رواية مدثر بقلم / محمد محسن حافظ (كاملة)
الفتاة التي قالت رحمه ونور ثم أقول في خجل انا مش عارف اشكرك ازاي يا شيخ حسن
الناس لبعضها يا مدثر يا ابني بكره هتعرف انا عملت كده ليهركبنا وسيلة مواصلات عامة و كانت مكتظة بالبشر في ساعة قد اقتربت من السادسة مساء كان الليل قد حل علينا فنهار الشتاء قصير بدأت أشعر ببعض الراحة وأنا بجوار الشيخ فبمجرد النظر إلى وجهه أنسى كل ما حدث لقد وجدت القشة التي يتعلق بها الغريق و بدئت تتضح الرؤيا ارتسمت على وجهي بعض علامات القلق لأتشبث به هذه المرة عند نزولنا من علبه السردين تلك أساله هو احنا رايحين فين يا شيخ حسن يضحك وكأنه شعر بما في قلبي قائلا متخفش يا مدثر انا عارف انك عمرك ما جيت منطقه شعبيه زي ديأقول وما زلت أتعلق في عباءته
اما انا فقد كنت اسمع صوت الراديو وكانت الست تصدح تفيد بأيه ايه يا ندم يا ندم وتعمل ايه يا عتاب طالت ليالي الالم واتفرقوا الاحباب واتفرقوا
لأعرف وقتها اني سأبدأ باسم جديد وحبيبه جديدة
...........................
هو انا لازم اعورك يااض فين تمن الحاجه اللي أخدتها وأما انت مش قد تمن الشرب بتشرب ليه يا اشرف والله يا معلم اخر مره سبني بس اشتغل ساعتين وانا هديك حقك يا معلم عنتر يعني يا اشرف اخلي السلاح ده يزغرط علي وشك انا محدش يأكل عليا حقي.
لا حول ولا قوه الا بالله قالها الشيخ حسن قبل أن ينهض من مكانه ويفتح الشباك القديم ليكمل في ايه يابني انت وهو عاملين دوشه ليه وفي هذه الأثناء دخلت حبيبه حاملة صينية و بها الشاي وسكرية تضع كل شيء على المنضدة القريبة قائلة كام معلقه سكر يا كريم انظر حولي فقد نسيت أنني تحولت من مدثر لكريم ثم أتدارك سريعا وأقول معلقين انظر إليها وهي تضع السكر في الشاي بطرف عيني وقد أنساني جمالها جميع المصائب التي حلت بي أتأمل وجهها طبيعي الخالي من أي إضافات ليست كسائر النبات في عمرها لم أرى شعرها فقط أتخيله من خلف الحجاب المحيط بوجه دائري كالقمر عيناها بلون أسود تتسع للعالم كما الليل الحالك بعد ضوء النهار فهي أشد ساعات الليل ظلمة انفها صغير جدا لا أعرف كيف يكون الهواء وهو يتنشق عبره وشفتيها بلون الكرز... ثم أفيق لأجدها تحمل الكوب وتعطيني إياه في يدي قائلة اتفضل أخطف نظرة لعينيها وأمد يدي بلمسة لأصبعها وأقول بابتسامة تسلم ايدك فجأة سمعت صوتا يقترب من داخل المنزل قائلة اهلا وسهلا يا بني كانت السيدة رافعة يدها لرأسها تربط غطاء الرأس المزين بالورود الملونة وقد ظهر عليها أنها استقضت للتو من النوم كانت سمينة بعض الشيء وجه بشوش في أوائل الخمسينات ثم أنزلت يدها باتجاهي كتحية لأمد يدي إليها لتقول خطوه عزيزه يا بني حقيقة لا أعرف ماذا أقول عندما أسمع خطوة عزيزة لم أجد سوى كلمة شكرا جلست بجواري لتكمل انا ام وليد ابتسم في خجل فأنا لم انتهي من عزيزة لأجد أم وليد كانت لحبيبه سرعة بديهة فرمت بعينيها إلى الشباك لتقول أقفل الشباك يا ابو وليد الدنيا برد عليك ابتسمت شاكرا لحبيبه فقد أخرجتني من المأزق بذكاء ثم انظر إلى أم وليد بإظلام اتشرفت بحضرتك.
يغلق الشيخ الشباك قائلا استغفر الله العظيم ثم ينظر إلى حبيبه ويقول ايه يا بنتي فين العشا انا وكريم على لحم بطننا من الصبح تبتسم وتقول بس كده يا مولانا من عيوني حالا يكون جاهز استني اقوم أسعدك قالتها ام وليد ولكن سرعان ما قاطعها الشيخ لا استني انا عاوزك واضعا يده على يدها تنصرف حبيبه لتعد الطعام يسكت الشيخ وهو ينظر لي والى زوجته وكأنه يفكر قبل أن يتكلم اتخذ قراره ونهض من مكانه وصار خطوتين وقال قوموا تعالوا ندخل اوضه الضيوف تركت كوب الشاي من يدي ولكنه قال هاتوا معاك كانت علامات الدهشة تكسو وجه زوجته فتح الباب ولحظة دخولي تقابلني صورة لأمي و زوجته في عناق ليسقط الكوب من يدي اثر المفاجأة. دارت تبادرت العديد من الأسئلة في ذهني سمعت الشيخ حسن يقول خدت الشړ وراحت انا عارف يا بني وحاسس بيك ثم نظر إلى زوجته التي بدا عليها الانزعاج من سقوط الكوب فقد كانت السجادة المفروشة في غاية النظافة نظرت إلي في اشمئزاز ولكني لم أبالي. وضع الشيخ حسن يده على كتف زوجته مبتسما وقد لاحظت اقترابي من الصورة جدا قائلا عارفه ده مين يا ام وليد تندهش و وجهها