السبت 28 ديسمبر 2024

رواية لم تكن يوما خطيئتي بقلم سهام صادق (كاملة)4

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى لا تأتي أخرى وتنتزعه منها لتصبح هي شريدة كما كانت شريدة طيلة عمرها 
اتبعت معه المبدء الذي علمته لها الحياه التجاهل كلمه لا يعترف بها عاصم العزيزي في قاموسه.. فإذا وجد هو لابد أن الكل يقف منصت اليه يتبع اوامره... الا هي تلك المسماه ايمان صاحبة الخد المشوه والأعين الجميله...

ارتفع حاجبه مستهزء وهو يراها تجلس فوق المقعد الخشبي تتابع المزارعين بعينيها دون اهتمام بوقوفه أمامها
البشمهندسه قاعده تدي في الأوامر ولا كأنها صاحبه الأملاك
لم تعجبه نظرتها المستنكره نحوه فأرتفعت زوايتي شفتيه متهكما
متبعديش وشك كده... هو انا طايق ابصلك
احتدت عيناها وهي تلتف بوجهها نحوه رغم ان سمۏم كلماته انضافت لچروح قلبها
عاصم بيه هو انت ماشي تقول ياشكل....
شكل... بقى انا عاصم العزيزي احب اتشاكل مع واحده تعتبر خدامه عندي
اشتعلت عينيها ڠضبا تنهض من فوق مقعدها
انا موظفه عند محمود بيه والدك الراجل المحترم... اللي مش عارفه ازاي انت ابنه
بقى انا بتقوليلي الكلام ده.... على اخر الزمن واحده بخد محروق تقولي الكلام ده... بدل ما تبوسي ايدي اني وفقت اشغلك واصطبح بوشك كل يوم
سقطت دموعها دون ارادتها تنظر لنظرات المزارعين الواقفين على بعد منهم يتابعونهم
شكرا ياعاصم بيه.. انت كسبت في النهايه وانا مستقيله مش هو ده اللي انت عايزه
لم تفرحه دموعها وكسرتها كما كان يسعى لقد وصل لما يريد ولكنه لا يشعر بزهوة الانتصار كما اعتاد
تعلقت عيناه بها وهي تخفي عيناها بنظارتها السوداء تغادر المكان
ليقترب منه احد رجاله
محتاجينك في موقع المصنع يابيه
تعجب السيد صابر من مجئ ابنته في هذا الوقت...نبأه حدسه بأن هناك خطب حدث معها
مالك ياايمان... ايه اللي رجعك بدري من شغلك يابنتي
اطرقت عيناها نحو حذائها تخلعه تخشي النظر لوالدها
مافيش حاجه حصلت... بس سيبت الشغل
ليه كده يابنتي... البلد هنا مفيهاش شغل يناسبك...هنعيش منين
عضت شفتيها قهرا تتمالك دموعها
خلينا نرجع القاهره يابابا.. انا مش مرتاحه هنا
فأغمض صابر عيناه بقلة حيله
والديون اللي عليا يابنتي هسدها ازاي... ما انتي عارفه اللي فيها ياايمان... ابوكي هربان من الديانه
انسابت دموعها فلم تعد تتحمل ان تظل قويه حتى أمام والدها
نبيع البيت هنا... وبفلوسه نسد جزء
وهنعيش فين بعد كده
مسحت دموعها حينما شعرت ان هناك املا لمغادره هذه البلدة
نأجر شقه... وانا مش لازم اشتغل بشهادتي هدور على اي شغل تاني... وانت حبايبك كتير يابابا مش هيتأخروا
ارتسمت السخريه فوق شفتي صابر فأي احباب تتكلم عنهم ابنته وقد تخلوا عنه جميعهم
وهو حد وقف معانا قبل كده عشان يقفوا معانا دلوقتي
اطرقت عيناها ارضا فقد رأت بعينيها كل شئ... حتى اذلال والدها ورجاءه
استحملي يابنتي العيشه هنا عشان خاطري.. مش هترضي لابوكي يتبهدل في آخر أيامه ويدخل السچن... واذا كان على الشغل انا هطلع اشتغل اي حاجه... عمك محمود ممكن يساعدني
ارتمت بين ذراعي والدها ترثي حالها فالأيام كانت مخبأة لهم الكثير ولو عاد الزمن للوراء لحمدت الله كل يوما على عيشتها
لا يابابا... اوعاك تقول كده... انا موجوده اومال أنت علمتني ليه
ابعدها عنه برفق ينظر لعيونها الدامعه
قوليلي سيبتي ليه الشغل الأول
اشاحت عيناها بعيدا عنها حتى لا يعلم بكذبتها
انت عارفني مبستحملش حد يديني أوامر... وابن الحج محمود عايز الكل يقوله سمعا وطاعا
واردفت بمزاح تخفي حرقتها
قومت اتخنقت معاه وسبتله الشغل...
ضحك صابر وهو يتخيل مافعلته ابنته وقد صدق كذبتها
لا انا لازم اكلم عمك محمود اشتكيله... بس انتي برضوه ياايمان غلطانه مهما كانت المعرفه اللي بينا ده صاحب الشغل.. عودي نفسك يابنتي على كده خلاص بقينا نشتغل عند الناس وصاحب الشغل مهما قال فهو ليه الحق
ابتلعت مراره حلقها تومئ برأسها له
حاضر يابابا
منذ تلك الليله وأصبح يتجاهل وجودها... تجاوز ماحدث بعدما جعلها لا تنام الليالي الماضيه الا وهي تشعر بلمساته وانفاسه.. نجح في ان يجعل تلك اليله مرسخة بقلبها وجسدها
هزت رأسها هزات ممتاليه حتى تنفضها من أفكارها التي لا توحي لعقلها الا بالضعف...
اقتربت من باب غرفة مكتبه بعدما علمت بوجوده.. طرقت الباب بخفه لتدلف بعدها.. مجرد ان رفع عيناه نحوها اخفض عيناه ثانية يتابع تجميع الأوراق التي أمامه قبل انصرافه مجددا
احم... خالي عزمنا على الغدا عنده بكره... يعني انا وانت
انتظرت جوابه ليأتيها اخيرا ولكن بخيبه
اعتذريلي منه... ومافيش مشكله روحي انتي واتبسطي معاهم
بس هو هيفرح اوي لو جيت...
واردفت تخبره بأصرار خالها ان يأتي اليه حتى يعزمه بنفسه
ده كان مصمم يجيلك هنا يعزمك
ابعد عينيه عن الأوراق التي يضع تركيزه عليها
هبقي اتصل بيه اعتذر منه...
طالعت تجاهله لها ورفضه بكل الطرق المجئ معها اردات ان تنسحب ولكن تذكرت حماس خالها في رؤيتهم سويا
طب نأجل اليوم وشوف اليوم المناسب ليك
تعالا رنين هاتفه ليهتف بالمتصل متجاهلا رجائها
تمام نص ساعه واكون في المكتب
جمع أوراق عمله ملتقطا هاتفه
معلش ياقدر...
معنديش وقت للأسف
وقفت مكانها تطالع الفراغ الذي كان يشغله.. ولم يصل لخاطرها الا معنى واحدا شهاب يعاقبها بتجاهله
يتبع
بقلم سهام صادق

 

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات