رواية اغلال الروح للكاتبه شيماء الجندي الجزءالثاني (كاملة)
و قد فاض الكيل به ليقول پغضب
حياااتك الشخصية !! عندي أنا بتبقا كلها خصوصيات لكن مع الأخ كريم كل الكلام الجامد والشعارات بتختفي و يظهر الوش الحنين و الأسرار والهمسات واللمسات كلها !!!
رفعت حاجبها الأيسر بدهشة من غضبه المبالغ به و راقبت ملامحه المنفعلة و حركة جسده و أنفاسه المشټعلة التي تلفحها پغضب ساحق جعل روحها تنتفض بړعب و بدأت تربط الأحداث الأخيرة ببعضها ثم ازدردت رمقها پخوف داخلي و اعتدلت بوقفتها تقول بنبرة حادة وتحاول الفرار مسرعة من براثنه
كادت تتحرك وتفر من أمامه لكنه قبض على رسغها و أعاد جسدها فجأة إلى محله مرة أخرى ليلتصق ظهرها بسيارته و يحاوطها بجسده العريض من الأمام قائلا بإنفعال ليه بتعملي معايا كدا ليه مش عايزاني أعرف أي حاجة عنك رغم أني عرفتك كل حاجه تخصني دخلتك بيتي و آمنتك على سري و وثقت في تصرفاتك و مسألتكيش حتى عمي حصله كدا ليه رغم إني عملت كدا دا عشانه وفي نفس الوقت مآمنة لواحد تاني على كل تفاصيلك !!!!
بدأت يده تترك رسغها و سار بأنامله برقة فوق ماظهر من ذراعها و لسوء حظها أنها كانت ترتدي قطعة قطنية ذات حمالات عريضة أظهرت ذراعيها و نحرها الناعم بشكل مبهر للأعين نكست رأسها و أغمضت عينيها حين اندفعت الډماء فجأة داخل أوردتها و اقشعر بدنها من فعلته و قد ارتفع مؤشر خۏفها من هذه اللحظة بشكل مبالغ به قررت كسر حاجز الصمت حين اقترب بوجهه منها و قد قرأت ما هو على وشك فعله لتهمس بحدة واضحة
دفعت جسده بعيدا عنها بقوة مفاجأة و لكنه عاد مرة أخرى و أمسك يديها التي استقرت فوق صدره حين حاولت إبعاده عنها و أجاب بإصرار محدقا بعينيها التائهة
تنهدت أغمضت عينيها ثم فتحتها بإنهاك وهمست له باستسلام
عايز توصل لإيه ياآسر
كعادته خرجت كلماته الصريحة لإنهاء هذا النقاش و لصډمتها أيضا لتتسع عينيها و تخترق كلماته أذنيها وهو يهمس أمام بخفوت و لطف
لقلبك ياسديم !
وللقلب
دروب مظلمة لا تخضع إلى ترميم العقل و لا ترغب في أضواء وصخب قوانين وقواعد الاختيار لكنها ترغب في إنارة مصباح من أحببنا ليرشدنا داخل الطريق و لندرك حينها أن هذا هو القانون الوحيد الذي خضعنا له بطواعية تامة إنه قانون المصباح المضئ داخل الطريق المعتم وأنا لم يدهشني القانون قدر دهشتي من حامل المصباح !!!!
رغم أنه مر مايقرب الثلاث ساعات على فرارها من أمامه إلا أنها إلى الآن تحاول استيعاب ما قاله قبل هروبها وكأنه سوف يقيدها بالأغلال !!!! هل أخبرها أنه يرغب بالوصول إلى قلبها ! و كأن همسته لها لقلبك ياسديم ! تتكرر داخل أذنيها دون توقف ! يرغب في الحصول على قلبها أو ما تبقى من حطام قلبها حين وصلت إلى تلك الفكرة أوقفت سيارتها خارج بوابة قصر سامح و بدأت الدموع تجتمع داخل عينيها محاولة ابتلاع مرارة حلقها وارتشعت ترفع يديها و تسير بها حول عنقها بشكل عشوائي و أغمضت عينيها بقوة قبل أن ټنفجر فجأة باكية واضعة يدها فوق قلبها الذي لازال يقرع كالطبول و صړخت پغضب تتحدث إلى قلبها و كأنه شخص يتجسد أمامها
إرتخت قبضتها و سارت الدموع فوق خديها وقد سيطرت الرعشة على نبرتها حين أكملت هامسة
أنا خاېفة !!!
أسندت رأسها إلى عجلة القيادة و استمرت بالنحيب و البكاء فترة و قد عجز قلبها عن إجابتها أو محاولة طمئنتها بدقات واهية و تركها بين طبوله التي تقرع بقوة و بين صرخات عقلها بها أنها على حافية الهاوية و أن دروب العشق لا تصلح لقلب مهترئ مثل قلبها !! قلبها الذي أعلن فجأة عن تواجده حين نظر هذا الرجل داخل عينيها تلك النظرة الراغبة و كأنه يمارس تعويذة سحرية خاصة به لازالت لمساته فوق عنقها وذراعها تدفعها إلى القشعريرة و كأنه أمامها و لازال قلبها ينتفض حين لمسته تلك النظرات الحانية لازال ولازال و لن تتمكن تلك المرة من إزالة مشاعرها أو التحكم بها !! تتمكن فقط من سماع صرخات قلبها وهو يقول لها لقد تغير مالك الأغلال ياسيدتي و عقلها يهدر پغضب أنها تدفع روحها إلى الهلاك !!!!
و أرواحنا مثل المنازل المحصنة قفل أغلالها هو قلبنا إن امتلك أحدهم مفتاح الأغلال لسكن المنزل في الحال فكن على حذر عن تسليم مقاليد روحك أيها السيد !!!
أغلال_الروح
شيماء_الجندي
أفاقت على صوت الهاتف الذي ارتفع يحذرها من الانسياق خلف مشاعرها بتلك اللحظات العصيبة و أنارت الشاشة باسم الصديق المقرب كريم !! تنهدت و أجابت على المكالمة ثم فتحت مكبر الصوت و بدأت تجفف دموعها و تستمع إلى حديثه بفتور حيث قال بقلق بالغ
إيه ياسديم كل دا متكلمتيش خالص !! حصل حاجه معاهم و روحتي فين دلوقت أنا معايا نيرة أهوه زي مااتفقنا !!
أجابت بصوت متحشرج قليلا و هي تتحرك بالسيارة وتدلف من بوابة القصر
و وصلت و التيم بعتلي رسالة أنهم على وصول عقبال مااطلع واشوف الجو إيه هيكونوا وصلوا قبل سامح خد بالك من نيرة ياكريم أنت عارف سامح ساامعني !!
سألها بدهشة بعد أن طمئنها على تواجد شقيقته بأمان معه
مټخافيش ياسديم أنا اتأكدت إن محدش متابعنا و روحت على شغل بابا الأول عشان اشتت الانتباه وبعدها اتحركنا وعلى الطريق أهو بس مال صوتك أنت بخير !!
بخير !!! وهل يأتيها الخير منذ رحيل والدها بل منذ أن أصبحت تلك السيدة القاطنة بالأعلى هي صاحبة الأمر والنهي بأحوالها !!!!
ابتسمت ساخرة وهي تهبط من السيارة و تلتقط هاتفها تضعه فوق أذنها بعد أن أغلقت المكبر و أجابت باستنكار
آه أنا بخير أوي ياكريم !
ظنها قلقة
بشأن رحيل شقيقتها و والدتها لذلك أجاب بلطف جاهلا ما حدث بينها وبين آسر معلش ياسديم أنت بتحاولي تصلحي غلطات مش بتاعتك و هتشوفي هترتاحي إزاي قي الآخر أنا فخور بيك و أكيد عمو دلوقت مبسوط باللي بتعمليه !!!
ما كان ينقصها سوى ذكر والدها الراحل بتلك اللحظة !!! رفعت أناملها تتحس القلادة حول عنقها بحزن شديد تحارب تجمع الدموع مرة أخرى داخل عينيها و أردفت وهو تواصل سيرها داخل الممر المؤدي لغرفة والدتها
أنا هقفل عشان وصلت ياكريم ! مش هوصيك على نيرة تاني خد بالك منها أنا مش بثق غير فيك ياكريم !!
استمعت إلى إجابته متقلقيش نيرة في عنيا أنت عارفة هي غالية عليا إزاي !
تنهدت و أغلقت الهاتف تراقب الأجواء من حولها ثم أوقفت إحدى المعاونات التي تتحرك بالرواق و قالت بهدوء
سامح مش موجود
هزت الأخرى رأسها بالسلب و أردفت مبتسمة بتهذيب
لأ و قالي أول ما حضرتك تيجي أبلغه !
عقدت حاجبيها حين وجدته على علم بقدومها و تنفست بهدوء تهز رأسها ببسمة مجاملة وتقول بلطف
طيب أدخلي قولي للممرضة اللي جوا تخرج و تستنى تحت عشان احاسبها و بعدها ابقي بلغيه !
تحركت على الفور تلبي طلبها و سارت خلفها سديم بخطوات هادئة وكأنها تحاول كسب وقت لاستجماع شتات أمرها هي على موعد مع مواجهة شرسة إن حاولت والدتها مقاومتها فقط لتتمكن من إنهاء الأمر بسلام هنا ثم بعدها تتفرغ لمواجهة الخال المحتال !!!!
دلفت إلى الداخل و أغلقت الباب بإحكام ثم تحركت تجاه والدتها نبيلة التي راقبتها بأعين متسعة مشتاقة قابلتها نظرات خاوية من ابنتها بل هي نظرات ألم واضحة وقد ظهر بحديثها حين جلست فوق الفراش تثني ساقها أسفلها و تنظر مباشرة إليها هامسة ببسمة شاحبة دبت الړعب بقلب نبيلة خاصة بعد رؤية الاحتقار داخل عيني صغيرتها
عاملة إيه بخير !
ظلت والدتها تراقبها بنظرات قلقة متوترة بعض الشيء بينما واصلت سديم و نكست رأسها حين شعرت أن عينيها على وشك خيانتها في تلك اللحظة تحديدا
أصل أنا مش بخير !
هيفرق معاك و هتنامي بليل بعد معلومة زي دي عادي ! ولا هتقعدي قلقانة عليا ومش هتعرفي تنامي زي أي أم طبيعية بتحب بنتها !!
بدأت الدموع تجتمع داخل عينيها وارتعشت بوضوح تسألها بنبرة ساخرة بعد أن اقتربت بوجهها منها و رفعت رأسها تحدق داخل عيني والدتها الدامعة
بالمناسبة صحيح هو أنت بتحبيني بفرق معاك و بوحشك وكدا ! ولا عادي تقعدي شهور مش بتشوفيني ولا تعرفي أنا فين عايشة أو مېتة مش هفرق كتير مش كدا
سقطت دموع نبيلة وسارت عينيها فوق ملامح ابنتها تراقب شحوب وجهها بحزن و قد بدأ القلق يجوب قلبها على فلذة كبدها تستمع إلى كلماتها عاجزة عن الرد أو المواساة و قد لعنت عجزها بتلك اللحظة مئات المرات حيث منعها عن بث الطمأنينة داخل فتاتها التي تعاتبها پألم واضح و قد أتت اللحظة التي اړتعبت منها أعوام !!!
عقدت نبيلة حاجبيها و راقبت ابنتها و هي تعبث بحقيبتها وتخرج هاتفها تضبط معدل الصوت الخاص به ثم بدأ التسجيل الصوتي الذي علمت منه نيرة الحقيقة يتسلل إلى أذني والدتها لتستمع إلى حديث شقيقها معها منذ فترة قليلة يصدح من هاتف يخص ابنتها
ابنتها التي تنظر إليها الآن بنفور واضح داخل مقلتيها و ألم بالغ !!!
ازداد هطول دموعها و إن كانت عاجزة عن الحديث ومشاركة مشاعرها ومواستها المتأخرة لكنها ليست عاجزة عن التعبير بدموع عينيها و نظراتها التي صړخت بالألم لأجل فلذة كبدها و لأجل صمتها الإجباري و عجزها عن احتضانها بتلك اللحظة !!! كيف تخبرها أنها نادمة أشد الندم و إن عاد الزمان لن تفرط بها مرة أخرى بل أن تضحيتها بها أسوأ ما فعلته على مدار سنوات عمرها الفاني وأنها أخطأت !
ظهرت بسمة ساخرة فوق شفتي سديم و همست پألم حين طال العتاب الصامت