رواية امرأة العُقاب بقلم ندي محمود (كاملة)
تجاهد في إخفاء ابتسامتها
هات الكياس دي وامشي ياولا بلاش لسان طويل
جذبت منه الأكياس واعطتها لمهرة وهي تقول بحنو وعذوبة
خدي يلا يامهرة وروحي لجدتك يابنتي وفكي وشك كدا عشان فوزية متحسش بحاجة لأحسن ممكن يجرالها حاجة لو عرفت باللي حصل
مهرة بابتسامة جميلة وهادئة
حاضر ياحجة أمينة اطمني أكيد مش هقولها وشكرا بجد
إنتي زي بنتي يامهرة متقوليش كدا
اقتربت منها مهرة وعانقتها بود ثم التقطت الأكياس منها وسارت متجهة نحو منزلها وهي تشد على محابس دموعها فما سمعته كان ثقيل جدا رغم أنها أظهرت القوة أمام الجميع
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
يجلس على الأريكة الصغيرة المتوسطة في منتصف الغرفة وأمامه على منضدة قصيرة مجموعة من الملفات والأوراق الخاصة بالعمل منشغلا بها ومنكبا عليها منذ أن جاء يرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ويمسك بيده قلم فخم يعمل به في تركيز انفتح الباب بهدوء بسيط وحرص من السكرتيرة الخاصة به التي كانت تحمل كوب قهوة له واقتربت منه دون أن تتفوه ببنت شفة بعدما أخذت التعليمات بعدم مقاطعته بتاتا أثناء العمل حتى لا تنل من بطشه نصيبا انحنت جزعة للأمام ووضعت الكوب بجواره على المنضدة ثم انتصبت في وقفتها وهمت بالاستدارة والرحيل لولا صوته الغليظ وهو يسأل دون أن يرفع نظره عن الأوراق
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ردت عليه برسمية شديدة وارتباك خصوصا أنها الأيام الأولى لها بالعمل
لا يافندم لسا موصلش
انتبه لنبرة الصوت المختلفة والغير مألوفة عليه فرفع نظره لها وحدقها بنظرة دقيقة
وقوية ثم تمتم بخشونة
إنتي مريم مش كدا
هزت رأسها بإيجاب في اضطراب واضح فالتقط أحد الملفات التي أمامه ومده لها وهو يهتف بنبرة صارمة وجدية يجيب عليها
طيب وصلي الملف ده لمستر نادر وقوليله يخلصه خلال ساعة ويبعتهولي فورا
التقطت منه الملف وتمتمت بالموافقة وهي تهز رأسها
حاضر يافندم
ثم استدارت واتجهت نحو الباب وانصرفت بينما هو فعاد يستأنف عمله لكن محفظة نقوده الخاصة الصغيرة سقطت من فوق المنضدة فانحنى ليتلقطها ولكنه رأى صورة تجمعه مع ابنته وجلنار كان محتفظ بها وسقطت من حافظته على الأرض وضع المحفظة على المنضدة والتقط الصورة ثم اعتدل في جلسته وتأمل في ملامح وجه صغيرته الذي يحملها على ذراعيه وهي تضحك بسعادة وشعرها القصير يتطاير من حولها بفعل الهواء أما جلنار فكانت ترتدي فستان طويل أبيض اللون وتضع فوق شعرها قبعة دائرية من اللون النبي حتى تحجب أشعة الشمس عن رأسها وتقف بجانبه وعيناها متعلقة على ابنتهم تنظر لها وتضحك معها بحب أما هو فما يتذكره أنه نظر لها وابتسم على ضحهكم ومن الواضح أن المصور قد استغل الفرصة وقام بالتقاط الصورة في هذا الوضع العائلي الدافيء
ويقوم بالتصوير لكل من يرغب ويتذكر حينها إن هنا أصرت على أن يلتقطوا صورة فلم يتمكن من رد طلبها كالعادة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كانوا يسيران على شاطيء البحر والماء ترتطم بقدميهم بفعل المد والجذر بينما هنا فكانت تركض أمامهم وتلعب بالماء بقدميها الصغيرتين كان يسير واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهي تتنقل بعيناها بين البحر تارة وبين ابنتها تارة أخرى تتابع فرط سعادتها وهي تضحك باللعب في الماء فقالت بتلقائية محدثة إياه وهي تبتسم بعاطفة أمومية جميلة
واضح إن هنا مبسوطة جدا من Holiday دي
عدنان بابتسامة جانبية وهو ينظر لها بتعجب
هي هنا بس اللي انبسطت يعني !
طالعته بابتسامة هادئة وقالت في خفوت ورقة
لا وأنا كمان ياعدنان خصوصا إن دي أول مرة احس باهتمامك بيا
ومش هتكون آخر مرة يارمانتي كل ما يكون معايا وقت فاضي من الشغل
هختلس يومين ونطلع في إجازة لطيفة زي دي تاني
رمقته بنظرة جانبية وهي تبتسم على وصفه الدائم لها بالرمانة فهم مقصد نظرتها
معايا رمانة ټخطف العقل من جمالها
خجلت ربما لأنها ليست معتادة على سماع مثل تلك الكلمات منه بل لا تتذكر أنه قام بمغازلتها منذ زواجهم سوى مرتين أو ثلاثة وهذه قد تكون الرابعة !
عاد إلى الواقع مرة أخرى متنهدا بقوة كانت هذه هي آخر اللحظات اللطيفة بينهم وما كان بعدها حتى الآن ماهو إلا شجار وجفاء مستمر عندما بدأت فجأة في التذمر من غيابه الدائم وإهماله وشجار بآخر أوضحت عن رغبتها الصريحة في الطلاق وأصرت عليه فساءت العلاقة بينهم أكثر فجأة بشكل غريب وانتهى المطاف بهروبها بابنته بعدما وافق على الطلاق بسبب الحاحها ولكن كانت شروطه واضحة حول بقاء صغيرته معه فلجأت للهروب كطريق للفرار من الاتفاق الدنيء كما وصفته !
ارتفع صوت رنين هاتفه الصاخب فجذبه وأجاب على المتصل
الو
أيوة ياعدنان بيه كاميرات بوابة القصر اللي عطلت انتهى إصلاح التلف اللي فيها كله دلوقتي
هتف عدنان بصوت رجولي قوي
العطل ده حصل لوحده ولا في حد عمل كدا
للأسف العطل كان واضح جدا إن في حد كان قاصد يتلف الكاميرا ويوقفها
عدنان بصوت يحمل بعض الزمجرة
طيب اقفل وابعتلي آخر التسجيلات كلها اللي كانت عليها قبل العطل
انهى معه الاتصال فورا ثم جذب حاسوبه المتنقل الخاص به وفتحه وانتظر لدقائق حتى وصلت له رسائل بالفيديوهات الأخيرة لتسجيلات الكاميرا قام بمشاهدتها جميعها ولم يكن بها شيء سوى إنه لاحظ خروج فريدة كل يوم بموعد مختلف وعودتها بعد ساعات ليست بقليلة وآخر تسجيل كان في مساء الأمس للحارس الخاص بالمنزل وهو يتحدث
مع رجل ملامحه ليست واضحة جيدا ثم بدأت الصورة تهتز حتى انقطت تماما
اعاد التسجيل الأخير لأكثر من مرة وقام بالتقريب على وجه الرجل في محاولة لرؤية ملامحه المبهمة ولكن دون فائدة !
اغلق الحاسوب وهو يحك ذقنه الكثيفة في عينان حمراء من فرط الڠضب من جهة خروج زوجته المتكرر بشكل يثير الريبة متجاهلة تعليماته في عدم الخروج دون إذنه ومن جهة ظهور ذلك الرجل الغريب وتوقف الكاميرا فجأة كيف توقفت ! هناك شيء مبهم وغير مفهوم بهذا الأمر ولن يطول كثيرا إلى أن يعرف كل شيء وهوية ذلك الرجل وماذا يريد !
في مساء ذلك اليوم
توقفت سيارته أمام بوابة المنزل ونزل ثم قاد خطواته إلى الداخل وكان الهدوء يملأ القصر بأكمله تحرك باتجاه الدرج وصعد درجاته في خطا قوية ثم اتجه إلى غرفته وعند وصوله وقف أمام الباب للحظة يحاول تهدئة نفسه الثائرة منذ صباح اليوم فهو يعلم جيدا أنه سيجدها مستيقظة بانتظاره
مد يده وفتح الباب ثم دخل وأغلقه خلفه ببطء مريب وكانت هي تجلس على المقعد الخاص بها المقابل للمرآة تابعته وهو يدخل وينزع عنه سترته ليعلقها في حاملة الملابس الخشبية بينما فريدة فظلت تتابعه بعيناها الڼارية والمغتاظة فخرج صوتها ساخرا وملتهب
كنت عندها أكيد !
يتجاهلها عمدا فإذا حرر الۏحش الذي ېصرخ في أعماقه حتى يخرج فستحدث كوارث منذ أن رأى تسجيلات الكاميرا بالصباح وهو عبارة عن جمرة من النيران الملتهبة وتنتظر الفرصة لتمسك بأى أحد
هبت واقفة واقتربت منه تهتف پغضب
أنا بكلمك ياعدنان
رمقها بنظرة قذفت الړعب في أوصالها ثم وقف على قدميه وتقدم خطوة إليها حتى أصبح أمامها مباشرة وغمغم بنبرة تحمل الخفوت المرعب
هو أنا تعليماتي شفافة وكلامي ملوش لزمة !
فريدة بثبات مزيف
تعليمات إيه !
عدنان بوجه محتدم وهمس كان كافي لبث الړعب في قلبها
كنتي بتطلعي بتروحي فين في غيابي يافريدة
تحولت من وضع الھجوم إلى الدفاع وظهر على محياها الاضطراب الذي حاولت إخفائه بصعوبة
وابتلعت ريقها ثم تمتمت بتوتر ملحوظ
مكنتش بروح مكان !
بحركة عفوية رفع حاجبه مستغربا وتمتم باسما باستنكار
بتكذبي عليا كمان !!!! من إمتى وإنتي بتكسري كلمتي أو بتكذبي وتخبي عني !
فريدة بحنق وانفعال كوسيلة لمحاولة إخفاء توترها
اخبي عنك إيه ياعدنان !! بعدين إنت سبت اللي عملته جلنار معايا الصبح ومن غير ما تحاسبها ولا تقولها أي حاجة اخدتها ومشيت وسبتني
خرج عن إطار هدوئه وصړخ بها بصوته الرجولي الجهوري
احنا دلوقتي في إيه عشان تقوليلي جلنار ! اللي إنتي أصلا غلطانة واللي قولتيه مغلطتيش فيها قد ما غلطتي فيا أنا
أصابتها وغزة بسيطة بجسدها من صرخته وهتفت بذهول وعدم تصديق
إنت بتزعقلي عشانها ومهتمتش
إنها رفعت إيدها عليا قدامك
تراخت عضلات وجهه وجسده ليقف في سكون يطالعها بنظرة ثاقبة وحادة تتهرب من الإجابة ومن السبب الرئيسي لأنفجار بركانه وتحاول الهائه بحاډثة الصباح بينها وبين جلنار أصبح الآن متيقنا أن بها شيء ليس طبيعي !
خرج صوته هادئا تماما على عكس نبرته السابقة ونظرته
كانت مبهمة لكنها لا تبشر بالخير
متتذاكيش عليا إنتي عارفة إن الحركات دي مبتخيلش عليا بس أنا هطنش كمان المرة دي بمزاجي وخليكي فاكرة
إن دي المرة التانية والعداد شغال
ماهذه الطريقة هل يعقل أن يكون شك بأمري ! لا بالتأكيد لا فلو كان لديه ذرة شك واحدة لن يكون هادئا هكذا ! أذا فلماذا ينظر لي بطريقة مرعبة هكذا !!! أسئلة كثيرة طرحتها في ذهنها من فرط الارتباك فلم يسبق لها ورأت هذه النظرة بعيناه ولم تعد تفهم مالذي دهاه وما التحول الرهيب الذي طرأ عليه فجأة بهذا الشكل ! لكن ما يهدأ من روعها أن رغم حالاته البركانية الجديدة لا تزال ترى وميض من حبه لها بعيناه وسط أشد لحظات غضبه منها وهو ما يمنعه عن الاستسلام لجموحه أمامها
مد يده والتقط سترته مجددا ثم هم بالرحيل لولا قبضتها على رسغه التي اوقفته وهي تسأل
رايح فين !
طالعها للحظات في جمود قبل أن يسحب يده من قبضتها ببطء ويبتعد متجها إلى باب الغرفة لكنها هرولت خلفه وسدت عليه الطريق هاتفة بشراسة
رايحلها !
فريدة ابعدي من قدامي لأني مش ضامن ردة فعلي لو اتعصبت اكتر من كدا عليكي
صاحت بغل وعناد
مش هبعد ياعدنان واضح إن اللي كنت خاېفة منه حصل بس صدقني أنا مش هسمح بده أبدا
فهم مقصدها جيدا وتلمحياتها حول مشاعره تجاه جلنار فمسح على وجهه متأففا وهتف بنبرة شبه مرتفعة
إنتي
عايزة إيه دلوقتي ابعدي
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وغيظ
عايزاك تطلقها !
الفصل الحادي عشر
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وعيظ
عايزاك تطلقها !
عقد حاجبيه