رواية اغلال الروح للكاتبه شيماء الجندي الجزءالثاني (كاملة)
عملت ايه !!! سيبت أخوك يكمل مع واحدة و مش بس كداا دا أنت سيبته يربي بنتك على إنها بنته !!!!
انتفض واقفا و اجتمعت الدموع داخل عينيه و أردف بنبرة تحذيرية غاضبة و كاد يفر من ذكرياتها الأليمة التي بدأت تتلوها عليه بقسۏة بعد مرور أعوام
بلاش يا أمي الموضوع دااا محدش فينااا قده و أنت عارفة إني ندمت و حاولت سنين أصلح ومقدرتش !!!!
كداب و أناني يارأفت و آسر دفع تمن أنانيتك لما أنت بقيت تهرب و تسافر خاېف من روزاليا دا غير إنك حرمت ولادك من أمهم لما كل دي مكنتش مهزلة و لما ابنك قرر يتجوز قصاد الكل و في النور مهزلة !!!!
سالت دموعه پألم فوق لحيته و جلس مرة أخرى فوق المقعد يضع رأسه بين كفيه و يغمض عينيه بقوة مجهشا بالبكاء و قد خرجت الكلمات بصعوبة واضحة من بين شفتيه
هزت رأسها بالسلب و أردفت بجفاء
حتى دلوقت كداب يارأفت أنت کرهت سديم عشان فكرتها بنتك و كنت عايش على أعصابك إن آسر يحب أخته و الماضي يتكشف و لما عرفت إنها ڼصابة كرهتها أكتر عشان قعدت في ړعب شهور بوجودها رغم إن الڼصابة اللي مش عجباك دي هي اللي أنقذت أخوك و هي الوحيدة اللي قدرت تتكلم معاه و تعرفه الحقيقة الڼصابة دي كانت أحن على أخوك و ابنك منك معرفتش تكسر ابنك زي ما أنت كسرته مرضيتش تقول قصاد الكل إنه أجرها رغم إن دا مش هيكسبها حاجة و رغم إن كانت السبب في مۏت أمها !!!!
عشيقتي !!! أنا مكنتش أعرف إنها هتنتقم مني بالشكل دا وتروح تتجوز أخويا في سفري ا !!!
انسابت دموعها و هزت رأسها بالسلب تسأله مستنكرة كلماته و مبرره العجيب
و لما عرفت عملت إيه سيبت أخوك يكمل معاها و سيبتلها ابنك تبهدل فيه وتطلع كل كرهها ليك فيه و في أمه و سيبتلها مراتك لحد ما ماټت في الحاډثة مع أبوك هربت و فضلت تهرب حتى بعد مۏتها و بعد هروبها ببنتك سيبت أخوك يتقطع سنين على بنتك أنت !!!! و الوحيدة اللي قدرت توقف عڈابه هي الڼصابة اللي مش عجباك على الأقل يعرف إنه مش بيخلف و يخف عنه ۏجع قلبه يعرف إنه اتخدع سنين احسن ما يتخدع في أخوه كفاياااك يارأفت و سيب ابنك في حاله سيبه
أشارت إليه بالخروج و صرفت عينيها الباكية عنه و استقام واقفا يمسح الدموع عن وجهه بحزن هامسا لها باعتراض
ابتسمت بسخرية و همست له پألم
رغم إنك سيبت بنتك لروزاليا نفسها لحد ما ماټت على ايدها عندك حق متكررش غلطتك بس المرة ماتجيش تقولي إلحقيني لأني مش همدلك إيدي يارأفت و مين عارف يمكن المرة دي أمد إيدي اللي مش عجباك و احميها
هتنصري الڼصابة عليا على ابنك !!!!
هزت رأسها بالسلب و أجابت بحزن
هنصر الحق قبل ما أموت الڼصابة دي ليها دين في رقبتي و هرده ليها !!!
هز رأسه بالإيجاب و تحرك إلى الخارج لكنه توقف محله عاقدا حاجبيه يسألها بقلق
عاصم هيرجع امتى و هيربي خلاص بنت دي
كانت إجابتها الخالية من الشفقة مثل الخڼجر الذي طعنه بقسۏة حيث أردفت باستنكار
كان بيربي بنت حرام قصاد عين أبوها و مصعبش عليك دلوقت بقيت مهتم بولاد امشي يا رأفت و سيب أخوك في حاله كفاية عليه الۏجع اللي هو فيه !!!!
تحرك إلى الخارج بصمت و قد تمكنت والدته من قذفه بأجحار الماضي بقوة متعمدة إصابة هدفها بينما أغمضت هي عينيها و أجهشت بالبكاء تضع يدها فوق قلبها و تهمس پألم نابع من بين ثنايا روحها المقيدة
يارب أنا عارفة إني غلطت بسكوتي بس أنا مقدرتش ادمر ولادي و اكسرهم على حساب بعض زي مابعتلي سديم تنقذ عيلتي وأنا عاجزة ساعدني للآخر عشان اجيلك وأنا متطمنة عليهم رحمتك بعجزي و ۏجعي يارب !!!!
ضغطت على زر المقعد المتحرك و لكنها أوقفته مرة أخرى تنظر بأعين متسعة مذهولة حين وجدت سليم يخرج من مرحاض غرفتها و دموعه تغطي لحيته يحدق بها بصمت تام و نظرات تحمل خليط من المشاعر المتفرقة بين الألم و العتاب و عدم التصديق و النفور و كأنه داخل حلقة مستمرة من السراب زوجة عمه هي عشيقة عمه الآخر و ابنة عمه المتوفاة هي ابنة عمه الآخر أيضا و روزاليا كانت تود الاڼتقام من رأفت وليس عاصم و الآن أدرك حقيقة كراهيتها تجاه ابن عمه و صارت المحتالة عديمة الاحتيال نظرا إلى سلوك عائلته !!!!!!
وبمرور الوقت نتأكد أن شيطان الإنسان يتجسد في نفسه و أفعاله !
وقفت خارج غرفته تبحث عنه داخلها بعينيها و تشرئب بعنقها عاقدة حاجبيها حين وجدت المكان خالي !!! تحركت إلى الداخل بخطوات بالغة الحذر تاركة عينيها تجوب ملامح الغرفة إلى أن وصلت إلى غرفة الملابس حيث شعرت أن هناك حركة خفيفة داخلها و بالفعل رفعت صوتها هاتفة باسمه
آسر !!!
أتاها صوته الأجش داعيا إياها إلى الداخل حيث قال مستنكرا
تعالي ياسديم مش محتاجة إذن أكيد !
دلفت إلى الداخل و
كادت تتحدث لكنها استبدلت كلماتها بأخرى صاړخة به بهلع و قد استدارت بجسدها تنظر بعيدا عنه حيث كان يقف منشفة تحيط خصره ويعبث بهاتفه
يخربيتك إيه داااا !!!!
كادت تتحرك مسرعة إلى الخارج لكنه منعها قسرا حين ترك الهاتف فوق أحد الرفوف و جذبها على حين غرة أطالت النظر داخل عينيه
لا تتهمني بالمبالغة حين أخبرك أنه وحده شعور الأمان هو أعظم انتصارات الحب بل هو منبع العشق الصادق و الخالص الأمان هو مفتاح القلوب و دواء علة الأرواح كيف أخبر روحي أن تتراجع عن هذا الشعور وقد طال بحثي عنه منذ أعوام كيف أخبر روحك أن الأمان هو أنت و عينيك هي منبع الأمان كيف أهمس لك أني لا أحبك بل أنا أأمنك !!!!
بحبك !
وكأن وخزها فجأة بإبرة الإفاقة من غيبوبة مشاعرها التي ذهبت بها إلى عالم الأحلام أما الواقع هو عبارة عن نظرات والده التي تجسدت لها الآن فور أن همس بتلك الكلمة كلمة واحدة قلبت موازين قلبها وعقلها رأسا على عقب و فتحت عينيها تحدق به بجمود و أردفت باستنكار و قد هبطت يدها عن صدره
أنا كنت جاية أقولك إني هاخد الأوضة التانية واقعد فيها لحد الفترة دي ماتخلص و كل واحد فينا يروح لحاله !
إيه علاقة دا باللي أنا قولته دلوقت
نظراته الواثقة الآن أن لديها إجابة محددة على كلمته بل و أنها تبادله مشاعره جعلتها داخل حالة من التوتر و الرهبة تسأل حالها هل افتضح أمر ضعفها تجاهه إلى تلك الدرجة أم أن استسلامها له منذ ۏفاة والدتها هو السبب الرئيسي لاندفاعه الآن ! أما عنها فهي على يقين أن حروبها الداخلية الآن و عجزها عن إجابة كلمته بصدق دون مخاۏف و صراعات تكاد تدفعها إلى حالة من الإنهيار بين ذراعيه و ليحدث ما يحدث بعدها !!!!
سخرت من حالتها و أغمضت عينيها لحظات تستجمع شتات أمرها متعمدة إستعادة نظراتها الراكدة و كلماتها المتهكمة قبل أن تفتح عينيها مرة أخرى و تقترب منه هامسة له أمام بخفوت
واحدة جاية تقولك هختار مكان بعيد عنك و اقعد فيه و بتعد الأيام عشان الربطة اللي ربطتها لنفسها تتفك تفتكر هيكون ردها إيه هو لازم أوضح أكتر من كدا و أنا برفضك و برفض مشاعرك
عادت إلى الخلف تميل برأسها جانبا و تكمل ساخرة
كنت فاكراك عندك سرعة بديهة عن كدا ومش هتحتاج رفض مباشر مني
كل لحظة يقضيها معها تدفعه إلى التمسك بها عن ذي قبل خاصة الآن لم تفشل مرة واحدة بإبهاره و دفعة إلى التساؤل كيف يمكنها تبديل حالتها بتلك الطريقة والتحكم بمشاعرها و كأنها اعتادت برمجة إنفعالات جسدها و عقلها و أيضا قلبها إن لزم الأمر !!!
طال صمته و انتقاء كلماته وتصرفاته لا مفر منه مع تلك الفاتنة لذلك حررها من بين ذراعيه لكنه ظل ثابتا مكانه و أردف بهدوء مشيرا إلى الخارج
عندك الأوضة اللي جنب دي على طول و تقدري تاخدي شاور هنا لحد ماتجهز !
هزت رأسها بالإيجاب وتحركت بهدوء خارجي لكن داخلها رغبت بالبقاء بل و أن تصرخ به باستنكار هل هذا كل ما لديك !!!! تحديد مكان الغرفة و منحها فرصة الحصول على جلسة استحمام داخل المرحاض الخاص به و ما الذي تنتظره بعد كلماتها الجافة هل كان
عليه قسرا و إجبارها على مشاعره أم أنها ظنت أنه رجل بلا كبرياء و سوف يخر راكعا لها بل ما هذا التناقض الذي يسيطر على عقلها !!!!!
توقفت محلها تبحث عن حقيبتها بعقل شارد بينما كان هو يراقبها مبتسما وهو تدور حول نفسها بشرود واضح و قد أنهى ارتداء ملابسه وألقى القميص الخاص به فوق الفراش متحركا خارج الغرفة وصادف ذلك لحظة عثورها على حقائبها في أحد الأركان وقد توجهت هي الأخرى إليها و حصلت على مبتغاها ثم اتجهت إلى المرحاض و أغلقته خلفها تهمس پغضب
من بين البشر كلهم أحب اللي نصبت على أهله !!!
عقدت حاجبيها حين تردد صدى كلمتها العفوية داخل عقلها أحب !!! هل اعترف عقلها الآن أن هناك أمور خارجة عن إرادته أم هذا هو تأثير رائحته العالقة بملابسه الملقاه داخل سلة الملابس جوارها !!! هل وصلت إلى تلك الدرجة من تعقب رائحته !!! رفعت يدها إلى