الأحد 17 نوفمبر 2024

رواية امرأة العُقاب بقلم ندي محمود (كاملة)

انت في الصفحة 66 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز

پغضب 
مكنتش قاعدة معاه والصور دي كانت في عيد ميلاده وتصرفه كان تلقائي لما كان بيشكرني على الهدية وأساسا أنا سحبت إيدي فورا وقتها 
هتف بتحذير شبه صائحا 
متعليش صوتك عليا 
صړخت في وجهه بشراسة وعينان حمراء كالدم 
وإنت متتكلمش معايا بلهجة التحذير وتزعق فيا مش
صوتك العالي هو اللي هيخوفني منك 
عدنان منذرا إياها وهو يتمالك انفعالاته بصعوبة 
جلنار أنا اقسم بالله على أخرى وبحاول اتمالك اعصابي بالعافية متخلنيش اوريكي الخۏف اللي بجد
تململت بين قبضته بعصبية لأنها لا تتمكن من التملص منه فتجاهلت جملته وصړخت بصوت ملأ الغرفة وبوجه محتقن بدماء الڠضب 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابعد إيدك عني ومتلمسنيش
دش ليه الحق يلمسك غيري ولا يمسك إيدك غيري أنا بس اللي ابصلك والمسک فاهمة ولا لا
ظهر الألم على محياها رغما عنها عندما وجدته يعتصر كفها بقسۏة بين قبضته فهتفت بنبرة مرتفعة قليلا 
عدنان سيب أيدي بتوجعني !
تطلع في عيناها بنظرات كانت كالچحيم وتمتم بهمس مرعب 
اعتبري دي آخر مرة هعدي فيها زي ما عديت الصور وعديت هروبك معاه وكمان دفاعك عنه قدامي وطلبك اني اعتذر منه بعد اللي حصل في الفرح وزي ما هعدي اللي عرفته دلوقتي وهتغاضي عنه وأصدق إنك سبتيه يفضل بحسن نية زي ما قولتي على الرغم من إني متأكد أن مكنش الموضوع بغرض المساعدة فقط بالنسباله هعدي ياجلنار بس صدقيني دي آخر مرة بعد كدا لو سمعت اسمه تاني هتكون النتائج مخيفة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أدمعت عيناها من كلامه القاسې وشعورها بلهجة الشك المضمورة في صوته حتى لو لم تكن شك بالنسبة له لكنها أحستها هكذا وفوق ذلك قبضته العڼيفة على كفها والتي تؤلمها أكثر 
فهمست في وجهه بعين دامعة وڠضب امتزج بقسۏة فاقت قسوته لتطلق سهمها المسمۏم في الصميم بالضبط 
سبق وسألتني بتكرهيني بجد ولا لا وأنا جاوبتك يمكن أه ويمكن لا احب اقولك دلوقتي إني بكرهك بجد ياعدنان بكرهك من كل قلبي ومش عايزاك وندمانة إني منعت بابا لما جه وملختهوش
يطلقني منك
غضبه كشك فحتما مخطئة ربما غيرته العمياء وانفعاله الهادر هيأ لها كذلك هو
فقط لا يطيق تحمل اجتماع اسمها واسم حاتم بجملة واحدة والذي يثير جنونه ويشعل لهيب نيران صدره 
وصلت هنا أمام باب غرفة والديها بعدما سمعت صوت صړاخ أبيها وخاڤت قليلا فطرقت بكف يدها الصغير فوق الباب تهتف بعبوس 
بابي ! 
استغلت جلنار فرصة
طرق ابنتهم وسكونه التام بعد كلماتها لتبتعد عنه وتندفع نحو الحمام الملحق بالغرفة فيبقى هو مكانه للحظات حتى عاد صوت الطرق يرتفع من جديد مع صوت صغيرته الذي بات مبحوحا أخذ نفسا عميقا وتحرك نحو الباب ليفتح لها فيجدها تتطلع له بعينان تملأها الدموع 
ألا يكفي لقلبي دموع والدتك حتى تزيدي إنتي العڈاب بدموعك أيضا ! 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هو بابي هيلاقيها من فين ولا فين ياحبيبتي بس ! متعيطيش والله مش بستحمل اشوف دموعك 
دفنت وجهها الصغير بين صدره الواسع هامسة بحزن 
مامي بتحبك زي وبتزعل لما تزعق
انتصب في وقفته وهو يحملها معه ويهمس بمرارة 
امممم بتحبني أوي تعالي يلا ننزل تحت 
ومامي 
مامي في الحمام لما تطلع هتنزل ورانا
على الجانب الآخر بألمانيا تحديدا في مدينة برلين العاصمة 
داخل إحدى المستشفيات وبغرفة خاصة بأكفأ الأطباء بالمستشفى كان جالسا فوق مقعده أمام المكتب يرتدي مئزره الطبي الأبيض ويمسك بيده صورة صغيرة قديمة إلا أنه يحتفظ بها جيدا فمن يمسك بها لا يتوقع أبدا أن تلك الصورة مرت عليها كل هذه السنوات ومازالت كما هي 
يتأملها وبأنامله يتحسسها في رقة تلك الصورة هي الأنيس الوحيد في وحشته وغربته منذ سنوات طويلة 
طال الغياب وفقد حلو النظر لكنه لم يفقد ابدا لهفة اللقاء المحتوم 
انفتح باب الغرفة فجأة بدون سابق إنذار ليدخل شابا يناضره بالعمر ويهتف بمرح يتحدث اللغة الألمانية 
الطبيب هنا وبالخارج الجميع يبحث عنه ! 
تطلع إليه بيأس وهتف وهو يدس الصورة في مئزره 
لمرة واحدة فقط أطرق الباب
أولا 
تقدم نحوه ليربت على كتفه بخفة هامسا بضحكة عذبة 
وهل هناك خصوصية بيننا ياصديقي ! 
هز رأسه بعدم حيلة وقال 
لا فائدة من الجدال معك اجلس وقل ما لديك 
اقترب صديقه ليجلس فوق المقعد المقابل لمكتبه ويهتف في جدية هيمنت على صوته وملامحه 
سمعت إنك ستعود لمصر خلال أسابيع ! 
تنهد وقال بهدوء 
صحيح ولا اطيق الانتظار حتى يوم العودة 
أنت تمزح ! هشام إنت من أكفأ الأطباء بالمستشفى إن لم تكن أوشكت أن تصبح الاشهر على الاطلاق ببرلين هل ستترك كل شيء وتعود !! 
ابتسم واجابه في بساطة 
من قال أنني سأترك كل شيء سأواصل مهنتي ببلدي وربما بيوم أعود لبرلين مرة أخرى من يعلم ! 
أخرج صديقه زفيرا حارا ليجيبه بعد ذلك بنظرات دقيقة ويأس 
اهلكك الشوق ولم تتحمل أليس كذلك ! 
لاحت ابتسامة مريرة على شفتي هشام الذي أصدر تنهيدة طويلة تبعها استقامته من مقعده وهو يلتفت حول المكتب ويربت على كتف صديقه بخفة هامسا في مداعبة 
هيا ياصديقي لدينا الكثير من الأعمال وليس هناك وقت لنهدره في الحديث
هز رأسه الآخر مغلوبا على أمره فكلما يتخذ مجرى حديثهم ذلك الموضوع يسارع في تغييره أو التهرب منه وهو ما يفعله الآن كالعادة ! 
توقف بسيارته أمام أحد الفنادق الضخمة ثم ترجل منها وقاد خطواته للداخل مرتديا نظارته السوداء فوق عينيه حتى وصل إلى مكتب الأستقبال وقف أمام الموظفة التي بدورها ابتسمت له ببشاشة وقالت 
اتفضل حضرتك 
حاتم بصوت جاد 
حابب اعرف رقم الغرفة الموجودة فيها نادين سامي 
اخفضت نظرها لشاشة الحاسوب التي أمامها تبحث بين نزلاء الغرف عن ذلك الاسم حتى عثرت عليها فقالت بإيجاب 
آنسة نادين سامي تمام لحظة من فضلك بس هبغلها الأول 
حاتم بحزم 
ملوش لزوم هي عارفة ممكن تقوليلي رقم الأوضة 
مطت شفتيها وقالت بنظرات دقيقة 
الغرفة رقم 404 بالدور الخامس 
لصق رقم الغرفة والطابق بذهنه ثم ابتعد وسار باتجاه المصعد الكهربائي ليستقل به ويضغط على زر الطابق الخامس وبعد دقيقتين تقريبا توقف وانفتح الباب فخرج وسار في الردهة طويلة يتفقد أرقام الغرف المدونة
فوق الأبواب حتى عثر على غرفتها فتحرك ووقف أمامه ليرفع يده ويطرق عدة طرقات ليست بلينة ولا قوية 
لحظات وفتحت هي الباب معتقدة أن خدمة الفندق قد وصلت بالفطار لكن تجمدت دماء وجهها وطالت التحديق به تحاول اختراق تلك النظارة السوداء التي تحجب عنها رؤية عيناه ونظراته ثم انتصبت في وقفتها بشموخ وقالت في خنق 
خير
شو بدك ! 
نزع نظارته أخيرا عن عينيه فرأت نظرة مستاءة تمركزت في عيناه وهو يجيبها 
لمي هدومك يلا عشان نمشي 
خرج سؤالا شبه استنكاريا منها 
لوين ! 
حاتم بحدة 
على البيت يانادين ولا متخيلة إني هسيبك تقعدي في فندق هنا وحدك 
ردت في برود استفزازي وابتسامة غير مبالية 
بس أنا حجزت الطيارة لكاليفورنيا وموعدها المسا الساعة 6 
استفزته واغضبته بشدة لكنه تحكم في زمام نفسه ليدفعها للداخل برفق ويدخل ثم يغلق الباب هاتفا بلهجة آمرة 
مفيش مشكلة يتلغي الحجز 
نادين بغيظ
راح ارجع ما بدي اضل هون بيكفي يا حاتم 
تقدم منها بخطوات متريثة فتقهقرت هي لا إراديا للخلف حتى اصطدمت بباب الحمام الملحق بالغرفة أشرف عليها بهيئته وهمس في لهجة لا تقبل النقاش 
مش هترجعي احنا جينا مع بعض وهنرجع مع بعض 
رغم اضطرابها من قربه إلا أنها صاحت به پغضب 
ما في شيء اسمه نحنا عم تفهم ولا إنت نسيت اللي سويته مبارح 
لم يتمكن من كبح انفعالاته أكثر من ذلك فصاح بها في صوته الرجولي المهيب وعيناه المظلمة 
لما تقضي اليوم كله مع راجل معرفش مين هو أصلا وتقوليلي رفيقي وبعدين ترجعي آخر الليل منتظرة تكون ردة فعلي إزاي يعني مين صاحبك ده هاااا قولي ميين خليني اعرف يمكن تكوني على حق !!
نادين بعصبية شديدة متجاهلة ضربات قلبها المتسارعة 
لك شو خصك إنت مين رفيقي هادا !! بخرج مع اللي بدي ياه ما راح انتظر الأذن منك مثلا 
ضړب بقبضة يده على باب الحمام بجانب رأسها فانتفضت بخفة فزعا وانكشمت في وقفتها حين رأته يدنو منها
بشكل خطېر حتى لفحت أنفاسه الڼارية صفحة وجهها وخرج صوته منذرا وقد أظلمت عيناه بشكل مخيف 
قدامك خمس ثواني ياتقولي مين اللي كنتي معاه امبارح يا أما صدقيني أنا مش مسئول عن اللي هعمله
خشيت تحذيره ونظراته التي أثبتت أنه لا يمزح فيما يقوله خصوصا وهو قريب بهذا
الشكل رغم ذلك أبت الخضوع أمامه فقالت بابتسامة متشفية تحمل لمسة النصر 
إنت غيران ولا شو ! 
حاتم بنفاذ صبر 
نادين !!! 
طالعته بتحدي عاقدة ذراعيها أمام صدرها تأبي التكلم واكتفت بابتسامتها ونظراتها الواثقة لتجده يزأر كالأسد ويهتف پغضب معترفا 
أيوة غيران ولو متكلمتيش متلوميش غير نفسك على اللي هيحصل 
ابتسمت بنصر وسعادة لاعترافه بغيرته الچنونية عليها فاستدارت توليه ظهرها ثم تفتح باب الحمام وتدخل وقبل أن تغلق الباب همست في ابتسامة مثلجة 
كانت رفيقتي مايا 
ثم أغلقت الباب دون أن ترى ردة فعله لكنها استشعرت مدى الصدمة التي تهيمن عليه الآن بالتأكيد يقف متسمرا كالصنم يحدق في الباب وفي أثرها ببلاهة وعدم استيعاب للخديعة التي سقط فيها بكل سهولة وربما غاضب منها بشدة ويرغب في فض شحنة غيظه بها لكن كل هذا لا يهم طالما حصلت على ما تريده ! 
كانت ستتجه الخادمة لفتح الباب بعد سماع صوت رنينه لكن أسمهان أوقفتها


بإشارة من يدها وسارت هي لتفتح وكانت تعرف أن الطارق هو ابنها 
فتحت الباب واستقبلته بابتسامة امومية حانية ثم فردت ذراعيها له تعانقه وتهتف 
ازيك ياحبيبي 
ابتسم لها وملس على ظهرها بلطف مغمغما 
كويس ياماما إنتي عاملة إيه طمنيني بتاخدي علاجك بانتظام 
أسمهان بإماءة بسيطة 
باخده متقلقش كويس إنك جيت أهو تتغدا معانا ونتلم كلنا على السفرة 
طبع فوق رأسها يجيبها على عجلة معتذرا 
خليها مرة تاني ياست الكل وهقضي اليوم كامل معاكي أنا جاي بس اخد كام حاجة من الأوضة كنت شايلها بخصوص الشغل وهمشي 
ابتسمت متهكمة وردت باقتضاب تلقي بتلمحياتها المباشرة 
طبعا ماهي خلاص خدتك مننا وعرفت تكسبك في صفها 
أصدر زفيرا طويلا بخنق ثم ابتسم وقال متخطيا جملتها 
آدم موجود 
هزت رأسها بالنفي ولا زالت ملامحها مقتضبة فهز هو رأسها بيأس واندفع تجاه الدرج يصعد إلى غرفته بالأعلى فتح الباب ودخل ثم اتجه اول شيء إلى أدراج الطاولة الخشبية يفتحهم واحدا تلو الآخر يبحث عن الذي يريده ولم يتمكن من إيجاده ووجهته التالية كانت الخزانة فيسحب الباب الجرار الذي بالمنتصف لتقع عيناه على ملابس فريدة المعلقة والتي تملأ الخزانة بأكملها أظلمت عيناه واحتدمت نظراته ومر أمامه شريط بجميع أفعالها والذكرى الأخيرة عندما تركها لتذهب مع عمها تخلت عنه وهو تخلى بأبشبع الطرق واقساها 
خرجت صيحة عارمة منه 
ماما 
لحظات وكانت أسمهان تهرول إليه بالأعلى على أثر صيحته وحين دخولها الغرفة تصلبت بعدما رأت
الأرض تمتلأ بملابس فريدة والتقطت نظراتها الخزانة التي أصبحت فارغة تماما ولم تلبث حتى سمعت صوته
الممزوج بصيحة مزمجرة ولهجة آمرة 
الخدم ياخدوا القرف ده ېحرقوه أو يرموه
65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 84 صفحات