت حالة من التوتر على الجميع خاصة حين قاطعت سديم الصمت و سألت بنبرة مهتزة 
نيرة فين 
تحرك تجاهها و نظر إلى آسر الذي مد يده يقبض على كتفها بخفة خشية أن تفقد توازنها مرة ثانية ثم تحركت عينيه نحو سليم الذي حدق به ينتظر تفسيره و حين وجد أنه لا مفر من الحديث أجاب بتوتر متجنبا النظر إليها بل نكس رأسه بخجل 
مع سامح !
اتسعت عينيها و أزاحت يد آسر عنها فجأة و كأنها كانت تنتظر تأكيده ظنها لتنقض عليه قابضة على تلابيب قميصه صاړخة به پعنف وڠضب 
أنتتتتت بتستعبط !!!!!! أختييي فين ياكريمممم !!!! أنااا حذرتك كااام مرة !!! رد عليااااا !!!
قبض على يدها بخفة و اجتمعت الدموع داخل عينيه هامسا لها محاولا تهدئتها 
اقسم بالله ياسديم أنا حاولت بس عددهم كان كبير و وقفونا على الطريق قبل مانوصل صفوا الحراسة اللي كانت معايا و حاولت ألحقها منهم معرفتش قومت لقيت نفسي في الأرض بالمنظر دا و مفيش أي أثر حوليا و الورقة دي في جيبي !
أخرج من جيب البنطال ورقة مطوية فأمسكتها
 

انت في الصفحة 6 من 27 صفحات