الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)

انت في الصفحة 7 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز

إلا ورجلها علي رجلهم .
ربت علي ظهرها مرددا بحنان
خلاص ياماما هتكلم معاها في موضوع النزول والولاد ده أما موضوع التصميم والهواية إللي هي بتحبها معلش ياأمي اعذريني .
إبتسمت بانتصار لاعتقادها أنها مغصت اليوم علي ريم ورددت بخبث
لأ ياحبيبي متتكلمش معاها أنا مش عايزة أعمل لك مشاكل مع مراتك وتقول لك أمك ومش أمك آه .
ولا مشاكل ولا حاجة ياحبيبتي ريم عاقلة ودماغها كبيرة ...قالها باهر وهو منتوي الخروج مودعا والدته وصعد إلى شقته في الطابق الرابع وهو ينفض جميع ما قالته له والدته عن باله .
دلف المنزل وما أن استمع ولده الصغير مجيئه هرول إليه مسرعا بسعادة عارمة 
وأخذه بين ه مرددا بإبتسامة
حبيب بابي إللي واحشني قد الدنيا بحالها 
ونظر يمينا ويسارا متسائلا بلهفة 
آمال فين مامي 
خطت إليه تحتضنه كعادتها عند عودته من الخارج 
استقبلها بين ها وقبلها من جبهتها مرددا بحب
حبيبتي الجميلة إللي واحشاني جدا .
قبلته من وجهه وأردفت بإبتسامة عذبة
حمد لله على السلامه ياقلبي إنت كمان واحشني جدا 
واسترسلت وهي تشير إلى الطاولة 
يالا ياحبيبي اقلع الجاكت واغسل ايديك أنا جهزت الأكل علي السفرة 
بسرعة بقي علشان احنا جعانين جدا ومستنينك ومرضيناش ناكل حاجة خالص إلا لما تيجي .
ذهب إلي المرحاض كي يطهر يداه وتحدث
حالا أهو هغسل إيدي وأجي لكم يا حبايب بابا 
وجلست العائلة الصغيرة مجتمعين علي طاولة الطعام بكل حب وألفة متسامرين بضحكات ومشاغبات باهر مع أطفاله وزوجته ريم 
وقرر أن يقضي باقي يومه معهم 
ريم لها ولدان من باهر عمر في سن الخامسة من العمر وياسين عمره شهرين فقط .
في منزل جميل المالكي 
تقف راندا ووالدتها فريدة في المطبخ يجهزون الطعام 
فراندا أتت لتقضي اليوم هي وأبنائها مع والدها ووالدتها وأخيها لأنها ستسافر إلي زوجها في نهاية الأسبوع 
فريدة بحزن 
يعني خلاص يا راندا هتاخدي الولاد وتسافري آخر الأسبوع 
واسترسلت بوحشة وهي تنظر إلى احفادها
أنا متعودة علي وجود الولاد حواليا بجد هفتقدهم اوي ومش عارفة هستحمل بعادك وبعادهم إزاي 
احتضنتها راندا وقبلتها من وجهها وأردفت بحب
ياحبيبتي إنتوا كمان هتوحشوني أوي متتصوروش ببقي متضايقة علشان خاطر هبعد عنكم التلت شهور دول كلهم 
واسترسلت وهي ترفع يداها الاثنتان 
ولكن ما باليد حيلة يا أمي للأسف ظروف الشغل
هنا في البلد صعبة جدا ولو إيهاب فكر يرجع مش هيلاقي مكتب يعيشنا المستوى الاجتماعي والمادي إللي إحنا
عايزينه .
رد عليها رحيم أخيها وهو يخرج من غرفته 
طب ياروني ما كفاية كدة ويرجع يفتح له مكتب هنا ورزقكم علي الله .
وجهت أنظارها تجاه أخيها وأردفت بعملية 
للأسف يارحيم سوق العمل هنا بقي صعب والجنية قيمته قلت جدا وزيد عليهم كمان إن كل الفلوس إللي بيبعتها لنا إيهاب يدوب عملنا بيها الفيلا بتاعتنا ولسة كمان بنشطب فيها 
قدامنا سنة كمان علي مانخلصها 
واسترسلت بتوضيح أكثر 
لو رجع بقي واستقر هنا هنضطر نحط كل الفلوس إللي معانا في المكتب وتشطيباته ونستني بقي عقبال مانكون عملاء يثقوا فينا 
وبعد سنين الغربة دي كلها يبقي الحال كما هو عليه .
استوعب أخيها حديثها وأردف بنبرة حنونة 
فعلا سوق العمل هنا بقي فيه خمول رهيب وربنا يستر ومين عايش في الدنيا مرتاح ياأختي توكلي على الله وقلوبنا ودعواتنا محاوطاكم .
ربنا علي ظهره بحنان مماثل ورددت 
حبيبي ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدا 
ومسير الأيام هتجمعنا وساعتها بإذن الله مش هنفترق أبدا .
وما إن أنهت كلامها حتي سمعت أباها عائدا من البنك 
هرول إليه أحفاده مسرعين باحتضانه 
استقبل هم جميل بحفاوة مقبلا كل منهم من رأسه وردد بوجه يشع سعادة 
يادي النور يادي النور أحفادك حبايبك منورين بيتك ياجميل 
واحشني يامهاب إنت وحبيبة جدها سموكة القمر 
وأمسك كل منهم بكفاي يداه وأجلسهم علي الأريكة وهو متوسطهم مرددا بحزن 
خلاص هتسيبوا جدوا وتسافروا .
احتضنوه وقبلوه من وجهه وقال مهاب 
إنت كمان هتوحشنا أوي ياجدوا وأكتر
حاجة هتوحشني إنك تعملي كوباية القهوة التمام ونقعد أنا وأنت في البلكونة ونديها شطرنج لحد نص الليل 
ثم ضم شفتيه وهو يضع إصبعه السبابة عليهم واسترسل بتأثر مصطنع
تصدق ياجدوا إني بجد هفتقد قعدتك ودروسك إللي بتديهالي في الحياة لما أسافر .
بس بقي يامهاب سيب لي جدوا شوية هو مفيش غيرك إللي حبيب جدوا...قالتها سما وهي تشدد من احتضان جدها الحبيب.
ابتعد جميل عن مهاب بحدة مصطنعة وأردف بنبرة حب لسما
ابعد يا ولد يامهاب خليني أشبع من سمكة حبيبة جدها إللي بتعمل لي أحلي كيكة وجمبها كوباية شاي 
ارتمت بين نه وابتسمت لإطرائه الشديد لكل ماتفعله له وتحدثت بابتسامة عريضة
ياه ياجدوا إنت الوحيد إللي بتعمل لي قيمة وبترفع من معنوياتي إللي دايما حابطها لي الواد ده 
وأشارت بعينيها الي أخيها وهي تخرج له لسانها علي سبيل المداعبة 
وبدوره ألقي بالوسادة في وجهها واشتعلت الحړب بينهم بمشاكسة 
فضت والدتهم الڼزاع الأخوي المعتاد في كل منزل وكعادة كل ام رددت بصوت عالي
بسسسس عيب يابنت عيب ياولد 
ونظرت إلي والدها وقالت 
يالا يابابا ادخل غير هدومك أنا وماما جهزنا الغدا 
واسترسلت بحزن مصطنع
ولو إنك انشغلت مع
الأشقية دول ومسألتش علي بنوتك حبيبتك .
أجابها والدها

انت في الصفحة 7 من 150 صفحات