رواية اغلال الروح للكاتبه شيماء الجندي الجزءالأول (كاملة)
هو يعود إلى أوراقه
مشوفتش حد بيتباهي بالقرف زيك ! أنا مش محتاج أكون شبه واحدة زيك عندها كل شيئ مباح وسهل و رخيص !
نظرت إلى الأوراق التي ينقش إمضائه فوقها ثم قالت
الكلام سهل !
ثم هبطت فوق الأرضية الرخامية برشاقة مالت بجزعها العلوي فوق المكتب تسحب الأوراق منه قائلا بإنفعال
أنا مبحبش دي
أنت مين أصلا عشان أنا ارخص نفسي ليك على العموم بدل ما أنت مركز ركز في اللي بتمضي عليه الورقتين دول نسخة من بعض ماعدا تغيير أرقام الشرط الجزائي يعني حضرتك بتمضي على رقمين و بنسبة كبيرة هيتاخد الأعلى و تتقطع الورقة التانية بدل ما تطول لسانك على ڼصابة زيي شوف مين ڼصب عليك و بيقبض منك مرتب كل شهر !
تركته وغادرت المكان و اتجهت إلى أقرب مرحاض ثم دلفت إليه تنظر إلى المرآة و قد اجتمعت الدموع داخل عينيها تستعيد بعقلها نظراته و حديثه المليئ بالازدراء جهلت بتلك اللحظة مصدر ألمها الداخلي منذ متى تهتم إلى نظرات من حولها أين ذهب شعارها المشهور أنه لم تتقاسم مع أحدهم يوما ما الوحدة و الألم و الخۏف حتى تلتفت إلى أحكامه الجميع حكم أنها من نسل شيطاني و قد جهلوا جميعا حقيقة الملاك الخفي خاصتها ! يؤلمها أنها تخذله لكن إن لم تفعل لن يتركها الخال و لن يترك والدتها القعيدة شقيقته و حبيسة قصره !!!!
رفعت هاتفها و أجرت اتصالها برقم تحفظه داخل عقلها ارتفعت دقات قلبها قليلا حين أتي صوت شقيقتها تقول باتزان
ألو
اجابتها بلطف
ايوا يانيرة ! عاملة إيه ياحبيبتي !
عقدت نيرة حاجبيها وهتفت پصدمة
سديم !!!! أنت فين ياسديم و متكلمتيش ڤيديو ليه عشان تكلمي ماما و تشوفك !!
تنهدت بضيق و قالت بحزن
اجابتها أيوة بتاخدها أنا بتابعها بنفسي !
ثم قالت بنبرة مهزوزة أنت وحشاني ياسديم مش هشوفك بقا بقالك
٤ شهور في السفر دا !
ابتلعت سديم غصتها وقالت بصدق
و أنت وحشاني أوي يانيرو قريب هشوفكم ياحبيبتي !
تنفست بهدوء ثم أكملت خلي بالك من نفسك ومنها و ذاكري حلو أنا لازم أرجع شغلي دلوقت هكلمك تاني أول ماافضى !
سديم أنا نسيت اقولك حلمت ببابا امبارح !
ارتعشت شفتيها واجتمعت الدموع داخل مقلتيها تهددها بالهطول في أي لحظة و همست پألم وهي تعض على شفتيها
وأنا كمان !
استمعت إلى ضحكات شقيقتها المراهقة و هي تقول
كان بيشوف ياسديم و قعدت معايا كتير و سابلي هدية صندوق قالي اديها لسديم و حضڼي جامد !
بس وهو ماشي وقع على الأرض و مكنتش عارفة اساعده و بعدها صحيت ! مش هتيجي بقا عشان نروح نتكلم معاه شوية
وضعت يدها أعلى شفتيها وكتمت أنفاسها تاركة تلك الدموع تهبط فوق خديها و ابعدت الهاتف عن أذنها حتى تتمكن من استجماع شتات أمرها !
مؤلم أن يرفض المرء التعبير عن مشاعره ببضع كلمات خوفا أن يفتضح أمر تظاهره بالقوة و الثبات .. يعز علينا رؤية حطام أرواحنا داخل أعين من أحببنا .. يعز على المرء حاله رغم هوانه بأعين من أحب !
لحظات و استعادت نبرتها المتزنة لتقول بهدوء
أوعدك أول ما أجي هنروح سوا ليه ! خدي بالك من نفسك يانيرة ! و لو احتاجتي أي حاجه كلميني على الرقم دا ماشي هقفل دلوقت ياحبيبتي سلاام .
ولم تنتظر الاجابه أغلقت مسرعة و رفعت يديها إلى خصلاتها تجمعها ثم ثبتتها بشكل دائري عشوائي فوق رأسها و عينيها تستكشف اصطباغ بشړة ذراعها باللون الأحمر محل ضغط ذاك الھمجي عليها بقوته تنهدت و مالت تجاه الصنبور تغسل وجهها و نحرها بالماء الفاتر ثم اتجهت إلى المحارم تجفف نفسها وهي تهمس بشرود
عايزني اعمل إيه يابابا عاوزني أعند و أضيع نيرة معايا !
على الجهة الأخرى .. داخل قصر سامح
أغلقت نيرة الهاتف و هي تتجه إلى المسبح لكن أوقفها صوت سامح الذي قال بلطف
نيرو حبيبتي ! كان معاك مكالمة مهمة ولا إيه
? حبيبك
خجلت نيرة و توترت نظراتها تقول بحرج
لاء دي سديم يا آنكل !
ابتسم لها و قال بدهشة
والله طيب كويس ياروحي اتطمنتي بقا عليها مش قولتلك هتكلمك قريب ! و كلمت نبيلة بقا ولا أنت بس !
هزت رأسها بالسلب و أجابت بعفوية
لا أنا بس مكنتش بتتكلم ڤيديو بس قالت هتكلمنا لما تخلص !
ثم أكملت بحرج و صوت رقيق وهي تشير إلى حمام السباحة
ممكن انزل ال المسبح
هز رأسه بالإيجاب ثم كور وجهها يقبل خديها و هو يقول
اكيد ياروحي ! استمتعي بوقت لطيف !
ثم تركها و صعد إلى غرفة شقيقته نبيلة والدة سديم طرق الباب ثم دلف و هو يقول بأسف فور أن أغلقه بإحكام
اووف سوري يانبيلة أصل متعود إنك بتردي و كدا !
قالها وهو ينظر إلى شقيقته التي نظرت إليه پغضب و عقدت حاجبيها بقوة ليبتسم لها ببرود و يتجه إلى النافذة يراقب من خلالها حركة نيرة داخل المسبح و هو يقول
بصراحة يانبيلة أنا فخور ببناتك يعني مثلا نيرة لطيفة أوي و هادية و مطيعة مش بتسأل كتير و تفتح قصص بتستمع بوقتها و ده عامل مشترك بيني وبينها عكس سديم تماما ..
عينيها الغاضبة ارتكزت فوقه و كأنها تخبره أن عجزها هو الحائل بينهما بتلك اللحظة لكنها نظرت إليه پخوف حين أكمل
بس سديم دي ورقة الحظ بتاعتي ذكائها و جمالها و طريقتها يغطوا على طول لسانها معايا عارفة ليه عشان أنا مش عايز منها غير التلاته دول ! سديم قصة و في مكان تاني بعيد عنكم كلكم طيب ولما حاولتي تعملي كدا كسبتي إيه غير العجز اللي أنت فيه و برضه بناتك معايا !
قائلا
بلاش تمثلي دور الملاك يانبيلة
استمرت دموع عينيها في الهطول دون توقف و ظهر الندم داخل عينيها ليكمل ساخرا
اللي خلاك أنت استغليتييي بنتككككك مستنية إيه من واحد زييي
ربت فوق صدره وهو يقول بإنفعال
أنا اللي وصلتها لكل داا !!! أنا اللي علمتها في أحسن مدارس وجامعات سفرتها العالم كله أنا اللي تعبت على سديم و أنا الوحيد اللي ليا حق فيها
أغلقت
عينيها و سقطت دموعها و داخلها ېصرخ أنه صادق هي المذنبة الوحيدة هي من ألقت بابنتيها داخل النيران أما الصغيرة أمانها بين يدي سديم الصديق الأمين و الحصن المنيع لشقيقتها لكن هي أين تجد الأمان التي سلبتها إياه دون شفقة ! لقد خذلت صغيرتها منذ أعوام و حطمت ماضيها و حاضرها و مستقبلها و قضي الأمر !
أود أن أخبرك أن الخذلان صار خذلان لأنه أصابك من القريب أما الغريب لن يضر قلبك مهما حييت نحن نخشى طعنات الأحباب ليس الأغراب !!!
الفصل الرابع دعم !
قضت سديم يومها مع عاصم الذي استمتع للغاية بالحديث معها و رأى نضوج و عقلانية واضحة داخل آرائها ومع نهاية اليوم و بعدما علم أن زوجته سوف تعود في صباح اليوم التالي قرر إبلاغ العائلة بما تحويه جعبته على طعام العشاء خارج المنزل عدا الجدة التي إلتزمت المنزل نظرا لظروفها الصحية وحيث اجتمعت العائلة قال عاصم بنبرة معتدلة لكنها لاتحمل النقاش
آسر ! سديم هتنزل من بكرة الفرع اللي عندك عشان تشتغل معانا طبعا الفترة الأولى هتكون تحت إشرافك !
لم يحدث جدل كما توقع الجميع بل أجاب آسر
تمام ياعمي زي ما تشوف !
رفعت عينيها أخيرا عن صحنها و نظرت إليه لحظات قليلة ثم أعادت نظراتها إلى شوكتها التي تعبث بها منذ وضع الطعام و قد لاحظت نريمان ذلك فقالت بلطف
سديم حبيبتي لو الأكل مش أوي ممكن نطلب غيره من الشيف وممكن تشرحيله اللي حباه يعملهولك
توقف عاصم عن طعامه حين قالت نريمان ذلك ونظر إلى صحن ابنته وجده كما هو ! ليقول بقلق
إيه ياحبيبتي مش بتاكلي ليه
ابتسمت لهما و قالت و هي تستقيم واقفة
بصراحة أنا مش جعانة بس محبتش أضايقكم أنا هقوم أقف هناك شوية
و أشارت على طرف الباخرة المطل على المياه ثم غادرت المجلس بهدوء كاد عاصم يتبعها لكن استقام سليم و هو يقول
خليك ياعمي أنا هشوفها !
هز عاصم رأسه بالإيجاب و تعلقت عينيه بابنته التى أولتهم ظهرها ووقفت تنظر إلى حركة المياه بأعين لامعة منذ أعوام كانت هذه الأماكن هي الأحب إلى قلبها حيث كان يصطحبها الأب الحنون يحتضنها و يغرقها بوابل من القبلات فوق خصلاتها و جبهتها حيث علمها دروس الحياة النبيلة و الحفاظ على عقلها الراشد و أخبرها أنها حرة لا يجب أن تترك أحدهم يقود عقلها حيث أخبرها أنه معها أينما ذهبت ! وأنه لن يتركها لكنه خان العهد و تركها !
هنا ودعت طفولتها لكنها لم تتمكن من توديع مراهقتها عقدت حاجبيها حين استمعت إلى سليم يقف بجانبها قائلا بدعابة
واضح ان القصة كبيرة أوي احكيها أنا بحب اسمع الحكاوي !
تحكمت بنبرتها و أخفت لمعة الدموع بعينيها بأعجوبة و قالت بهدوء
ولا قصة ولا حاجه أنا مصدعة و بصراحة أكلت من الكافتيريا قبل ما نمشي !
ابتسم لها وقال
آآه دا إحنا بنغير الموضوع بقا على العموم أنا مكنتش عايز أعرف انا أصلا مبحبش الحكاوي !
ضحكت بخفة و مالت برأسها إلى الأمام ثم اعتدلت تواجهه و قد تطايرت خصلاتها برقة مع نسمات الهواء وقالت مبتسمة
ولا أنا بحبها ياسليم روح كمل أكلك بقا و أنا هقف شوية وارجعلكم !
عقد حاجبيه و قال پغضب مصطنع
ليه شايفاني مش راجل ولا إيه
رفعت حاجبها الأيسر بتعجب ليكمل
اه ماهو مفيش راجل طبيعي هيشوف واحدة قمر كدا نفسها مسدودة ويسيبها في حالها يعني !
ضحكت بقوة تلك المرة و ابتسم عاصم الذي علق عينيه عليها بقلق ثم قال
هقوم اكلم أميرة عشان قالت هيرجعوا بكرة الصبح أنا كدا اتطمنت على سديم !
ثم استقام و ابتعد عن الطاولة وقال يوسف وهو يتابعهما ببسمة واضحة
سليم قرب يتبني سديم بس جدع أنا مقدرش أقوم من الأكل ببساطة كدا !
ضحكت نريمان وقالت
أنت لا يمكن تقوم يايوسف
من وأنت صغير و ده طبعك !
ضحك يوسف و كاد يجيبها لكنه عقد حاجبيه وقال بدهشة
إيه دا هما هيرقصوا لا دا ياريتني كنت قمت أنا بقاا !
ضحك الجميع عدا آسر الذي راقب حركتها مع سليم بل داخل أحضانه بنظرات هادئة خارجيا فقط لكن داخليا تصرفها أغضبه بل أشعله خاصة أنها تتعمد تجاهله منذ أن جلست فوق الطاولة و من الواضح أنها وجدت ملاذها منه مع ابن العم ومن الواضح أيضا تجيد الرقص والتمايل داخل أحضانه ببراعة ! طرقع رقبته بقوة و استقام قائلا
هعمل مكالمة مهمة و ارجع بعد إذنكم !
توجه إلى الطرف البعيد و وقف هناك يتحدث بهاتفه و عينيه لم ثابتة عليهما أو عليها هي تحديدا ماذا تفعل تلك اللعېنة هل تحاول الإيقاع بابن عمه أم أن ابن العم يتودد إلى تلك المحتالة وكأنها تتمايل بشكل مبالغ به و ابتسامتها تلك تستفزه للغاية انتهت الرقصة وكاد يعود لكنه توقف حين بدأت رقصة التانجو الشهيرة و كانت تتمايل عليها و تضحك وكأنها طفلة !!!
نظر الجميع إلى الثنائي اللطيف و المرح في الوقت ذاته و نجحا كلا منهما بلفت انتباه العائلة واشتعلت الرقصة بنيران غضبه و انتهت بتصفيق حار من الجميع سليم أمسك يدها و عاد معها إلى الطاولة جلست و جلس هو فوق المقعد الفارغ بجانبها يتحدث إليها و من الواضح أن شقيقه أيضا بدأ يتفاعل معهما بالحديث و الضحكات !
عاد إلى عائلته يقول بهدوء
طيب ياجماعة كان نفسي أكمل معاكم الوقت اللطيف دا بس أنا ناسي حاجة مهمة في المكتب وهرجع اجيبها وبعدها احصلكم على البيت
ثم جمع متعلقاته ورحل !
بعد منتصف الليل دلفت سديم إلى غرفتها بإرهاق و أغلقت الباب بإحكام كادت تسير بظلام الغرفة الدامس لكنها توقفت فجأة و عقدت حاجبيها تقول بصوت مسموع
وقاعد في الضلمة كدا ليه خاېف يقولوا بيعمل إيه في أوضة بنت عمه بليل كدا
أنارت الإضاءة الخاڤتة و ألقت نظرة خاطفة تجاهه حيث جلس فوق الأريكة و هو يضع ساق فوق الأخرى قائلا
رقصتي مع سليم ليه النهاردة
لم تلتفت إليه بل اتجهت إلى الفراش و وضعت ساق فوق الأخرى
أردفت بلامبالاة وهي تعكس وضع ساقيها وتنزع الأخرى
إيه دا كان مكتوب في ورقة الممنوعات وأنا مش واخدة بالي
ثم استقامت واقفة و كادت تسير لكنها عقدت حاجبيها حين و جدته يجذبها إليه پغضب و يقول بجدية
أنت مش واخدة بالك إنك في بيت كله شباب !
رفعت حاجبها الأيسر و أوشكت أن تفتح شفتيها ليضع يده فوقيهما و هو يكمل بنبرة معنفة و قد برزت عروق وجهه وعنقه تخبرها أنه على وشك الإڼفجار بها !
إياك تقولي وأنت مالك أنا بحافظ على ابن عمي و أخويا من واحدة زيك !
بدا الذعر لأول مرة داخل عينيها لقد بث داخلها الړعب دون أن يشعر من هجومه البربري عليها لذا رفع يده عن شفتيها و أرخى قبضته عن يديها لتفلتها مسرعة وتبدأ بفركها پألم تأوهت و مالت برأسها قليلا إلى الجانب تفرك يديها بعفوية كاشفة عن عنقها و كتفها الناعم حيث كانت تجمع خصلاتها على الكتف الآخر و هي تقول بإنهاك
إيه الھمجية دي أنت مبتعرفش تتكلم و إيدك جنبك
صمت يراقبها عن كثب بهدوء لترفع يدها تجمع خصلاتها بقوة و هي تقول
بملل
لو عندك أي خناقة وفرها لبكرة أنا بجد مرهقة جدا النهارده و مش ناقصة أوامر ولا فروض خلاص عرفنا مشكلتك و مش هقرب من سليم تاني اوعي بقااا !
رفعت يديها إلى صدره تدفعه لكنه أمسك يديها بهدوء و قال هامسا
مقصدش اوجعك كدا !
آسر ! اوعى من فضلك !
توقيت خاطئ لذكر اسمه من شفتيها و حين اقترب انتفضا معا حيث طرق سليم الباب وقال بصوت واضح
سديم ! صاحية !
دفعته بقوة فجائية و كادت تتجه إلى الباب حافية القدمين لكنه