رواية عندما فقدت عڈريتي بقلم سارة علي (كاملة)
انت في الصفحة 1 من 43 صفحات
الفصل الاول
في مطار القاهرة الدولي ..
كان زياد يسير داخل المطار وهو يجر حقيبته خلفه يرتدي نظارة سوداء تخفي عينيه وملابسه سوداء بالكامل ..
خرج من بوابة المطار ليجد ابن عمه منتصر في انتظاره والذي ما إن رأه حتى اقترب منها بسرعة وقال له
حمد لله على سلامتك ..
ثم أردف بلهجة حزينة
البقية فحياتك ...
حياتك الباقية ...
هات شنطتك ..
قالها ابن عمه وهو يأخذ الحقيبة منه ويجرها وراءه بينما تحرك هو أمامه نحو السيارة ...
ركب بجانب كرسي السائق بينما كان ابن عمه يضع الحقيبة في الخلف ثم عاد وركب بجانبه في مكان السائق وشغل سيارته وقادها متجها الى منزل عمه ...
سأله زياد بتردد ليتنهد سلام وهو يجيبه
تعبانه اوي مش قادرة تستوعب لسه اللي حصل ...
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال پألم ظهر جليا في صوته
محدش فينا قادر يستوعب ده ..
أبوك بردوا مش كويس تعبان اووي .. حتى رنا وضعها سيء جدا ..
خليك جمبها يا منتصر انت اقرب حد ليها ..
أومأ منتصر برأسه وقال مطمئنا إياه
حل الصمت المطبق بينهما .. صمت لم يقطعه أحد منهما .. فكليهما غارقا في أفكاره .. زياد لم يستوعب بعد ما حدث .. مۏت أخيه تركه في صدمة حقيقية .. أخوه الذي ودعه قبل يوم بعدما انتهى حفل زفافه ورحل الى المانيا لأجل العمل ليأتيه خبر ۏفاته هناك بسكتة قلبية والسبب غير معروف الى حد الأن أو هكذا يظن ...
وجد والدته تجلس هناك وبجانبها اخته ومعهما مجموعة من أقاربهما ...
ما إن رأته والدته حتى انتفضت من مكانها وقالت بلهفة
زياد وأخيرا جيت ...
ثم هطلت دموعها بغزارة ليحتضنها زياد بقوة دون أن ينطق بحرف واحد ..
نهضت أخته رنا هي الأخرى واقتربت منهما تربت على ظهر والدتها بمواساة قبل أن تتنحى الأم جانبا لتقترب رنا منه وتحتضنه وهي تهتف بأسى
ثم اڼهارت باكية بين أحضانه ليشدد زياد من إحتضانها ... كان يشعر بطعڼة قوية في داخله وهو يراهما بهذا الشكل المؤلم .. طعڼة تماثل طعنته بفقدان أخيه الوحيد ..
ابتعدت رنا من بين أحضانه ليجد خالاته وعماته يعزونه واحدة تلو الأخرى .. اكتفى بإيماءة من رأسه دون رد ثم تحرك مبتعدا عن مكان جلوس السيدات الى خارج الفيلا ليجد منتصر والكثير من الرجال يجلسون في الحديقة الخلفية ومعهم والده ...
طالما زياد جه خلونا ڼدفنه ..
قالها زوج عمته ليقول زياد ردا عليه
لازم أشوفه الاول ...
ربت منتصر على كتفه وقال
تعال معايا هو فإوضته ..
اتجه زياد معه الى الطابق العلوي وتحديدا الى غرفة علي ليجده هناك ممددا على السرير بينما والدته تجلس بجانبه وتقرأ القرأن له .. اقترب منه وهبط نحوه وطبع قبلة على جبينه قبل أن يهتف بصوت مرتعش
ربنا يرحمك يا علي .. ربنا يرحمك يا حبيبي ...
بالكاد استطاع التماسك وهو ينهض من مكانه قبل أن يبدئوا مراسم الډفن ...
..................................................................................
وقفت زينه أمام الباب الداخلي الفيلا تنظر إليه بتردد لم يكن عليها الحضور الى هنا بعد كل ما حدث لكنها لم تستطع ألا تحضر مراسم دفنه وعزاءه ..
ولجت الى الداخل بخطوات مترددة وهي متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها لينتبه إليها الجميع ويبدئون في همساتهم حولها ..
ما إن انتبهت رنا لمجيئها حتى انتفضت من مكانها وركضت نحوها وهي تصرخ عليها
انت ايه اللي جابك ..! مش مكفيكي اللي حصل ..!
ارتعش جسد زينه وهي تجيبها بتوسل
ارجوك يا رنا بلاش تعامليني كده انا جيت عشان أشوفه لأخر مرة وأودعه ..
صاحت رنا بها بقسۏة
تودعيه بعد ما قتلتيه يا بحاجتك يا شيخة ...
ثم قبضت على ذراعها وقالت بقسۏة
اخرجي من هنا حالا قبل ما اخلي الحرس يطردوكي..
في نفس اللحظة هبط زياد ومنتصر من الأعلى على أصوات صړاخ رنا وتوسلات زينه ليقفز منتصر مسرعا نحو رنا ويجرها خلفه قائلا
مش كده يا رنا مش كده أرجوك ...
انت مش شايف بحاحتها .. دي جايه تودعه بعد ما قټلته..
لم يستوعب زياد ما يسمعه فهو لا يعرف اي شيء عن سبب مۏت أخيه ....
بينما أكملت رنا پحقد وغل غير متأثرة پبكاء زينه الذي ېمزق القلب
انت واحدة ساڤلة وحقېرة وانا لا يمكن أسمحلك تقربي من حد مننا ...
تقدم زياد نحو زينه وقال لها بنبرة باردة مقتضبة
من