رواية مدللة جدو للكاتبة شيماء سعيد (كاملة)
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
في إحدى المنازل الراقيه في عروس البحر المتوسط نجد أصوات ضجه و ضحكات عاليه من فتاه أقل ما يقال عنها ملاك على الأرض في قمه الجمال من يراها يظن انها تخرج من أحد الأفلام الكرتونية.. انها يا سادة منى الأسيوطي كان والدها من أكبر رجال
المخابرات.. قتل و هي في الثالث عشره من عمرها في حاډث مدبر و كانت معه زوجته تركواها ضائعة وحيده.. ربها جدها السيد سعيد الأسيوطي فهو بالنسبه لها الأب والأم و السند فهي متعلقه به مثل الطفل الرضيع المتعلق بوالدته مما جعله يدللها دلال يتخطى الحدود..
مني بمشاكسه ليه بقى يا سي جدو هو انا كنت عملت حاجه.
قالتها ببرائه غربيه لو أحد غيره كان صدقها على الفور..
سعيد بتهكم لا يا اختي ملاك بجناحين.
مني بمرح عارفه قيمتي يا جدو انت من غيري تضيع.. و بلاش تشكر فيا بتكسف..
سعيد وش كسوف اوي..
مني ايه مش بنت و لازم اتكسف.
سعيد هي فين البنت دي مفيش غيري أنا و انتي.
اتسعت عينها بغيظ يقلل من شأنها كامرأه.. هي جميله بل فاتنه و تعلم بمدى ذلك جيدا رد عليه قائله..
منى ايوه انا يا ادلعدي امال مين يا حاج.
سعيد ايوه اظهري على اصلك يا بيئة..
منى كده يا جدو دا انا بحبك.
ابتسم إليها بحنان و هو يجذبها داخل أحضانه قائلا و انا بحبك يا روح جدو.
اغمضت عينيها و شعور الأمان مسيطر عليها.. تحول دائما رسم الابتسامه على وجهه فهو الوحيد المتبقي لها.. الجميع تركها و تخلوا عنها إلا هو أبيها و والدتها توفوا.. حبيبها و عشقها الأول و الأخير تركها وحيده بعدما اقسم ان فراقهم بمۏته.. و لكنه ها هو رحل و ماټ في نظرها و هو مازال على قيد الحياه..
في مكان آخر كان يقف ذلك الوسيم صاحب 31 من عمره.. زين البحيري من أكفاء الضباط في مجاله يعرف به الجديه في العمل و القسۏه في بعض الأحيان.. و في الحقيقة هو أحن رجل على وجه الأرض مع والدته السيده حنان و صديقه الوحيد شريف.. أخذ يتحدث بجديته المعتاده و الجميع ينظرون إليه باهتمام..
زين بجديه تمام كده يا رجاله المره دي مش زي كل مره الراجل ده بيدخل البلد و بيخرج منها من غير حد ما يعرف لازم نكون اد المسؤولية.
عاد لمقعده و هو يسند ظهره بإرهاق فاليوم كان أحداثه كثيره..
زين اتفضلوا شوفوا شغلكم.
خرج الجميع ماعدا شريف الذي جلس على المقعد المقابل و معالم الحزن على وجهه.. رفع نظره شقفه عليه يعلم جيدا ما يألم قلبه.. و تحدث معه كثيرا من أجل الموجهه يكفي عذاب له..
زين مالك يا عم.
شريف بحزن ما انت عارف رودينا يا زين.. انا خلاص تعبت مش قادر أفضل في نظرها شريف اخوها الكبير جبت اخري منها و من امي و من نفسي كمان.
زين بجديه تخليها تشوفك حاجه غير شريف أخوها.. بس انت مش بتعمل كده يا شريف لازم تخليها تحبك مش كل حاجة بالأمر لازم تديها شويه من الحريه البنت كده هتكرهك يا أخي افهم..
ابتلع تلك الغضه المؤلمھ بصدره.. يخشى أن تحب غيره أو حتى غيره ينظر إليها.. فهي وردته البيضاء مۏته أفضل بكثير من تركها له..
شريف خاېف اديها الحريه تحب واحد تاني خاېف تبعد عندي يا زين.. اعمل ايه يعني انا لما تيجي تقول بحب و عايزه اتجوز اموت.
زين طيب ما تتجوزها أنت أتقدم قول لعمتك انك عايزها فين المشكلة.
شريف في مشكلتين خاېف أتقدم ترفض و تقول انت أخويا.. و خاېف من شغلنا احسن اموت في يوم و سيبها لواحدها.. أنا تعبان و
مش عارف ارتاح ازاي..
تملك أعصابه بصعوبة حتى لا يفتك بذلك الغبي.. عن أي مۏت يتحدث هل سيتدخل في أمر الله..
زين يا غبي لو رفضت احسن من الاحساس اللي انت عايشه دلوقتي ده.. و لو لقدر الله حصلك حاجه يبقى أمر ربنا مين فيا يعرف ھيموت امتا أو ازاي.. انت يتعذب نفسك على الفاضي يلا روح لحبيبتك و قولها انك بتحبها اتحرك يلا.
ابتسم بسعاده فصديقه محق لن يتركها تذهب من بين يده.. و هو عاجز عن الاعتراف بالحب.. سيقول الحقيقه و لكن ليس الآن يجعلها تعشقه كما يعشقها اولا.. تذوب بنظر منه كما هو ېموت من مجرد ذكرها لاسمه..
شريف هعمل كده فعلا.. بس لازم اخليها تحبني الأول عشان انا مستحيل.. اسيبها تختار غيري أو حتى ترفض وجودها في حياتي..
_____شيماء سعيد_______
في منزل الأسيوطي كانت تجلس في غرفتها شارده في الماضي.. و أيامها معه بعد مرور تلك السنوات مازالت تعشقه.. تنتظر تلك اللحظة التي سترى وجهه ابتسامته نظرت عينه من جديد.. هي من تسببت في ما وصل إليه حبهم بسبب عنادها جعلته يتركها.. و لكنه هو الآخر طعنها بكلماته.. هي لا تحب الاختيار غرورها منعها من اختياره.. فاقت على صوت هاتفها..
مني ازيك يا قرده عامله ايه.
رودينا بمشاكسه انا قرده يا انثي الحمار.
مني بمرح حمار مين يا حيوانه لا لازم قيام الحد عليكي.
رودينا خلاص احنا آسفين يا صلاح.
مني خلاص لقد عفوت عنكي.
رودينا ماشى يا بنت الأصول.
مني بجديه المهم انتي لسه البيه منعك من الخروج برضو.
رودينا بحزن ايوه يا مني أنا تعبانه اوى يا منى عايزه اعرف لحد امتا هفضل احبه و هو يقولك انا اخوكي الكبير.. انا تعبت مش عايز يفهم اني بعشقه و مش عايزه غيره من الدنيا كلها اعمل ايه مش قادره اعيش كده.. نفسي يخدني في حضنه .
مع كل كلمه تنطقها تتعالى أصوات شهقاتها.. سنوات و هو أمامها حبيبها أمامها و هي عاجزه عن الإفصاح بحبها له.. دائما يتعامل معها على أنه مچرمة عنده.. قلبها يألمها تشتاق إليه و هو بجوارها.. ذلك الأعمى لم يراها عينيها و هي تصرخ بكلمه واحده أحبك.. حزنت منى من أجلها فهي تعلم بمدى عشقها لذلك الأحمق..
منى خلاص بقى يا رودينا روحي قوليله الحقيقة و لو بيحبك كويس.. و لو لا بعد الشړ يعني يبقى عرفتي الحقيقه احسن من العڈاب ده و تعيشي حياتك...
زاد صوت نحيبها من المستحيل حدوث ذلك فهي تعيش على أمل مجرد امل.. و تلك المواجهة ستجعل أحلامها في مهب الرياح..
رودينا مقدرش يا منى مقدرش..
_____شيماء سعيد________
في صباح يوم جديد قررت منى الذهاب اخيرا للجامعه.. فهي طالبه فاشلة مع مرتبة الشرف.. صعدت سيارتها و هي تقودها بشرود مع