رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)
يده الأيسر بشدة وكأنه المذنب بحقه!. جلس على الأرضية من جديد اتكأ على ركبتيه بساعدي يديه وهو ينظر إلى الأرضية پغضب حزن إرهاق لا يدري ما الذي حدث له من كلمتين فقط بداية من المحادثة وهو لم يستطيع أخذ حقه بدخول ذلك الحقېر غرفتها ولكن تلك الكلمات التي أتت مؤخرا جعلت قلبه ينشق إلى نصفين حديثها بأنها لم تكن تريده لم تتمنى يوم زفافها معه حزنها الدفين الظاهر في كل كلماتها دون دراية منها جعله كل ذلك معذب قلبه ېحترق كالبركان يتألم بسبب
غدا ستكون زوجته ستحمل اسمه ستعيش معه بنفس المنزل بل والغرفة.. هو لا يستطيع أن يخذل أحدا هو ليس قاسې كما أطلق عليه هو خائڤ بشدة ويشعر بالعجز من مصيرها معه..
وقف على قدميه وأخذ يسير بحركات غير مدروسة داخل الإسطبل بجوار حصانة تحدث ضميره الآن إليه بعدما لم يستطع مقاومة نبرتها وحديثها حدثه بأنها ليس لها ذنب في ذلك لم تكن ..
الكذب أو المراوغة بل بالحب وقد كان هذا الأسوأ على الإطلاق..
ذهب ووقف أمام حصانة الذي أطلق عليه اسم على مسمى حقا ليل كان أسود اللون سواده حالك لا يوجد به ولا نقطة من لون آخر كما كانت عينيه هي الأخرى قاتمة السواد شكله مخيف مهيب تخاف الإقتراب منه ولا تستطيع النظر إليه لبضع ثوان ولكنه كان صاحبة يعلم ما يريده ومتى يجب ترويضه.. كان من أغلى الأشياء على قلبه وقف أمامه وهو يشعر بالعجز ليقول بصوت خاڤت خائڤ
جلست ب إرهاق على الفراش أمام شقيقتها بعدما تحدثت معها بشأن ذلك الرقم الذي أرسل لها تلك الرسائل في وجود زوجها
هي لم تغفل عنه بل سبب لها الازعاج بسبب ما حدث وودت أن تعلم من فعل ذلك ولكن لم تحصل على معلومة واحدة مفيدة
نظرت إلى شقيقتها ميار بقلة حيلة متسائلة مرة أخرى وكأنها ستجاوب بشيء أخر غير الذي قالته
جلست الأخرى أمامها ثم تحدثت بهدوء مجيبة إياها مرة أخرى
آه والله يا مروة طلع مش متسجل.. بس هو أنت يعني تعرفي حد ممكن يعمل كده مهو مش معقولة يعني ده
زفرت مروة بضيق شديد ثم اعتدلت في جلستها واضعة يدها الاثنين على ركبتيها تستند عليهم ووجها لا يخلو من تعابير الانزعاج
مهو المشكلة أن مفيش حد أعرفه يعمل كده
أنا شاكه ف.. بصراحة كده ظهرها تطالع ما خلف النافذة ثم استدارت قائلة بجدية
يعني.. كويسين أنا شوفته مرة واحدة بس هو ظاهريا شخص كويس
وقفت ميار على قدميها ثم تقدمت من شقيقتها تضع يديها الاثنين كلى كتفيها تمدها بالدعم قائلة
أدمعت عيني مروة بعد حديث شقيقتها هل ستتركهم حقا وتتوجه للعيش مع أشخاص لا تعرفهم أبدا هل ستبتعد عن عائلتها لأجله يالا سخرية القدر ستبتعد عن موطنها وأهلها لأجل شخص لم تكن تريده يوما..
ارتمت في أحضان شقيقتها تخرج دموع عينيها ك اللؤلؤ بصمت احتوتها شقيقتها مربتة على ظهرها فتحدثت الأخرى قائلة
أنا خاېفة أوي يا ميار
ابعدتها ميار عنها ثم تحدثت بحزم وجدية شديدة
مټخافيش أنت طول عمرك قوية إن شاء الله هتنجحي معاه وحياتكم هتكون جميلة بس اوعديني لو مقدرتيش والجواز ده كان ضغط عليكي قولي على طول وابعدي يا مروة
أوعدك
احتضنتها مرة الذي ستنتقل إليه معه بعد أن رفضت زوجة عمها الذهاب إلى منزله معترضه بسبب تعامل والدته مع جميع من هم من عائلة طوبار فقد رفضت الذهاب لبضع ساعات بسبب تعامل والدته ولم تخاف على من قالت أنها ابنتها لتضعها هناك لبقية عمرها!.. ألم تكن أنانية في ذلك أم أن الأمومة تفعل ذلك وأكثر..
لم يتحدث معها عن أي شيء فقد اكتفى بأخذ أشيائها ف حديث أمس لم يكن هينا عليه سواء كان حديثها أو حديث ضميره فهذا وذاك أصعب من أن يتذكرهم..
عندما نظر إلى عينيها شعر بالعجز والضعف الشديد حديثها وحزنها نبرة صوتها تتردد في أذنه وكأنها تحدثه الآن يشعر بالذنب لما يفعله يراها ملاك لا تدري ما يدور من حولها لا تدري أنه يأخذها سلم ليحصل على ما يريد هل هناك شيء أصعب من عڈاب الضمير! هل هناك أصعب من العجز والضعف وأنت الذي لم تعرفه يوما وهل
هناك أصعب من أن تخدع من تحب دون دراية منك بمحبتك له!..
توقعت ألا يحادثها كما فعل بالضبط ف حديث أمس بالنسبة إليها لم يكن هينا عليها مثله تماما كما أن مخاۏف اليوم تسيطر على كل ذرة تركيز تتحلى بها الخۏف يجعلها تشعر بالبرودة تسري في أنحاء جسدها تعلم أنه لن يكن هناك زفاف تتحاكى به ولن يكن هناك أي شيء يجعلها تشعر بالتوتر كما يحدث في مثل هذه الحالات ولكن كل الخۏف والتوتر يتكون في وجودها معه في وجودها مع عائلته التي لا تعرف للرحمة طريق..
تنتظر أن تزف إليه لتكن معه بقية حياتها.. مهلا مهلا هل حقا سأنجح في ذلك الزواج لاستكمال بقية حياتي معه...
راودها السؤال أكثر من مرة تعلم أن هناك حالات مثلما يقولون عنها جوازة صالونات ولكن يكن هناك فترة خطوبة غير أن الطرفين راضيين تماما والأهل متحابين لذلك يستمر الزواج ولكن هي.. هي ليست راضية كما أنه كذلك والأهل غير متحابين بل كانت هذه الزيجة تحت الضغط أما هذا أما ذاك وليست هناك فترة تعارف بل تقابلا مرة ولم يفشل في اخافتها واهانتها وحادثته مرة لم يفشل بها بأن يزرع الخۏف بقلبها ويجعل الحزن يتخللها من حديثه.. ولكن هي عزمت أمرها واتخذت القرار الذي وجدته يكن كذلك من الداخل فربما يكن أسوأ!.
وأين هو مالك تلك الليلة.. يجلس مع حصانه ليل ېدخن سيجارته بهدوء شديد كما هو في بعض الأوقات هو
إما غاضب إما هادئ يجلس على أرضية الإسطبل وينظر أمامه بعيون الصقر خاصته يفكر في القادم عليه كيف سيتعامل معها هو لم يشفى من حديث ضميره معه يفكر الآن ماذا سيفعل ماذا سيقول لها ولعائلته ماذا سيحدث للجميع وله أيضا.. هو مشتت وهذه أول مرة دائما يحسم أمره على ما يريد ولكن الأن هو لا يدري شيء كثيرا من الأشياء في رأسه ولكنه لا يستطيع ترتيبها للتفكير بشكل سليم لا يستطيع الآن..
عليه أن ينهي هذه السېجارة ثم يذهب لجلب عروسه من منزل أهلها لجلبها لحظها العثر معه مع شخص لا يستطيع التفكير حتى!..
وقف على قدميه بعد أن أنهى السېجارة وألقاها تحت قدمه ثم قام بدعسها عدل ياقة قميصة الأبيض.. مهلا فقد كان يرتدي يوم زفافه بنطال أسود اللون يعلوه قميص أبيض! يا له من وغد إلى هذه الدرجة لا يهتم لمشاعرها فقط كان عليه ارتداء حلة ليريها أنه يوم زفاف! ولكن حتى في أتفه الأشياء لم يستطيع فعلها..
وقف أمام باب المنزل ومعه عمه وشقيقة وبعض من الأقارب ليأخذ عروسه المنتظرة يرى الحركة التي تعج المكان من الخارج والداخل استقبله الجميع بالتهاني استمع إلى أصوات الأغاني الشعبية كما يحدث في منزله الآن يفكر بها هل هي سعيدة معهم بالداخل لكونها ستتزوج يا له من سؤال غبي وكأنه لا يعلم الإجابة..
دلف إلى الداخل ونساء العائلة تطلق الزغاريد وتعبر عن فرحتها بكل شيء يحدث من
حولهم ولا يدرون أن أصحاب الزفاف يريدون الانتهاء من كل شيء..
وقف على أعتاب الغرفة التي تجلس هي بها مع النساء اللواتي يهنئون بصدر رحب تجلس معها زوجة عمها وشقيقتها في وسط الجميع وعندما علموا حضوره وقفت على قدميها مع شقيقتها التي ساعدتها في ذلك فهي لا تريد الآن حقا لا تريد.. ماذا إذا صړخت
في الجميع وقالت أنها لا تريد الزواج منه والدلوف بداخل عائلته هل سيستمع إليها أحدا ماذا إذا تصنعت الإغماء أو إذا هربت الآن علمت أن الأمر برمته كان صعب كانت غبية عندما قالت إنها ستضحي من أجل ابن عمها فليذهب الجميع إلى الچحيم..
دعمتها ميار بالنظرات وأخذتها من مكانها عندما وجدتها لا تريد ذلك حاولت التخفيف عنها بالابتسام في وجهها وحثها أن الأفضل قادم ولكنها لم تكن تعلم المخاۏف الذي تمر بها هي الآن.. تقدم والدها ثم أمسك بيدها بعد أن قبل جبينها بحنان بالغ وسار معها إلى حيث يقف يزيد
وقفت أمامه رأته بلحيته النامية كما كان لما لم يزيلها اليوم زفافه يرتدي بنطال وقميص! يا لها من غبية لما ارتدت ذلك الفستان الذي اشتراه لها كان عليها أن تفعل مثله ولكنها لم تكن تتوقع ذلك لما ينظر إليها هكذا رأته مثبت نظره على وجهها وكأنه شرد به ينظر إلى عينيها مباشرة ماذا به اخفضت نظرها عندما وجدته
مسلط تركيزه ونظره عليها هكذا لتشعر ببعض الخۏف من نظرته التي لم تفهم لها معنى..
ألم يقل قبل ذلك أنها ملاك ليست بفتاة أو سيدة أو أي شيء هي ملاك فقط لا يبالغ حقا لا يبالغ ولكن هي جميلة من دون شيء تضع مستحضرات تجميل رقيقة للغاية فقط تبرز ملامح وجهها الجميل الذي زادته فتنه بها ترتدي فستان زفاف مما جعلها ملاك حقا أليس هم يرتدون الالسابقة ونظر إليها ليتحدث بهدوء خالص وهو يقول كلمات تحثها على الإطمئنان
متقلقيش مروة مراتي أنا هحطها جوا عيوني
تحدث والدها هذه المرة قائلا بنبرة أشبه بالتوسل إليه
مروة بنتي غالية أوي علينا دي وردة حياتنا وأنت خدتها اوعى تدبل منك
نظر إليها هذه المرة رأى الدموع تتكون داخل مقلتيها ليعيد نظرة إلى والدها متحدثا كما السابق
وردتك خلاص بقت سريعا وقد وجدته رائع بكل شيء من نظرة عين ومساحته كبيرة للغاية ثم عادت إلى تفكيرها المحض في مخاوفها دقات قلبها تتسارع وكأنها تتسابق على جائزة ما لا ترى أي شخص أمامها أين الجميع أين الضجة التي استمعت عنها أنها متواجدة