رواية غرام المغرور بقلم نسمة مالك (كاملة)
من شدة تعبها.. حامله صغيرتها بين يديها تقوم بأرضاعها.. الطعام الوحيد المتاح لديها..
كتمت آهه نابعه من ألم قلبهاوليس ألم ذراعها الذي لم يشفي بعد رغم أنه مر عليه أكثر من أسبوع
ولكن قلة غذائها وعدم توافر المال لجلب الدواء جعله لم يلتئم.. بل ذادت حالته سوء وهي تتحامل على نفسها أضعاف فوق طاقتها..
شعرت بدوار عڼيف يجتاحها وبدأت تتصبب عرق غزير.. فضمت صغيرتها بحب تستمد منها بعض القوه متمتمه بضعف..
فتحت إلهام عينيها ونظرت لها وتحدث بلهفه حين لمحت شحوب وجهها..
رايحه فين يا بنتي وانتي شكلك تعبانه أوي كده!..
توجهت بنظرها للشرفه وتابعت بذهول..
هتخرجي إزاي دلوقتي والشمس لسه مطلعتش يا إسراء! ..
ابتسمت لها إسراء ابتسامة باهته وبأسف قالت..
اعتدلت إلهام وجلست على الفراش وبقلق قالت..
طيب قوليلي انتي رايحه فين بس يا بنتي.. انا ببقي قلقانه عليكي ومش عارفه انتي فين ولا بتعملي ايه..
ربتت إسراء على ظهرها بحنان بالغ وأردفت بتنهيده..
يعني هكون بروح فين يا ماما.. اديني بلف يمكن ربنا يكرمني بأي حاجه اشتغل فيها.. مش عايزاكي تقلقي عليا يا حبيبتي ولو إسراء جاعت أديها لقمة عيش تاكلها على ما أرجع وان شاء الله ربنا يرزقني وارجعلكم بأكله حلوه..
أردفت بها إلهام بصوت متحشرج بالبكاء..
أطبقت إسراء جفنيها پعنف لكبح عبراتها ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الفاتنه وتحدثت بجديه قائله..
رمقتها والدتها نظره متفحصه وحركت رأسها بالايجاب وهي تقول..
ادينا داخلين في الأسبوع التاني اهو.. وماله نستني ونشوف أيه اللي هيتم والميه تكدب الغطاس..
أقولك ايه بس يا ماما.. اللي حصلي على ايد المغرور دا ميتقلش..
جففت عبراتها وهبطت الدرج بخطي مرتجفه حين داهمتها برودة الجو الشديده..
توكلت على الله..
همست بها بقلب يستجدي المولي أن يرزقها رزق حلال من حيث لا تدري ولا تحتسب..
..............................
.. بقصر الدمنهوري..
رنين هاتف بستمرار ازعج ذلك الوسيم الذي أوشك على النوم بعد مكوثه بإحدى الملاهي الليليه حتي شروق الشمس..
اعتدل بتكاسل وأمسك هاتفه ضغط زر الفتح وتحدث بصوته الصارم قائلا..
ايه الأخبار..
أتاه الرد سريعا..
فارس باشا..البنت خرجت من بيتهم زي كل يوم بتلف على المحلات تسأل عن شغل..بس شكلها انهارده تعبان أوي ورجعت أكتر من مره وكل ما تحس انها هتقع بتقعد على الأرض..
انتفض من على الفراش وهب واقفا وسار نحو غرفة الثياب أخرج ملابس له وبدأ يرتديها وهو يقول بأمر..
ابعتلي لوكشن بمكانها حالا..
أمرك يا باشا..
اغلق الهاتف وتابع ارتداء ثيابه محدثا نفسه بغيظ..
انا شوفت حريم كتير عن عبائتها.. وجدتها موضوعه جوارها على الفراش.. نزعت تلك الابره من يدها الموصله بمحلول معلق بجوار الفراش..
وارتدت ثيابها وهبت واقفه بصعوبه.. وسارت نحو الخارج بخطي مجهده..
كان فارس يقف أمام الباب واضعا كلتا يده بجيب سرواله.. شهقت بصوت خفيض حين لمحته.. رمقته بنظره محتقره وهي تقول..
حيوان بهيئة إنسان..
نظر لها نظرة دبت الړعب بأوصالها واقترب منها مال على اذنها وهمس بوعيد..
سمعتك على فكره وهحسبك على غلطك دا..
ضحكت
ساخرة.. ضحكه اظهرت جمال وفتنة ثغرها المزموم وبصوتها الساحر قالت..
هتقول لرجلتك تضربني پالنار تاني!..
قالتها ولم تنتظر منه إجابه وبدأت تسير نحو الخارج متمتمه..
حسبي الله ونعم
الوكيل..
استني.. أردف بها فارس