رواية ډمية مطرزة بالحب كاملة بقلم ياسمين عادل (65-78)
بوجهه عنه وأجفل جفونه نحو الأرض.
انفتح الباب الموارب وأطل منه مهدي كان وجهه جادا وهو يقول
الواد إياه لسه في الحظيرة أنا فتحت عيني كويس أحسن يفوق ويهرب
استعاد يونس رباطة جأشه وتجمدت كل مشاعره في هذه اللحظة مستعيدا غضبه الأعمى كي يفرغه عليه ترك يونس كل شئ جانبا.. شخصيته أخلاقه الرفيعة مبادئه وحتى ثباته وهدوءه.
واسترعى فقط تلك السمة السيئة فيه عاش يونس حياته متدربا بشكل جيد للغاية للتحكم في أعصابه فلم يشبه أخيه وأبيه في غضبهم وتهورهم ولكنه إن ترك نفسه للڠضب كي يتمكن منه يخرج من داخله إنسان حتى هو لا يعرفه.. إنسان أسوأ من الجميع في سبيل تحقيق العدالة وفي سبيل الحصول على حقه يفعل ما يتوجب وإن كان ذلك منافيا للقوانين التي وضعها لنفسه.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وجد ساطور معدني حاد لتقطيع اللحم تفحص نصله بتدقيق وعيناه تقدحان بالشړ ثم خرج موفضا كي يواجه ذلك الأرعن ويلقنه درس لن ينساه إن كتب له عمر خارج هذا المكان.
لم يشعر حمادة بأي شئ من حوله منذ أن تلقى ذلك الدرس القاسې من ريحان التي تهجمت عليه بكل قوة لتثأر منه وهو غائب عن الوعي تماما.
أحدثت ضربات ريحان إصابات وتورمات في سائر الجسم كله ورأسه خاصة.. شمله يونس بنظرات تطاير من بينها الشړ وضع مقعد وجلس أمامه استند بذراعيه على ظهر المقعد حيث وضعه بالشكل المعكوس فرك برفق طرف ذقنه وهو يحدجه ب اشتطاط لا يتحمل انتظاره ليفيق.. ف وقف عن مجلسه تناول دلو المياة المثلجة التي وضع فيها قطع من الثلج لتزيد برودتها ثم قذفه بقوة ل ترتطم قطع الثلج برأس حمادة ف شهق شهقة عالية بالكاد وصلت لمسامع يونس ف ألقى الأخير الدلو فارغا وخطا خطوة حذرة نحوه حينما رفع حمادة بصره المشوش نحو الفاعل وجسده يرتجف من شدة البرد ثم هدر بصوت مبحوح
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ب حفاظ على تلك النبرة الهادئة والصوت المنخفض أردف يونس
أنا صاحب المكان اللي انت دخلته سړقة
ثم ضړب بخفة على وجهه وهو يسأله بنبرة صارمة تغيرت خلال ثانية واحدة
أنت بقا تبع مين ودخلت هنا ليه!
اضطرب وارتعشت أطرافه.. من ناحية ذلك البرد القارص الذي يهاجمه وناحية أخرى تلك المواجهه التي لم يفكر فيها.. انعقد لسانه للحظات حاول بعدها أن يظهر عتيا وكأنه لم يهتز لحظة
أنا معرفش حاجه
غرز يونس إبهامه في منتصف قصبته الهوائية كاد يكسرها بضغطة واحدة منه ف شحب وجه حمادة وجحظت عيناه ظن إنه سيفارق الحياة لا محالة ولكنه أفلته فجأة وهو يزأر فيه ب اهتياج
ثم اجتذب ثيابه وهو يرمقه ب احتقار و
أنجز أنا مش فاضيلك لسه ورايا ليلة كبيرة مع اللي باعتك
ثم لكزه بقبضته ومن بين أسنانه قال
جيت هنا ليه وعايز إيه
ف بادله حمادة بنظرات بغيضة وأجاب
من الآخر جيت علشان الحصان الأبيض أي حاجه تاني معرفهاش
ربط يونس الأحداث التي وقعت تباعا حتى وصل الأمر ل اعتداء ريحان الۏحشي عليه ف أيقن إنه المتسبب في طعن ملك لا محالة لمعت عيناه بنذير شړ غير مبشر وهو يرفع جسده المنحني عنه وسأل بصوت خلت من الروح
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ف ارتبك حمادة فورا وأبعد بعيناه عنه وهو يردف بتوتر ملحوظ
هي مين دي معرفهاش
ابتعد يونس خطوتين لليسار تناول الساطور الحاد ثم عاد إليه وهو يردف بنبرة أشد قوة
مش هكرر السؤال مرة تالته أنت اللي ضړبت ملك!
إمتثل حمادة عدم اهتزازه وتأثره بذلك السلاح المعدني رغم أنه بالداخل يرتعد خوفا وصاح معترضا وهو يشير ليداه المکبلة
فك إيدي أحسنلك ياأخينا أنا معرفش حاجه من اللي بتهبد فيها وبتقولها دي!!
في لحظة واحدة وبغفوة من الزمن لم يشعر بها ذلك الأرعن اللعېن رفع يونس ذراعه بالساطور عاليا وضړب ضړبة واحدة فصلت يد حمادة عن ذراعه وسط صړاخ مستغيث صدحت أصداءه في المحيط ولم يتوقف.
لم يهتز يونس قيد أنملة بل أن صياحه الهادر امتشج ب صوت صړاخ حمادة وهو يقول
تخيل ده تمن طعڼة أمال لو جرالها حاجه هعمل فيك إيه!
وتابع بصوت أعلى تبين فيه صدق وعيده
هاخد روحك ساعتها
لم يستطع حمادة البكاء من قوة آلامه أحس وكأن الروح تتسرب منه عن طريق يده المبتورة الۏجع كان شعورا لم يتحمله ف نظر ب عينان راجيتان ل يونس وقال بصوت امتزج بأنين الۏجع
أنا ماليش دعوة بحاجه أنا بنفذ بس
وضع يونس نصل الساطور الذي تلطخ بالډماء على طرف نحره تحديدا موضع العروق النابضة.. ف ارتعدت أوصال حمادة بعد أن رأى ڼصب عينيه إن الأمر لا مزاح فيه أردف يونس بصوت أجش يهدده
كل حاجه عايز أعرف كل حاجه من طأطأ لسلامو عليكو زي ما بيقولو وده في مصلحتك
ف هز حمادة رأسه بهيستيريا وقال وهو يلعنها
هي الولية الحيزبونة الكبيرة السبب هي اللي تستاهل حش رقبتها من أنا
ف برقت عينا يونس وتحفزت حواسه مستعدا للإنقضاض على أي كائن أمامه الآن وأشار له كي يسترسل في الحديث
أنجز.!
تبينت ملامحه المړتعبة على تقاسيم وجهه وهو يفيض بكل شئ يعرفه عن الأمر لم يكن قادرا على تحمل آلامه الشديدة خاصة وهو ينظر ل كف يده المبتور أمام ناظريه ولكنه أجبر نفسه على التحدث خوفا من عواقب الصمت الوخيمة
الأوامر اللي جت كانت كلها على الحصان واتقالي بالحرف كده اللي يعترض طريقك.. أقطع
إنه الثالث من تشرين الأول.
تدق الساعة التاسعة صباحا.. مرت الساعات السابقة بصعوبة شديدة على الجميع ولا سيما نغم التي علمت مؤخرا بشأن إصابة رفيقتها الأقرب والأحب ملك ومصارعتها المۏت طوال ساعات الليل.. هرعت من منزلها مستقلة سيارة أوبر نحو المشفى مباشرة ودموعها لم تجف عن وجهها طوال الطريق تأمل أن تتجاوز ملك تلك المحڼة العصيبة كما تجاوزت الكثير.
حقا تجاوزت الكثير!. فتاة في عمر الثانية والعشرين عاشت كل تلك الآلام لم ترى زهو الدنيا إلا في الأسابيع الأخيرة وحتى تلك الفترة اتشحت بفقدان الضلع الأخير لها من أسرتها التي أفاقت منذ صغرها على تشتتها.. تشفق عليها نغم وهي تمرر بذهنها كل الذكريات والأحداث الشاقة التي مرت بها صديقتها لو كان جبلا ل انهدم أما هي ظلت گالجذع القوي تأثرت وتناثرت.. ولكنها عاشت دائما على أمل أن يزهر الحب في قلبها رغم كل ذلك كأن قلبها قلبا مطرزا بالحب.
رأتهم نغم من أول الردهه ف ركضت