رواية عندما فقدت عڈريتي بقلم سارة علي (كاملة)
وجايز هي بريئة بس ده ميمنعش إنوا فيه ڼار جوايا من ناحيتها .. ڼار مش هيطفيها إلا إني أخد حق أخويا منها ..
لا يا زياد لا يابني .. بلاش كده انا مش عايزة أخسرك ...
أمسك زياد بكف يدها وقال بثقة
عمرك مهتخسريني .. خليك واثقة فيا ..
نهضت من مكانها واحتضنت وجهه بين كفيها وقالت بتوسل
بلاش الاڼتقام يا زياد الاڼتقام بيدمر صاحبه ...
امال عايزاني اسيبها تعيش حياتها وتتهنى بيها بعدما خلت أخويا يخسر حياته ..
تطلعت والدته إليه بعينين دامعتين بينما أكمل هو مطمئنا اياها
متقلقيش عليا انا اعرف اتصرف معاها صح ..
هتتجوزها فعلا ..!
سألته الأم بعدم تصديق ليرد بخفوت
بصراحة لا مستحيل اتجوزها .. انا قلت ده قدامكوا عشان أبرر موقفي .. بس ياريت محدش يعرف بالكلام ده ...
................................................................................
كانت زينة تجلس على سرير زياد بتوتر بالغ .. أخذت تنظر الى الغرفة بملامح حزينة .. كانت الغرفة ذات أثاث أسود بالكامل .. كل شيء بها يتسم بالسواد .. أغمضت عينيها للحظات تحاول أن تبعد تلك الأفكار السوداء عن مخيلتها .. لطالما کرهت اللون الأسود كيف لا وهو لون الحزن ..!
انا همشي من هنا امتى ..!
أجابها بإقتضاب وهو يخلع سترته ويرميها أرضا
مش هتمشي من هنا ..
صاحت بلا قصد
يعني ايه ..!
رد عليها بحدة
متعليش صوتك يا زينة ده اولا ..
ثم أردف بنبرة حازمة
انت بتتكلم بجد بقى ..!
قالتها زينة بعدم تصديق ليومأ برأسه دون رد ..
ابتلعت ريقها وقالت بلهجة مترددة
بس الكلام اللي قلته مستحيل يحصل انا صعب اعيش هنا ..
مش بمزاجك ..
نظرت إليه وقالت پألم مرير
معاك حق هو فعلا مش بمزاجي ...
تعالي معايا ..
سارت خلفه بإذعان لتجده يتجه نحو غرفة علي ارتفعت حرارة جسدها وهي تراه يفتح بابها ويدلف الى داخلها .. لم تستطع الدخول .. شيء ما منعها من هذا رغم أنها لم تدخلها سوى مرات قليلة من قبل ..
مش هتدخلي ..
انت جايبني هنا ليه ..!
سألته بصوت متلكأ ليرد بفتور
ادخلي الاول ..
دلفت الى الداخل بخطوات مترددة لتدمع عيناها ما إن رأت صورته المعلقة على حائط الغرفة أمامها ..
انت هتنامي هنا فإوضة علي الله يرحمه عشان تفتكري ذنبك فحقه كل لحظة ..
التفتت نحوه بعينين حمراوين متسعتين لينظر لها بتحدي ..
انا مش هقعد فالإوضة دي .. وهخرج من هنا ..
اندفعت بعدها نحو الباب لكنه جذبها من ذراعها وألقاها على السرير قبل أن يقول بحزم
قلتلك مش بمزاجك ..
نهضت من فوق السرير وقالت بعدم تصديق
افهم من كدة انك حابسني هنا ..
اعتبريها كده لو تحبي ...
قالها بحسم وأكمل
انت مش هتخرجي من البيت ده بعد كده إلا معايا ...
خرج بعدها من الغرفة تاركا إياها ټنهار باكية على السرير ..
...................................................................................
اتجه زياد نحو الحديقة وبدأ يأخذ نفسا عميقا عدة مرات محاولا أن يصفي ذهنه من كل ما يمر به في الأونة الأخيرة ..
أيقظه من شروده رنين هاتفه ليخرج الهاتف من جيبه ويضغط على زر الإجابة ويقول رادا على المتصل
اهلا انا بخير الحمد لله .. انت عاملة ايه ..!
جاءه صوتها الرقيق
انا بخير الحمد لله واحشني اوي يا زياد ..
تنهد تنهيدة طويلة وقال بشوق
وانت اكتر اخبار الشغل ايه ..!
أجابته بجدية
كله تمام انت هترجع امتى ..!
مش عارف لسه قدامي وقت طويل لحد مارجع ...
يعني هتغيب عني كتير ...
للاسف ايوه ..
حل الصمت بينهما للحظات .. لحظات قطعتها وهي تقول بحزن
انا عارفة إنك تعبان وبتعاني نفسي أوي أكون جمبك .. نفسي أخدك فحضني وأطبطب عليك ..
ابتسم بمرارة وقال بصدق
وانا نفسي فده اوي يا دينا ...
حاساك متغير فيه حاجة عايز تقولها ..!
صمت قليلا قبل أن يقول
بصراحة عندي كلام كتير نفسي أقوله مۏتة علي دمرتني يا دينا .. بقيت حاسس نفسي واحد تاني .. نفسي أشوفك واحكيلك عن اللي بمر فيه ..
مش عارفة أقولك ايه .. انا كمان نفسي أبقى جمبك وأكون معاك فأزمتك دي ...هحاول اخد إجازة وانزل مصر ..
ياريت ياريت بجد يا دينا ..
خلي بالك من نفسك يا زياد ..
وانت كمان خلي بالك من نفسك ..
باي..
أغلق زياد الهاتف وعاد ينظر