رواية أوتار الفؤاد أوس ل منال سالم (كاملة)
الذي يشعر به ليضيف بتفاؤل
هنعدي الفترة دي إن شاءالله ونحاول تاني أنا هافضل جمبك يا حبيبتي
شدد من إمساكه بقبضتها ليشعرها بوجوده معها مسح بيده الأخرى عبراته قائلا لها
مټخافيش يا ليو كله بيتنسى!
لم يكن مقتنعا كليا بكلامه الأخير لكنه حاول أن يدعي ذلك ليكون صلبا متماسكا أمامها فهي في أمس الحاجة إلى دعمه في الفترة القادمة تراجع عدي بظهره للخلف تذكر أنه في غمرة ما حدث تناسى إخبار أوس بحاډثة شقيقته الصغرى أخرج هاتفه المحمول من جيبه ثم بحذر شديد ترك يد زوجته وسار نحو الخارج ليهاتفه وجد صعوبة في الوصول إليه فهاتفه كان مغلقا عاد للغرفة مرة أخرى ليجالس حبيبته استعاد القليل من ثباته ليوعدها بصدق نية
...........................................................
الحمدلله
قالتها تقى بفتور يتناقض مع حماسها وتلهفها لإجراء والدتها للعملية الهامة مما استرعى قلق خالتها التي استشعرت ذلك التغيير الواضح في نبرتها لذا سألتها باهتمام جاد
مالك يا بنتي إنتي مش فرحانة ولا إيه
لأ يا خالتي والله مبسوطة عشانها
ثم أخذت نفسا عميقا لتضمن ضبط هدوء نبرة صوتها وهي تكمل
بالعكس أنا كان نفسي أكون معاكو وإنتي عارفة ده كويس
سألتها تهاني من جديد
حاسة إن فيكي حاجة يا بنتي قوليلي لو في مشكلة أو ...
قاطعتها مدعية كڈبا
اطمني يا خالتي كلنا كويسين والحمدلله
ردت عليها بحنوها المعتاد
يا رب
عادت تهاني لتقول
إن شاءالله لما أمك تفوق هخليها تكلمك وتطمنك بنفسها
بدا وجه تقى حزينا رغم صوتها الممتن وهي تشكرها
كتر خيرك يا خالتي دايما تعبينك معانا
علقت عليها
أنا معنديش أعز منكم يا حبايبي ربنا يخليكو ليا
ويباركلنا في عمرك
ماشي يا تقى أسيبك في رعاية الله
مع السلامة
ثم أنهت معها المكالمة لتتنهد بعدها بعمق كانت تشعر بالضيق والضجر مما يحدث مع زوجها مؤخرا حاولت دعمه قدر استطاعتها ليواجه تلك الكوارث التي تعصف بحياتهم الأسرية قررت أن تتصفح مواقع التواصل لتعرف آخر المستجدات ولم تتوقع المفاجأة الصاډمة التي تنتظرها اتسعت حدقتاها الزرقاوتان في ذهول في ذهول مرتعد وهي تقرأ ما كتب عن زوجها وما أشير إليه عنها من أخبار مغلوطة ذكرتها بما انتشر في الإعلام قبل أشهر على يد الطبيب الشهير مهاب الجندي حالة من الړعب والخۏف سيطرت عليها تسابقت دقات قلبها واضطربت أنفاسها ارتعشت يدها الممسكة بالهاتف فسقط من بين أصابعها ليرتطم بالأرضية وهي تكاد لا تصدق أن چحيم الماضي عاد ليطفو على السطح من جديد.
توقع أن تصلها الأخبار وأن تدور في رأسها الظنون وربما يعبث الشيطان بأفكارها فيوهمها أنه بالفعل كان ېخونها لهذا حرص أن تكون على إطلاع دائم بكل ما يجري معه لتكتمل الصورة عندها عاد أوس من الخارج ليجد زوجته جالسة في الحديقة بدت وكأنها لم تره حتى صغيرتهما حياة لم تكن منتبهة لها استطاع أن يرى الدمعات العالقة في طرفيها أن يلاحظ بقوة الحزن المرسوم على تقسيماتها اقترب بثبات مشيرا بنظراته الآمرة للخادمة لتصحب الصغيرة للداخل ثم بتمهل وروية جلس إلى جوار زوجته لتنتفض قليلا مع حضوره المفاجئ لف ذراعه حول كتفيها ومال نحوها ليقبلها من أعلى رأسها ابتسمت له ابتسامة مبتورة عكست ما تشعر به بداخلها ربت على ذراعها برفق مستهلا حديثه
حدقت فيه بنظرات مطولة منكسرة لم يفهمها في البداية تابع معلقا بتهكم ساخط
بس وقت ما الحقيقة تبان مش هنلاقي حد يعبرنا بخبر
ردت عليه بفتور
هاقوم أحضرلك العشاء
وقبل أن تهم بالنهوض أوقفها أوس بالإمساك برسغها أطرقت رأسها لتنظر إلى أصابعه القابضة على معصمها زفر متسائلا بجدية
حاولت تحرير يدها منه لكنه كان محكما لقبضته عليها اختنق صوتها وهي ترجوه
من فضلك سيب إيدي
تعجب من حالة النفور البادية عليها فسألها بعصبية طفيفة
إنتي مصدقاهم ردي عليا!
أجابته بمرارة متهكمة كانت واثقة أنه سيستشعرها مع كلماتها
لأ إنت عمرك ما تغلط
نجحت في إيصال إحساسها إليه ببساطة فبدت جملتها الأخيرة كالخڼجر المسمۏم الذي طعنه في ظهره حدق فيها بعتاب فتحاشت نظراته نحوها وطأطأت رأسها للأسفل مقاومة إمساكه لها رفض تحريرها ليشدد من قبضته عليها نظر مباشرة في عينيها وهو يأمرها
بصيلي يا تقى
رفضت الإصغاء له فوضع يده أسفل ذقنها ليجبرها على التطلع إليه هتف بها متوسلا
اقسملك بحبنا إن رغد كدابة عمر ما كان بيني وبينها أي حاجة حتى من قبل ما أعرفك
رغما عنها لم تستطع التحكم في عبراتها التي تجمعت بكثافة اڼفجرت باكية وهي ترد
أنا عارفة ومتأكدة بس آ...
سألها بتلهف
بس إيه كملي يا تقى
تنفست بعمق لتضبط نوبة البكاء التي أصابتها ثم أجابته بصوتها المنتحب
قريت اللي اتكتب عني واللي باباك كان قاله زمان وإن جوازنا كان ....
قاطعها بتشنج وقد بدا إلى حد ما غير مدرك لما أثير في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي
إنتي بتكلمي