رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو (كاملة)
المرة لا تعلم ماذا يجب عليها فعله لتنهي ذلك الألم الذي تعيش فيه لم يكن ألم طبيعي مثل الذي يشعر به الجميع لفترة ويزول بل ألم مستمر معها حتى نهاية الدهر.
تفكر في الهروب منه لكنها فعلتها ثلاث مرات من قبل هل ستفعلها الرابعة! تتذكر هروبها في المرة الاولى عندما قد عادت إلى والديها ثم بعد ذلك بدأت تهرب منه في الشوارع من دون أن تحدد هدفها لكنه كان يبحث عنها ويعيدها الى سجنه وجحيمه مرة اخرى كان فقط يشدد السچن عليها يزود عدد الحراسة في
شرد عقلها في أحداث تلك المرة القاسېة عليها بشدة ذكرى من اسوأ الذكريات الغير مستحبة لديها
أخبرته في ذلك اليوم قبل أن يذهب أنها ستجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل لكنها لم تكن نواياها الجلوس في الحديقة بل كانت خطتها الهروب من الباب الصغير الموجود في الحديقة والذي لم يعلم حتى يومها هذا أنها تمتلك مفتاح ذلك الباب.
إيه دة يا رنيم يا حبيبتي أنت متعرفيش ولا إيه غريبة ما أهلك نقلوا با بت في شقتهم الجديدة داخلين في شهرين تلاتة.
ط... طب يعني يا طنط هو...حضرتك متعرفيش العنوان الجديد معلش لو بتعب حضرتك أصل بتصل محدش بيرد نهائي.
طالعتها السيدة في ذهول وتعجب من تلك التي تقف تسأل عن عنوان منزل والديها الجديد لكنها أسرعت تجيبها مسرعة بتعجل
ردت عليها رافضة بخفوت شديد ونبرة ضعيفة مجهدة عن المعتاد منها
لأ يا طنط متشكرة لحضرتك مش هينفع ادخل عشان مستجعلة ياريت بس العنوان بسرعة لأني مش فاضية وبعتذر لحضرتك لو هتعبك معايا.
ردت عليها بهدوء وهي تسير صوب الداخل تبحث عن تلك الورقة التي تريدها التي يوجد بها العنوان الجديد لوالديها
غابت في الداخل لبضع دقائق ثم عادت تحمل ورقة صغيرة أعطتها إياها بابتسامة واسعة تزين ثغرها
اتفضلي يا جبيبتي اهي لقيتهالك.
أخذتها منها وفتحتها تقرأ العنوان الذي يوجد بها وجدته عنوان في منطقة راقية بشدة أغمضت عينيها تحاول أن تخفي ما تشعر به تمتمت بخفوت تشكر تلك السيدة التي ساعدتها باحترام شديد
سارت متوجهة إلى اسفل ثم بدأت تسأل بعض الناس المتواجدة في الشارع عن كيفية ذهابها إلى ذلك العنوان المدون في الورقة التي معها نجحت في النهاية في الوصول.
وقفت أمام الباب تشعر بالحيرة والتردد قبل أن تدق الباب لا تعلم صحة ما يدور داخل عقلها حسمت أمرها ودقت فوق الباب دقات هادئة.
وجدت والدتها تفتح لها الباب
وتطالعها بعدم تصديق في يهتز بضعف شديد
ماما متسيبونيش تاني عشان خاطري أنا تعبت أوي مش عاوزة حاجة غيركم.
ظلت والدتها متسنرة في مكانها لم تبدي أي رد فعل سوى الدهشة المسيطرة عليها لكنها سهقت بعد ءلك بصوت مرتفعة تبعدها عنها وغمغمت متسائلة بجدية أدهشت تلك الواقفة أمامها
إيه دة أنت إيه اللي جابك الله يخربيتك هتعمليلنا مصېبة جوزك عرف ازاي أنك جاية تعالى يا حسين شوف البت دي هتعمل فينا إيه بالبي بتعمله دة.
جاء والدها وقف يطالعها هو الاخر بعدم تصديق متمتما بجدية وقلق بدا على منحنيات وجهه
رنيم إيه اللي جابك دلوقتي أنت عارفة جوزك لو عرف هيعمل فينا إيه ادخلي دلوقتي ادخلي الله يخربيتك أنت وحركاتك.
وقفت تستمع إلى حديثهما وهما يعاملونها بحزم وشدة جعلت أنياط قلبها تتقطع وقلبها ينشق منقسما داخل صدرها لم تتخيل في حياتها أنهما يخبرونها بذلك الحديث القاسې الحازم معها..
يرى كل منهما حالتها الهزيلة الضعيفة أثر علامات ضربه عليها كل ذلك يظهر بوضوح شديد عليها فهو كل ما فكروا به هو أن وجودها سيسبب لهما کاړثة حقيقية مع ذلك المختل زوجها الذي أعطاهما المال مقابل اخذها وامتلاكها..
دلفت معهما بخطوات متهالكة تتطلع الى أركان تلك الشقة الذي يبدو عليها الفخامة تلك الشقة التي أمامها علمت أنهما قد تخلو عنها مقابل تلك الرفاهية التي يعيشونها الآن.
جلس والدها فوق المقعد بضيق يرى حالتها الهزيلة وما بها لكنه يدعي عدم رؤيته لها
ويتعامل على هذا الأساس أردف متسائلا بتعجب
جيتي هنا ازاي جوزك سابك ازاي دة هو قايل اننا