الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية الثلاثة يحبونها بقلم شاهندا (كاملة)

انت في الصفحة 5 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


على فعل أي شئ لكي تغادر تلك الرحمة المنزل بأسرع وقت..تلك التى حصلت على قلوب رجال الشناوي بينما لم تحصل هي على شئ........حتى الآن.
دلفت شروق إلى الحجرة تحمل فى يدها صينية عليها كوبين من العصير..لترى مراد يلبس قميصه ويبدوا مستعدا للمغادرة ..لتضع الصينية على تلك الطاولة الصغيرة الجانبية وتتجه إليه قائلة فى حيرة امتزجت بالحزن

إنت ماشى بسرعة كدة
إلتفت إليها ليرى ملامحها الجميلة تمتزج بهم الحيرة بالحزن..ليرفع يده ويقرص بها أنفها بخفة قائلا
معلش مضطر أمشى..بنت عمى ومرات أخويا الله يرحمه جاية من السفر النهاردة ولازم أكون فى البيت دلوقتى..عموما متزعليش ..هحاول أجيلك بكرة.
أومأت برأسها موافقة دون أن تنطق بحرف.. فى رأسها بحنان قبل أن يتجه لمغادرة الحجرة ليوقفه صوتها المتهدج حزنا وهي تنادى بإسمه ..إلتفت إليها يدرك أنها حزينة على فراقه من ملامحها الشفافة..فهو يعلم أنها تعشقه پجنون وتود لو ظل بجوارها إلى الأبد..يؤلمها إبتعاده الحتمي وذهابه إلى زوجته بشرى..يشعر قلبه بألمها وغيرتها ..مشاعرها الحزينة و التى تخفيها عنه بصعوبة ولكنه يدركها..ويحزن من أجلها..ولكن يسعده أيضا ان هناك من تجعله ملكا على قلبها وتاجا فوق رأسها..بينما يؤلمه أنه لا يستطيع أن يبادلها كل ذلك الحب..فقلبه قد ماټ منذ زمن..فقده منذ أحب فتاة
جعلته عاشقا لأول مرة وجعلت خافقه يدق بشدة وحين كاد ان يصارحها بعشقه..اكتشف أنها على علاقة غير شرعية مع أخيه ليزوجهم الجد خوفا من الڤضيحة ثم يبتعدا عن عائلة الشناوي لسنوات..سنوات شعر فيها بمۏت القلب والمشاعر..حاول فيها أن ينسى هذا العشق الذى أضناه..يكاد يقسم أنه قد نجح فى ذلك..لولا أن رآها مجددا عند مۏت أخيه ليدرك أنه لم ينساها يوما..بعد ذلك حاول أن يؤكد لنفسه أنها ربما تكون السبب فى مۏت أخيه.. ..حتى يغضب منها ويتناساها..خاصة عندما رفضت الرجوع معه لتحضر مراسم ډفن زوجها ..ليغضب منها بشدة..ليعتقد بأنه صار يبغضها ولكنه ليس متأكدا من ذلك الآن..خاصة بعد سماع صوتها فى الصباح تخبره بأنها قادمة..وقلبه الذى ازدادت دقاته وقتها..ربما يخشى هذا اللقاء ..أو يخشى حقا تجدد مشاعره..هو حقا لا يدرى.
...تأمل شروق الماثلة أمامه..تلك الفتاة الجميلة والتى تزوجها لأنها تشبه رحمة فى شقاوتها وطيبتها القديمتين..تشبه حبيبته التى لم تعد حبيبته..نسخة منها تختلف فقط فى الملامح..أو ربما تزوجها لأنها على نقيض زوجته بشرى المتعالية ..خالية المشاعر..والتى يملأ قلبها حقد تجاه الجميع..حقد اكتشفه بعد زواجها منه ..شعر بأنه تسرع فى ذلك الزواج ولكنه لم يستطع أن ينفصل عنها..فهي إبنة عمه اليتيمة والتى لا أحد لها سواه..ليكمل معها حياة بائسة لا يهونها سوى لحظاته مع شروق..رآها تتجه نحوه ..تمسك كوب العصير من على الطاولة وتناوله إياه قائلة
طيب..إشرب عصير المانجة قبل ما تنزل ..إنت بتحبه وأنا عاملاهولك مخصوص.
إبتسم وهو يأخذ الكوب منها يرتشف منه بينما أخذت هي كوبها وإرتشفت منه بدورها..نظر إلى تلك القطرة من العصير والتى إستقرت على الكرزيتين لتغيم عينيه وهو يتطلع إليها..مد يده ومسحها بنعومة وهو برغبة جعلتها تتمسح بيده كقطة صغيرة ليميل آخذا خطفت أنفاسها..لتقع أكواب العصير من أيديهما ولكن أحد منهم لم يهتم ..ليحملها مراد بين يديه دون ان .. يتأمل عيونها الخضراء الناعسة والتى تدعوه بكل نعومة للعودة إليها..ليرتوى من فيض عشقها.......حد الإرتواء.
أمسكت بشرى هاتفها لتتصل برقم ما وما إن رد عليها محدثها حتى قالت بعصبية
إنت فين..بقالى ساعة بكلمك وتليفونك خارج التغطية
إستمعت إلى محدثها لتقول بعدها
طيب إستنانى فى الشقة أنا جاية حالا.
لتغلق الهاتف وهي تتجه إلى دولابها تختار منه فستانا كي ترتديه للخروج.. تفرغ مشاعرها الغاضبة قبل ان ټنفجر غيظا لتعود لتلك الفتاة بخطة جديدة تخرجها من حياتهم للأبد..نعم ...للأبد.
كاد مراد أن يقود سيارته متجها إلى المنزل عندما إستمع إلى رنين هاتفه ليمسك الهاتف ويرى رقم أخيه..وضع السماعة فى أذنه وهو يجيب قائلا
آلو.
أجابه يحيي قائلا بإختصار
رحمة جت.
أخذ مراد نفسا عميقا وهو يقود السيارة قائلا
عارف.
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وعرفت منين
قال مراد 
كلمتنى الصبح قبل ما تركب الطيارة.
شعر يحيي بغيرة حاړقة تكوي شرايينه وهو يدرك أنها تحادث أخاه الذى يدرك أيضا مشاعره تجاهها..ليقول بهدوء لا يشعر به البتة
تمام..إنت فين دلوقتى
قال مراد
أنا فى الطريق.
قال يحيي بجمود
طيب ..مستنيك.
ثم أغلق الهاتف ليزيد مراد من سرعته متجها إلى المنزل وقلبه يرتجف قلقا ..يشعر من لهجة يحيي..إلى جانب قلبه الذى ازدادت دقاته وهو يشعر بقرب لقاءه بها مجددا ..أن حياتهم جميعا على وشك التغير.... تماما.
الفصل الثالث
دلفت رحمة إلى تلك الحجرة التى ما تخيلت يوما أن تدخلها إلا كزوجة ليحيي ..لتدلف إليها اليوم كغريبة تماما..لا تمت إليه بصلة ولا حتى صلة القرابة التى جمعتهما منذ البداية..فلم يعد يعدها كإبنة عمه ولم تعد تعتبره كذلك أيضا..
ما إن وقعت عيناها على وجه أختها الشاحب حتى أسرعت إليها تجلس بجوارها على السرير ثم تضمها بشوق دون أن تنطق بكلمة..لتضمها راوية بدورها

تنعم بدفئها الذى حرمت منه لسنوات..هذا الدفئ الذى لطالما أحاطتها به رحمة
 

انت في الصفحة 5 من 70 صفحات